الوطن

الحكومة تراجع حساباتها حول سوق الغاز قبل انتهاء العقود مطلع 2019

لقاء بوليفيا سيكون فرصة لرسم تصور حول الأسعار والعقود والمنتجين الجدد

من المنظر أن تتمكن الجزائر من خلال مشاركتها في أشغال القمة الرابعة لمنتدى الدول المصدرة للغاز نهاية الأسبوع من بلورة تصور حول موقعها في أسواق الغاز مستقبلا بعدما عرفت هذه الأخيرة العديد من المتغيرات ستجبر مسؤولي الطاقة في الجزائر على مراجعة حساباتهم قبيل انتهاء العقود مطلع 2019.

وبحسب الخبراء فان الجزائر مطالبة من خلال هذا المنتدى الذي يشارك فيه وزير الطاقة مصطفي قيتوني بتعزيز مكانتها في السوق الدولية بعدما خسرت معركة الأسعار في أوروبا، على إثر دخول منافس مورد جديد للقارة العجوز وهو الولايات المتحدة الأمريكية، وفي هذا السياق أكد أمس الخبير في الطاقة الدكتور بغداد مندوس في تصريح لـ"الرائد" أن سوق الغاز يعيش وضعا مشابها لسوق النفط، فالضغوط تتزايد على الجزائر بسبب بروز منتجين ومصدرين جدد، فمن ناحية هنالك الغاز الأمريكي الذي بدأ يتدفق على السوق الأوروبي، كما أن روسيا بدأت تضاعف إمداداتها الغازية، فضلا عن ارتفاع الحصة القطرية، يضاف إلى ذلك الدخول المرتقب لمصر وعودة إيران، وهو ما يجعل الجزائر في وضع حساس بداية من سنتي 2018 و2019 بالخصوص.

وأضاف مندوش ان عدة تقارير حذرت الجزائر من مواجهة تحدي كبير في السنوات المقبلة لتعدد الفاعلين بسوق الغاز، في وقت يعرف الإنتاج في الجزائر انكماش واضح، حيث أشار مندوش أنه عكس سنوات التسعينيات التي كانت فيها الجزائر من خلال مجموعة سوناطراك تلعب دورا جهويا فاعلا في مجال تسويق الغاز نحو أوروبا على وجه الخصوص حيث كانت تسيطر على 30% من السوق تقريبا، فضلا عن توجيه 30 – 35% من إنتاجها إلى السوق الأمريكية، فأن الجزائر خاليا تواجه متاعب في بيع الغاز وتواجه تحديات أكثر خطورة تتمثل في تراجع إنتاجها منذ 2003.

بسبب المتاعب في وجود أسواق جديدة لتعويض الزبائن التقليدين وهذا بفعل المنافسة، فضلا عن ارتفاع الاستهلاك المحلي حيث قفز الاستهلاك الداخلي للغاز في الجزائر من 10 مليارم3 عام 1990 إلى 45مليار م3 عام 2016 مع توقع بلوغ استهلاك الجزائر عام 2030 من الغاز 80-85 مليار م3 بالإضافة إلى المعوقات التي تعترض سوناطراك نتيجة العقود الطويلة التي تمنعها من الاستفادة من فرص السوق، وقال مندوش ان الجزائر مطالبة بإعادة تقييم وضعها بمساعدة الخبراء قبل تجديد العقود التي تربطها بزبائنها بداية 2019 معتبرا ان اجتماع بوليفيا سيكون فرصة لبناء تصور واضح وفتح مشاورات مع البلدان المصدرة للغاز وتقييم العقود وكذا الأسعار.

يذكر ان أشغال القمة الرابعة لمنتدى الدول المصدرة للغاز بمشاركة وزير الطاقة مصطفى قيطوني، ستكون ببوليفيا يوم 24 نوفمبر الجاري، وستسبق القمة ندوة دولية واجتماعا وزاريا استثنائيا يشارك فيه الوزير إلى جانب نظرائه من بقية الدول الأعضاء يوم 22 نوفمبر.

وسيعرف المنتدى مشاركة رؤساء الجمهوريات ورؤساء حكومات الدول الأعضاء الذين يجتمعون للتبادل وبحث فرص التعاون بين الدول المنتجة للغاز والمصدرة له، فضلا عن تبادل الخبرات والتجارب في هذا المجال، وهو يهدف خصوصا إلى دعم الحقوق السيادية للدول الأعضاء وترقية الحوار كذلك بين منتجي الغاز والدول المستهلكة قصد ضمان استقرار وشفافية سوق الغاز وضمان سعر عادل للمتدخلين في هذا السوق.

دنيا. ع

 

من نفس القسم الوطن