الحدث

"الفايسبوك" لتنشيط الحملة الانتخابية للمحليات القادمة قبل انطلاقتها الرسمية

تحولت أغلب الصفحات للتنافس وأخرى للطعن في الخصوم وبرامجهم

•             خبراء: انتشار الهواتف الذكية التي سحبت البساط من الإعلام التقليدي

 

انطلقت الحملة الانتخابية الدعائية للمحليات مبكرا عبر شبكات التواصل الاجتماعي الـ"فيسبوك" منذ أيام وقبل موعدها المحدد تحسبا لمحليات الـ 23 نوفمبر القادم وسط تنافس انتخابي محموم من أجل الفوز بمنصب رئيس مجلس بلدي أو منصب مجلس ولائي عبر منشورات وفيديوهات تظهر أبرز المترشحين خلقت الكثير من الجدل والتساؤلات عمن يقف وراءها".

 عرفت الانتخابات المحلية وعبر مختلف وسائل تكنولوجيات الاتصال خاصة ما تعلق منها بالفضاء الأزرق "الفيسبوك" إنزالا كبيرا من قبل المترشحين الذين لم يتوانوا في استقطاب منتخبين بعدما اقتصر الأمر في وقت سابق على الملصقات الاشهارية التي أصبحت في الوقت الراهن مكلفة نظرا للازمة الاقتصادية التي تعرفها الجزائر، معتبرين في ذات السياق أن استخدام هذه التكنولوجيات الحديثة سيعود بالفائدة من خلال تحقيق نتائج مرضية خاصة وانه يعد المتنفس الوحيد لجميع شرائح المجتمع خاصة فئة الشباب.

وفي هذا السياق قال الخبير في تكنولوجيات الاتصال يونس قرار إن "تأثير شبكات التواصل الاجتماعي والإعلام الالكتروني في الانتخابات المحلية سيكون كبير جدا وخصوصا مع انتشار الهواتف الذكية التي سحبت البساط من الإعلام التقليدي"، مؤكدا أن "الشيء الجديد الذي ستأتي به هذه الحملة هو اعتماد الجميع وسيلة لمخاطبة قلوب وعواطف المواطنين من أجل استمالتها وهو ما نجح فيه إلى حد ما".

واعتبر يونس قرار أن "شبكات التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" فرضت نفسها ووضعت المترشحين أمام تحديات جديدة حيث أصبحت هذه الوسائل الحديثة المتطورة تنافس الوسائل القديمة في ظل غياب وسائل قانونية تضبطها حيث انها باتت صعبة وشبه مستحيلة فالمترشحين للمحليات يدركون جيدا أن لها دورا كبيرا في الإشهار والتعريف بهم من خلال تمرير رسائل تؤدي في غالب الأحيان إلى كسب المزيد من المؤيدين والمحبين لهم ".

وأشار يونس قرار انه "يتعين على مستعملي هذه الوسيلة أن يدركوا جيدا حسن استعمالها والابتعاد عن كل المحظورات الأخرى التي تسيء لهم ولأحزابهم السياسية التي ينتمون لها ولذلك يتوجب على الدولة أن تتأقلم مع هذه التكنولوجيات الحديثة وتستفيد من تجارب البلدان الأجنبية مع "الفيسبوك" وذلك بالاستعانة بالخبراء وحتى مع هاته الأحزاب والتي تدخل في إطار رفع هذا التحدي الجديد".

وقال ذات الخبير أن "نتائج الانتخابات ستحسم لصالح المرشحين الذين يواكبون التكنولوجيا وتطوراتها ويوصلون رسالته للمواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي بات يتابعها شريحة كبيرة منهم"، مشيرا أن "الأحزاب المشاركة في الانتخابات ستستخدم الوسائل التقليدية بكثرة في دعايتها الانتخابية من إذاعات وتلفاز غير أنه لابد من الانتباه لأهمية وجدارة مواقع التواصل الاجتماعي في التأثير على آراء الناخبين وميولهم".

ويرى يونس قرار أن "مواقع "الفيسبوك" و"التويتر" و"الانستجرام" وجميع المواقع الالكترونية ستكون المحرك الأساسي في عملية التأثير على رأي الناخب باتجاه أي مترشح للانتخابات"، قائلا ان "المرشحين للانتخابات سيعملون على استغلال مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير لأنها ستكون المحطة الإعلامية الأكثر تأثيرا من الاذاعات والمحطات التلفزيونية التي يراها الناس بأنها تقليد قديم".

وتوقع الخبير في مجال التكنولوجيات أن تبدأ القوائم المشاركة في الانتخابات بالتحضير وشرح برامجها الانتخابية على مواقع التواصل الاجتماعي، كاشفا أن الرسائل الدعائية للبرامج الانتخابية ستكون واضحة للمواطنين "، قائلا أن "مواقع التواصل الاجتماعي ستبث بشكل مباشر ما يريده المترشحون من منتخبيهم من خلال لقاء افتراضي يحضره الجميع ويكون التفاعل حيث انهم يستطيعون متابعة كل ما جرى في أي مكان خاصة وان الكثير من هذه المواقع تتمتع بتقنية النقل المباشر لإيصال رسائلها".

وبالرغم من دخول شبكات التواصل "الفيسبوك" بقوة على ساحة الدعاية الانتخابية فإن قانون الانتخابات الحالي والتعليمات التنفيذية للدعاية الانتخابية خلت من نصوص تضبط خطاب بعض المرشحين عبر مختلف شبكات التواصل الاجتماعي ".

يبدو أن انتخابات المحلية هذه المرة ستكون مختلفة عما سبق في ظل وجود مواقع التواصل الاجتماعي التي بات يتابعها شريحة كبيرة من الفئات العمرية المختلفة في الجزائر والذي أصبح من الممكن أن يقلب بعض المعادلات بشكل دراماتيكي.

 هني. ع
 

من نفس القسم الحدث