الوطن

تونس، تركيا والأردن وجهة الجزائريين الجديدة للعلاج!

رغم ارتفاع التكاليف بسبب انهيار الدينار وارتفاع العملات الأجنبية

بقاط تكلفة العلاج بالخارج تتضاعف أكثر بسبب سوء التشخيص

 

أزاحت كل من تركيا وتونس والأردن فرنسا كوجهة طبية تقليدية بالنسبة للجزائريين الباحثين عن العلاج فارتفاع أسعار العملات الأجنبية ووصول الأورو لمستويات غير معقولة جعل الجزائريين يبحثون عن الخدمات العلاجية في بلدان أخري بتكلفة أقل.

لا تقتصر الوجهة التونسية بالنسبة للجزائريين على السياحة فقط فاكثر من 100 ألف مريض جزائري يتوجهون سنويا نحو تونس للعلاج بسبب غياب التكفل محليا وتدهور الخدمات الصحية، وقد باتت تونس بالإضافة إلى تركيا وكذلك الأردن وجهة الجزائريين الجديدة من أجل الاستفادة من الخدمات الطبية بعدما كانت فرنسا وعدد من الدول الأوربية هي الوجه التقليدية للعلاج غير أن ظروف كثيرة تغيرت وعلى رأسها أسعار العملات الأجنبية حيث بات 1 أورو يساوي اكثر من 200 دج ما يعني تضاعف تكاليف العلاج في البلدان الأوربية والتي لا يمكن للمريض تحملها وبسبب رغبة العديد من الجزائريين العلاج في الخارج فان الدول التي تمكنت من ضمان عدد معتبر من السياح الجزائريين اصبحت نفسها تسعى الى ضمان عدد مماثل من المرضى الجزائريين في إطار السياحة الطبية العلاجية والتي بدأت تتوسع حيت تعمل تونس وتركيا منذ فترة على الترويج للسياحة الطبية العلاجية وسط الجزائريين بتقديم خدمات تفتقر اليها الجزائر، لتدخل المملكة الأردنية هي الأخرى على الخط الفترة الأخيرة وتنافس في المجال بدورها. وعمل السلطات الطبية في هذه البلدان على تسهيل الإجراءات للمرضى الجزائريين فبالنسبة لتركيا فان المسؤولين بالمستشفيات هناك تحدثوا أكثر من مرة عن إجراءات جديدة لفائدة المرضى الجزائريين تتعلق أساسا بتسهيل حصولهم على الفيزا، معلنين عن استحداث الفيزا التركية الطبية قريبا بالتشاور مع السفارة التركية. في حين تركز السلطات التونسية والفاعلين في المجال الصحي على استقطاب عدد أكبر من المرضى الجزائريين مع وجود مساعي لدي مؤسسات استشفائية تونسية خاصة لإبرام اتفاقيات تعاون مع مصحات جزائرية لتبادل الخبرات والتكوين وفتح مكاتب اتصال في الجزائر لتسهيل عملية التواصل مع المعنيين وتعمل السلطات الأردنية على ادراج التعاون في المجال الصحي في صلب المساعي لتقوية العلاقات بين البلدين حيث تحاول هذه الأخيرة الترويج للأردن كوجهة طبية بامتياز مع خدمات استشفائية استثنائية في العديد من التخصصات.

هذا وفي وقت تصنف فيه هذه البلدان التدفق الجزائري على المستشفيات هناك في خانة ما أصبح يصطلح بالسياحة الطبية تتحدث الحكومة والمسؤولين في وزارة الصحة على عمل شبكات لتهريب المرضى الجزائريين للعلاج في تونس وفي بلدان اخري حيث أكد فيما سبق بوضياف عندما كان على ٍاس وزارة الصحة ان هناك مافيا تنشط في مجال تهريب المرضى للعلاج في الخارج وخاصة في تونس، كما اتهم قنوات تلفزيونية بالعمل على الترويج للعلاج في تونس. على الرغم من كل الجهود التي بذلتها الحكومة الجزائرية في العقد الأخير، والملايين التي صرفتها لتحسين الخدمات الطبية في المستشفيات.

 

بقاط تكلفة العلاج بالخارج تتضاعف أكثر بسبب سوء التشخيص

 

من جهته أكد أمس رئيس عمادة الأطباء الجزائريين الدكتور بركاني بقاط في تصريح لـ"الرائد" أنه ليس فقط ارتفاع أسعار العملات الأجنبية هو الذي ادي إلى ارتفاع العلاج بالخارج وتحديد بفرنسا والبلدان الأوربية وإنما أيضا سوء التشخيص في الجزائر يرفع من تكاليف العلاج خارجا حيث يتحتم على المريض دفع ضعف ما كان سيدفعه ان كان تشخيص مرضه خاطئا، ما يضطره لإجراء تحاليل وفحوصات إضافية  وأعترف بقاط ان ارتفاع تكاليف العلاج في الدول الأوربية جعل الجزائريين يبحثون عن البديل في بلدان مجاورة مضيفا أنه من العيب أن نتكلم عن ألاف المرضي الذين يتوجهون لتونس وتركيا من أجل العلاج بينما هناك أطباء وكوادر جزائرية كفئة مؤكدا ان عدد من الأطباء التونسيين تكونوا في فترة من الفترات بالجزائر، واعتبر بقاط في السياق ذاته أن مشكلة الخدمات الطبية في الجزائر لا يتعلق بغياب الكفاءات وإنما في نقص الإمكانيات وسوء التسيير الذي ينخز المنظومة الصحية ويهوي بمستوى الخدمات.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن