الوطن
الغلاء يحرم الجزائريين من الاحتفال بالمولد...؟!
أسعار اللحوم، الخضر، الفواكه وكل المواد المرتبطة بتقاليد الجزائريين ترتفع
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 28 نوفمبر 2017
من الواضح أن التجار في الأسواق يحضرون للاحتفال بالمولد النبوي الشريف على طريقتهم الخاصة، حيث عمد هؤلاء عشية هذه المناسبة الدينية التي تحتل مكانة خاصة عند الجزائريين، لرفع الأسعار سواء تعلق الأمر بالخضر والفواكه أو حتى اللحوم بأنواعها وكذا المواد التي ترتبط بعادات الاحتفال، على غرار الشموع والحلويات، وهو ما قد يحرم العديد من الجزائريين من فرحة المولد.
بسبب جشع التجار وعودة المضاربة للأسواق عشية كل مناسبة دينية، يجد الجزائري نفسه حائرا بين الحفاظ على تقليد الاحتفال بالمولد النبوي الشريف أو التخلي عن العادة، فالأسعار المتداولة في الأسواق هذه الأيام بالنسبة للحوم بأنواعها وكذا الخضر والفواكه ومواد غذائية أخرى تفوق القدرة الشرائية للعديد من الجزائريين الذين قد يلجأون للكريدي فقط من أجل عدم التفريط في عاداتهم وتقليدهم.
• أسعار اللحوم البيضاء تتضاعف في غضون 48 ساعة
وفي جولة قادتنا لعدد من الأسواق، وقفنا على حجم الغلاء الذي أصاب هذه الأخيرة عشية المولد النبوي الشريف. فأسعار كل المنتوجات قفزت للأعلى، فاللحوم البيضاء التي كانت أسعارها لا تتجاوز الـ 200 دج منذ أسابيع فقط، بلغت أسعارها أمس سقف الـ 400 دج، حيث استغل التجار كثرة الإقبال على هذه المادة من أجل مضاعفة السعر، حيث تراوح ثمن دجاجة متوسطة بين 750 و860 دينار، وهو السعر الذي اعتبره المواطنون المترددون على محلات بيع الدواجن غير معقول، حيث ذكر من وجدناهم بهذه الأخيرة أنه لولا أن مناسبة المولد النبوي تضطرهم لاقتنائه لإعداد أطباق تقليدية لاستغنوا عنه كون سعره الحالي لا يتماشى ومدخول المواطن البسيط، في الوقت الذي برر بائعوه هذا الارتفاع بكونهم اشتروه بسعر مرتفع بأسواق الجملة، لأنه يشهد ارتفاعا خلال الفترة الأخيرة. وفي المقابل شهد سعر الديك الرومي ارتفاعا قليلا مضاهاة بالدجاج، حيث عُرض للبيع بـ 850 دج أياما قبل المولد النبوي الشريف، بعد أن بيع في الأيام العادية بـ 750 دج للكيلوغرام الواحد، فيما قفزت أسعار البيض إلى 450 دينارا للصفيحة، أي 15 دينارا للحبة، بعد أن كانت لا تتجاوز 10 دج.
• الخضر والفواكه تقفز للأعلى
الارتفاع نفسه سجلته أسعار الخضر والفواكه، حيث ارتفعت الأسعار بالنسبة للخضر والفواكه بنسبة تزيد عن 40 بالمائة، وبعض الخضر بدا سعرها غير معقول تماما كالبطاطا التي لامس سعرها سقف الـ 100 دج، في حين بلغ سعر الكيلوغرام من الكوسة 150 دينار، فيما تجاوز سعر الطماطم 100 دينار، بينما قفز سعر الكيلوغرام من البصل من 50 إلى 70 دينارا، فيما سجل سعر الجزر ارتفاعا بدوره حيث بلغ سقف 120 دينار جزائري، أما الفلفل الحلو فبلغ 180 دينار.
• المكسرات والحلويات لمن استطاع إليها سبيلا
هذا ولم يشمل الارتفاع الذي شهدته الأسواق الخضر والفواكه واللحوم فقط، حيث أن أسعار مواد أخرى تدخل في إطار عادات الجزائريين في الاحتفال ارتفعت على غرار المكسرات التي زاد سعرها بنسبة 20 في المائة، حيث بلغ سعر اللوز حوالي 2800 دج للكيلوغرام وبلغ سعر الجوز حوالي 3000 دج للكيلوغرام، وارتفعت أسعار التمور هي الأخرى لتصل لحدود الـ 700 دينار جزائري، كما ارتفعت أيضا أسعار الحلويات في المخبزات سواء التقليدية أو غيرها، كما ارتفعت أسعار الشموع بشكل ملفت للانتباه حيث باتت بعيدة عن متناول الجميع. فقد وصل سعر شموع الزينة لدى طاولات المفرقعات حدود 30 دج للشموع العادية وحوالي 200 دج للشموع المزينة.
• والمفرقعات بأسعار خيالية
أما عن أهم مظهر من مظاهر الاحتفال بالنسبة للعديد من الجزائريين، ويتعلق الأمر بالمفرقعات، فهذه الأخيرة باتت أسعارها تعبر بشكل أكبر عن ظاهرة تتعلق بالتبذير أكثر منه بالاحتفال. فأسعار هذه المواد الضارة والتي تشكل خطرا على مستهلكيها فاقت كل التوقعات بسبب قلة العرض، نظرا لتضييق الأجهزة الأمنية الخناق على مهربي هذه المواد، وبسبب نقص الطاولات التي عادة ما تعرض هذه المواد في الأحياء الشعبية، فما هو متوفر حاليا تعد أسعاره خيالية، ما قد يثني العديد من الجزائريين عن استهلاك هذه المواد ليلة المولد النبوي الشريف على الأقل منعا منهم لتبذير وحرق أموالهم دون أي فائدة.
س. زموش