الحدث

مهمة الأميار الجدد لا يجب أن تنحصر في تزفيت الطرقات ومعالجة النفايات !!

خبراء يعتبرون أنه من الضروري تجاوز هذه الانشغالات في البداية والتفرغ للتنمية ويؤكدون:

رزيق: علاقة المير والمواطن نقطة سوداء.. "الفايسبوك" أداة لحلها

 

أفرزت الانتخابات المحلية التي ظهرت نتائجها الأولية عن تزكية مسريين محليين جدد وتجديد الثقة في آخرين، في حين تبقى انشغالات المواطنين في كل عهدة هي نفسها، وتتعلق أساسا بملف السكن والمشاريع المعطلة والنفايات. فهل سيتمكن الأميار الجدد من تجاوز هذه الانشغالات التقليدية والذهاب نحو تنمية محلية حقيقية في عز أزمة خانقة تعاني منها الجزائر تتطلب تكاثف جهود جميع المسؤولين؟

لن تكون مهمة الأميار الجدد، خاصة على مستوى تلك البلديات الفقيرة والمعزولة، سهلة، فالعهدة الانتخابية السابقة اختتمت ونفس المشاكل لا تزال مطروحة، بالإضافة إلى ملفات جديدة أفرزتها الأزمة الاقتصادية وتراجع مداخيل البلديات والميزانية المخصصة لها. ورغم أن هناك مواطنين فقدوا الثقة في المنتخبين المحليين، وهو ما ظهر من خلال نسبة المشاركة والمشاركين بأوراق ملغاة، إلا أن هناك من الجزائريين من يأملون في أن تكون هذه العهدة مختلفة وأن يتم خلالها، على الأقل، حل بعض المشاكل التقليدية والمعروفة بكل بلدية. وعلى رأس هذه الملفات المشاريع التنموية العالقة، فلا تخلو أي بلدية في الوطن من مشروع غير مكتمل سواء كان تجاريا، صناعيا أو ثقافيا، بالإضافة إلى مشاريع التهيئة التي عادة ما تستمر لسنوات.

من جانب آخر، فإن ملف السكن يعد على رأس انشغالات المواطنين، فأغلب البلديات لم توزع كوطة السكنات المخصصة لها، تهربا من مسؤولية كبيرة تقع على عاتق هؤلاء المسؤولين. ومن أكثر الملفات التقليدية المطروحة في معظم البلديات والتي طغت على السطح في الفترة الأخيرة، ملف تسيير النفايات المنزلية، حيث لا تزال العديد من البلديات تغرق في القمامة، وهو ما يستدعي تحركا سريعا من المنتخبين المحليين، لكن بالمقابل فإن الخبراء الاقتصاديين يؤكدون أن مهمة المنتخبين المحليين الجدد لا يجب أن تنحصر في مشاريع تزفيت الطرقات وتوزيع حفنة من السكنات وتسيير القمامة، بل من المفروض أن يلعب المنتخب المحلي دورا تنمويا حقيقيا والجزائر تعرف أزمة اقتصادية خانقة. ويري الخبراء أن الأميار عليهم لعب دور فعال ليس لملء الخزينة العمومية، لكن على الأقل لتأمين مداخيل إضافية لبلدياتهم، وليس انتظار إعانة الدولة في كل مرة. ويضيف الخبراء أن هناك بلديات غنية بموقعها الاستراتيجي وبمنشآتها يمكنها أن تلعب دورا محوريا في التنمية الاقتصادية.

 

رزيق: علاقة المير والمواطن نقطة سوداء.. "الفايسبوك" أداة لحلها

 

وفي هذا الصدد، اعتبر الخبير الاقتصادي كمال رزيق، أمس، أن المنتخبين المحليين وخلال الحملة الانتخابية بالغوا في وعودهم وتحدثوا عن برامج رئاسيات وليس محليات، لذلك فإنه من الضروري الآن العودة إلى المنطق والواقع الذي تفرضه صلاحيات الأميار المحددة قانونا، مشيرا أن هؤلاء مطالبون كأولوية بالاستماع لانشغالات المواطنين العالقة ومعالجتها قبل الحديث عن أي ملفات جديدة. وأوضح رزيق أنه ومثل ما جرت العادة فإن أولى الملفات التي عادة ما يبدأ بها المنتخبون المحليون عهدتهم، هي التهيئة وتعبيد الطرقات، معتبرا أنه في بعض البلديات في الوطن فإن هذه المشاريع تعد أولوية، أما في بلديات أخرى، خاصة بالعاصمة، فتعد تبذيرا للمال وعلى المنتخبين التوجه إلى ملفات أخرى على غرار السكن وإنجاز المشاريع التنموية التي توسع مداخيل البلدية.

وقال رزيق أن بعض البلديات تعاني جمودا كبيرا في التنمية، خاصة بولايات الشرق والجنوب، مضيفا أن المسؤولين بهذه الأخيرة مطالبون بالعمل، منذ بداية العهدة، على إيجاد مداخيل إضافية لتسيير مشاريع التنمية المحلية، مشيرا أن أهم نقطة على الأميار التركيز عليها هي التواصل مع المواطن، حيث اعتبر رزيق أن علاقة المير بالمواطن دائما ما كانت نقطة سوداء، مؤكدا أنه اليوم هناك العديد من الوسائل للتواصل، منها الفايسبوك وتويتر، لذا على الأميار استغلال هذه الوسائل من أجل الاستماع لانشغالات المواطنين وإعلامهم بمستجدات البلدية وموعد الاجتماعات، وبالمشاريع المنجزة والميزانية التي صرفت وكل ما يخص تسيير المجلس البلدي.

س. زموش

 

من نفس القسم الحدث