الحدث

مساهل: الهزيمة العسكرية لداعش لا يعني هزيمته الكاملة

التدخلات العسكرية الأجنبية ومعاداة الإسلام تولد الارهاب

 قدم وزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل المقاربة الجزائرية في مجال مكافحة الارهاب والتطرف العنيف وتجربتها في مجال مكافحة التطرف، وهذا في إطار مشاركته في أشغال الندوة الدولية روما-الحوار المتوسطي، الجارية بالعاصمة الايطالية روما الذي سيختتم اليوم.

قال عبد القادر مساهل إنه في ظل السياق الاقليمي الراهن "يواصل الارهاب في تشكيل احدى أخطر التهديدات على أمن عدد متزايد من البلدان"، مضيفا أنه "بالرغم من الهزيمة التي تلقتها داعش، والتي تشكل تقدما هاما فإنها تبقى مع ذلك فوزا جزئيا للمكافحة الشاملة ضد هذه الآفة، التي تتعزز للأسف في مناطق عديدة أخرى من العالم".

وأردف وزير الشؤون الخارجية يقول إن "مساهمة الجزائر تشير في بادئ الأمر إلى أن الهزيمة العسكرية لداعش لا يعني هزيمتها الكاملة حيث ستبقى خلاياها عبر العالم تنشط بالرغم من فقدان اقاليمها وستكون مصدر تهديدات تستدعي تعاون ثنائي واقليمي ودولي مهيكل ومؤكد بشكل أفضل يأخذ بعين الاعتبار الانشغالات الأمنية لجميع البلدان ولجميع مناطق العالم".

وذكر أن الجزائر "لن تدخر اي جهد بخصوص هذا الشأن قصد ضمان امنها الخاص ولكيلا تعرف الشعوب الأخرى الفزع الذي فرضه الارهاب عليها في التسعينات"، وبين أن مساهمة الجزائر "تشير ثانيا الى أن هذه المنظمة الارهابية قد جندت الكثير من الأشخاص عبر العالم من خلال الآلاف من الشبان منحدرين من حوالي مائة بلد".

وأوضح مساهل بخصوص هذه القضية أن "عدد معتبر منهم يستعد للعودة إلى بلده الاصلي أو نحو مناطق أخرى من النزاع"، مذكرا أن الجزائر " التي عرفت وعانت من عودة ما كان يسمى بالأفغان، هي على وعي بالتهديد الذي يشكله هؤلاء المجرمين من حيث تكوينهم الايديولوجي وخبرتهم العسكرية".

وأكد رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن الجزائر "بالرغم من تسجيلها عدد قليل من المحاربين الارهابيين الاجانب، فقد اتخذت اجراءات لتأمين ترابها وحدودها.. ونبقى مع ذلك يقظة وجد قلقة من هذه الافة التي تشكل تهديدا حقيقيا على جوارها المباشر، الذي هو معرض بدرجة كبيرة لهذه الافة".

وبين أن المساهمة الجزائرية تبرز ثالثا "حدود الخطة الدولية الموضوعة قصد تجفيف موارد تمويل مختلف الجماعات الارهابية، لا سيما أمام الذكاء الذي تظهره تلك الجماعات في ايجاد موارد جديدة للتمويل، وأمام خبرة داعش في التحكم على الأقاليم والموارد، وأمام ايضا الروابط القوية للإرهاب مع الجريمة المنظمة العابرة للأوطان".

وأبرز مساهل في هذا السياق أنه "طالما ان الارهاب يستمر في الحصول على الموارد المالية فإنه سيستمر في اعماله التخريبية، مما يستدعي أن يتناول المجتمع الدولي هذا الملف بمقاربة أكثر تركيزا على النقائص المسجلة".

وتدرج مساهمة الجزائر في نقطتها الرابعة "استعمال الانترنيت الذي يبقى تحت تصرف الجماعات الارهابية التي تتجه نشاطاتها أكثر فأكثر نحو المنصات المشفرة والداركنات متجنبة بذلك مراقبة الدول. حيث تستدعي المشاركة الضعيفة لصناعة التكنولوجيات الجديدة للإعلام والاتصال في هذه الحرب ضد الارهاب، وضع ضوابط مناسبة من طرف الدول والمجتمع الدولي عامة".

وأوضح أن الجزائر "تبقى على قناعة بضرورة وضع ميثاق توافقي تحت رعاية منظمة الأمم المتحدة من شأنه ان يضع انترنيت بعيدا عن متناول النشاط الارهابي، وأن يحفظ ميزته كأداة عالمية للتواصل الحر والتقارب والحوار والتشارك بين الأفراد والشعوب".

وأبرز أن "مكافحة الارهاب يجب أن تحافظ في هذه المرحلة ما بعد داعش على صرامتها الكاملة وأن تتناول بشكل دائم إلى أسبابه، ومن بينها التدخلات العسكرية الاجنبية التي لا تحترم الشرعية الدولية والتي تولد الفوضى، وكذا معاداة الاسلام التي نمت في عدد كبير من البلدان وكذا التطرف".

وأشار رئيس الدبلوماسية الجزائرية بخصوص هذه النقطة أن مكافحة التطرف والتطرف العنيف "لا ينطوي فقط على مكافحة معاداة الارهاب على صعيد الهيئات في المجتمعات التي تعرف تنامى هذه الظاهرة، ولكن تتطلب ايضا وضع سياسات واستراتيجيات شاملة تستهدف عوامل الاستبعاد والتهميش، وكذا تشجيع وضع سياسات تحافظ على الاتساق الاجتماعي تهدف إلى تعزيز دولة القانون والديمقراطية والحكامة الرشيدة وحقوق الانسان والمرأة ونضال بلا هوادة من أجل تكريس الشفافية والعدالة ومكافحة الآفات الاجتماعية".

فريد موسى

 

من نفس القسم الحدث