الوطن
الجزائريون تحت الضغط في 2018 !!
الوضع الاقتصادي بات يبعث على التشاؤم بسبب غياب الحلول الحقيقية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 27 نوفمبر 2017
• الهادي سعدي: نسبة "عدم الرضا" مرتفعة و50 بالمائة من الجزائريين يريدون الهجرة
لا يُخفي المختصون في علم الاجتماع أن الوضع الاجتماعي في الجزائر يتجه نحو مزيد من التدهور في 2018، بسبب تداعيات الوضع الاقتصادي على حياة الجزائريين ونمط معيشتهم. فتصريحات المسؤولين التي تطمئن بخصوص العديد من المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية، لا يمكنها أن تضمن الاستقرار بحسب الخبراء، كون الجزائري أصبح أكثر عرضة للضغط بداية من 2018، وهو ما سيزيد من الأزمات الاجتماعية.
ينتظر أن يعرف الجزائريون مزيدا من الضغط بداية 2018، بسبب بقاء الوضع الاقتصادي متدهورا ودخول قانون المالية حيز التنفيذ، وهو القانون الذي حمل زيادات في أسعار البنزين قد تخلق موجة غلاء جديدة تمس كل المنتجات، في وقت لا تزال الأجور ثابتة لم تتغير، وهو ما سيجعل الجزائريين رهينة للقمة العيش. وقد بدأ أغلب المواطنين في استقبال توقعات السنة الجديدة بكثير من التشاؤم، فتطمينات المسؤولين بخصوص تحسن الأوضاع بعد التوجه نحو طبع الأوراق النقدية لم تنفع في إقناع الجزائريين الذين يرون في هذه الأخيرة مجرد استهلاك إعلامي يخالف ما يعيشونه يوميا.
وبحسب المختصين فإن الفئات الهشة والفقيرة وحتى الطبقة المتوسطة هي من ستتأثر أكثر بداية 2018 بسبب الوضع الاقتصادي، حيث يتحدث الخبراء أن هناك تشاؤما ويأسا كبيرين على مستوى هذه الطبقة غير معبر عنهما، فالمتنفس الوحيد للجزائريين أصبح مواقع التواصل الاجتماعي التي لا تعد فضاء رسميا، وحتى النقابات التي كانت تعبر عن رأي شريحة من العمال اصطدمت احتجاجاتها برفض المسؤولين وعدم فتح أبواب الحوار، مشيرين أن هذا الغلق سيزيد من ضغط الجزائريين وحالة يأسهم تجاه الأوضاع الاقتصادية.
وأكد المختصون أن الوضع الاقتصادي سيعمق العديد من المشاكل الاجتماعية، منها ظاهرة الفقر وكذا اللامبالاة وعدم المسؤولية، معتبرين أن الضغط الذي يخلقه الوضع الاقتصادي يؤثر على مكونات الأسرة بكل أفرادها ويزيد من تفكك الخلية الأولى للمجتمع.
• الهادي سعدي: نسبة "عدم الرضا" وسط الجزائريين مرتفعة ونصفهم يريد الهجرة بسبب الوضع الاقتصادي
وفي السياق ذاته، أكد المختص في علم الاجتماع والأستاذ بجامعة الجزائر، الهادي سعدي، في تصريح لـ"الرائد"، أن الوضع الاقتصادي بات مبعثا للتشاؤم بالنسبة للجزائريين، مضيفا أن نسبة "عدم الرضا" عن الوضع الاقتصادي وحتى عن تعامل المسؤولين مع الأزمة وسط الجزائريين مرتفعة.
وقال الهادي سعدي أن إحصائيات ودراسات أخيرة بينت أن أكثر من نصف الجزائريين يحلمون بالهجرة بسبب الأوضاع الاقتصادية، على خلاف بلدان الجوار التي تتعلق فيها أسباب الهجرة بالأوضاع الأمنية.
وأضاف ذات المتحدث أن التوجه العام للجزائريين أصبح يكشف عن فقدان للأمل وتشاؤم، بسبب ما قد يحمله العام الجديد من تدهور أكبر في قدرتهم الشرائية، ومنه تدهور في معيشتهم وتغيير في نمط حياة أغلبهم، معتبرا أنه على المسؤولين أخذ الأمر بالحسبان.
وعن الاحتجاجات التي شهدتها العديد من القطاعات في الفترة الأخيرة، عاب سعدي، في السياق، على الحكومة تعاملها السلبي مع الحراك الموجود حاليا على مستوى الجبهة الاجتماعية، مشيرا أن مواجهة أي احتجاجات بالغلق وعدم فتح باب الحوار على الأقل لن يخدم الوضع، باعتبار أن هذه الاحتجاجات تعد المتنفس الوحيد لشريحة كبيرة من العمال.
وأكد سعدي أنه على الحكومة التعامل مع هذه النقابات ومحاورتها في إطار ما يمكن أن تقدمه حاليا، بدل غلق الأبواب، ما يؤدي إلى احتقان وضغط أكبر، خاصة أن أغلب مطالبها تعد مشروعة.
س. زموش