الحدث

المترشحون في رحلة بحث عن بدائل لاستقطاب الناخبين

انتعاش نسبي في وتيرة الحملة الانتخابية لمحليات 23 نوفمبر الحالي

سجلت، أمس، الحملة الانتخابية للمحليات المقبلة في يومها الرابع برودة كبيرة حيث فشلت أغلب المداومات في استمالة المواطنين الذين سئموا من الوعود ومن الخطابات التي تميز غالبية التجمعات الشعبية التي كانت في غالبها محتشمة.

لا يزال العديد من المرشحين لمحليات 23 نوفمبر الجاري يواجهون مشكلا جديدا متعلق بجذب انتباه الناخبين ودفعهم إلى المشاركة في الانتخابات المقبلة، وكذا صعوبة إقناعهم بالتصويت لصالح تشكيلة معينة وهو ما أرجعه بعض العارفين بالشأن السياسي إلى تدني الخطاب السياسي الذي لم يرق إلى مستوى طموحات الشارع الجزائري ملقين بذلك المسؤولية على عاتق النظام الذي سمح من خلال إصلاحاته ببروز تشكيلات دون المستوى المطلوب.

وعرفت الحملة الانتخابية للمحليات خاصة مع بداية العدّ العكسي لانقضاء أسبوعها الأول فتورا محيرا ميزه لامبالاة الشارع الجزائري الذي أظهر اهتمامات أخرى بعيدة كل البعد عما تشهده الساحة السياسية لتعوضه غلاء أسعار الخضر كالبطاطا وندرة مادة الحليب ... ، برامج المترشحين وخطاباتهم حيث تبقى الأحزاب والتشكيلات السياسية التي قررت خوض غمار الانتخابات المحلية عاجزة عن إقناع الناخب بالمشاركة في الانتخابات زيادة عن إقناعه بالتصويت لصالح تشكيلة معينة .

من جانب آخر يثير استمرار غياب صور المرشحين عن اللوحات الإشهارية علامات استفهام عديدة في الوقت الذي كان من المفروض فيه أن تستغل كافة الوسائل من أجل إقناع الناخب بالمشاركة باعتبار الانتخابات المقبلة بخلاف سابقاتها منعطفا حاسما للتغيير كما يرى كثيرون ضف إلى كل هذا فإن ملصقات المترشحين وصورهم لم تسلم هي الأخرى في بغض المناطق من التمزيق حيث بمجرد أن ألصقت بالأماكن المخصصة لها طالها التمزيق فيما لا تزال مساحات الكثير من القوائم فارغة في انتظار ما ستسفر عنه الأيام القادمة من عمر الحملة الانتخابية.

فبالرغم من التجمعات والملصقات يتطلب التركيز كذلك على اللقاءات التحسيسية الجوارية البعيدة كل البعد عن القاعات والمهرجانات لكن بالمقابل هناك من أرجع ضعف الحراك إلى عزوف الكثير من الناخبين أمام هشاشة خطاب الكثير من المترشحين وعدم قدرتهم على إقناع الناخب والتأثير فيه .

ويرى الكثير من المتتبعين للشأن السياسي أن الانتخابات المحلية لا تحمل بالنسبة لها الأهمية نفسها من الناحية السياسية كالتشريعات الفارطة حيث أن الشعب وحسب العافين بخبايا الشأن السياسي فيرون بأنه فقد ثقته في السلطة وفي المواعيد التي تسهر على تنظيمها لقناعته المسبقة بأنها لن تأتي له بجديد حتى وإن كانت المحليات ذات صلة مباشرة بانشغالاته اليومية وهو الأمر الذي سيزيد من رقعة تراجع نسبة المقاطعة للانتخابات.

وفي نفس السياق فإن الوضعية التي ميزت الحملة الانتخابية هذه السنة تعود أساسا إلى عدم شعور الناخب بأهمية الموعد الانتخابي أم أنه تأكد من عدم صدقية الموعد الانتخابي وجديته حيث أن ما تعرفه الحملة الانتخابية من فتور منذ انطلاقتها يعود إلى أن الشعب لم يشعر بأهمية الانتخابات كونها مرحلة مصيرية، ولعل أكثر ما قد يعاب على الحملة الانتخابية للمحليات هي ظروفها غير مواتية نظرا لغلاء المواد الاستهلاكية وضعف القدرة الشرائية لدى أغلب الأسر الجزائرية الأمر الذي استحوذ على اهتمامها فحجب عنه كل ما هو خارج عن هذا النطاق هذا وتتخوف النخبة السياسية من نتائج الانتخابات المحلية المقبلة التي ربما ستشهد نسبة مشاركة ضعيفة في حال استمرار هذا الوضع .

هني. ع
 

من نفس القسم الحدث