الوطن
"الفايسبوك" يتفوق على الحكومة في معالجة مشاكل المواطنين !!
تضامن مع الحالات المستعجلة وفضاء لتوفير الأدوية المفقودة وزمر الدم
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 10 أكتوبر 2017
• عشرات الملايير تجمع لعلاج حالات إنسانية بالخارج ووزارة التضامن تتفرج
• جزائريون يبلغون عن السرقات والضياع بالفايسبوك بدل أجهزة الأمن!
أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها الفايسبوك تعوض العديد من الوزارات نظرا لما ترعاه من حملات تضامنية لعلاج المرضى بالخارج وما تنشره من إعلانات لتوفير الادوية المفقودة وزمر الدم النادرة وهو ما يكشف تخاذلا رسميا في هذه القضايا وليس هذا فقط فقد تحول الفايسبوك لملاذ العديد من الجزائريين الذين يتعرضون للسرقة او لضياع حاجياتهم أو حتى ضياع أحد افراد عائلاتهم وبات الفايسبوك أيضا مصدر مهما للخبر وقت الأزمات ما يجعل هذا الأخير يتفوق على العديد من الوزارات والمصالح.
فقدت العديد من الوزارات والمصالح أهميتها أو دورها بالنسبة للجزائريين الذين أصبحوا يرون هذه الأخيرة متخاذلة في معالجة قضاياهم خاصة تلك التي تتسم بالاستعجالية وقد وجد العديد من الجزائريين البديل فيما بينهم وفي تضامنهم مع بعضهم البعض عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي حيث باتت هذه المواقع وعلى راسها الفايسبوك الأكثر انتشارا عند الجزائيين تعوض العديد من الوزارات وتعالج الكثير من انشغالات المواطنين ومشاكلهم اليومية.
• عشرات الملايير تجمع لعلاج حالات إنسانية للعلاج بالخارج ووزارة التضامن تتفرج
ولعل أكثر القطاعات التي اثبتت فشلها في معالجة قضايا الجزائريين هو قطاع التضامن الوطني حيث أستطاع الفايسبوك خلال الفترة الأخيرة اين يتفوق على وزارة بأكملها عندما تمكن من مساعدة العديد من الحالات الإنسانية التي كانت تحتاج للعلاج في الخارج واستطاع الجزائريون من خلال تضامنهم جمع عشرات الملايير من السنتيم لعلاج هذه الحالات كان اخرها حالة الشاب بلاب بن زويكة من وهران الذي انتشرت قضيته عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكسب تضامن كبير من طرف الجزائريين وقبلها حالات عديدة تمكنت من خلال التضامن عبر الفايسبوك من العلاج بالخارج في وقت تبقي فيه وزارة التضامن الوطني ووزارة الصحة تتفرج، ولا يقتصر التضامن في الفايسبوك على الحالات المرضية فقط فخلال المناسبات يسجل هذا الموقع العديد من الحملات التضامنية باتت أحسن مستوى واحسن تنظيم من تلط التي تراعاها البلديات وبعض الجمعيات التي تطلق على نفسها خيرية.
• الفايسبوك يوفر الأدوية المفقودة وزمر الدم النادرة
ولا يقتصر تضامن الجزائريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي على العلاج بالخارج فقط فحتي بالنسبة لتقصير القطاع الصحي في الداخل يحاول مواطنون عن طريق الفايسبوك تغطيته منه ما تعلق بالنقض والندرة الموجودة في العديد من أنواع الأدوية أين ينشر الجزائريون يوميا إعلانات للبحث عن الادوية المفقودة والتي تكون في الكثير من الأحيان موجهة لمرضي في حالات حرجة ولمرضي بأمراض خطيرة ومزمنة ورغم ان توفير هذه الأدوية عبر الفاسبوك يكون احينا عن طريق الصدقة واحينا مقابل مبالغ مالية ألا ان ذلك يبقي أحسن من لا شيء واحسن من رد المسؤولين في وزارة الصحة والذين يحالون كل مرة تغطية الشمس بالغربال ونفي وجودة ازمة دواء في الجزائر من أساسه، من جانب أخر دائما ما تنتشر بالفايسبوك إعلانات لطلب التبرع بزمر الدم النادرة حيث بات هذا الأخير يضم العديد من الصفحات التي يجتمع بها أصحاب هذه الزمر والذي يبدون استعدادهم للتبرع في وقت أصبحت المستشفيات غير قادرة على توفير هذه الزمر عند العمليات الجراحية الأمر الذي يرهن حياة المرضى لولا التضامن الموجود عبر الفايسبوك.
• جزائريون يبلغون عن السرقات والضياع بالفايسبوك بدل أجهزة الأمن!
في السياق ذاته فأن الفايسبوك اصبح ملاذ العديد من الجزائريين الذين يتعرضون للسرقات أو لضياع وثائقهم او حتي للبحث عن ذوييهم المفقودين فسرعة انتشار الخبر عبر مواقع التواصل الاجتماعي وسرعة تداول المعلومات وكذا سرعة الرد أصبح يتفوق حتي على الأجهزة الأمنية، وقد تمكن العديد ممن ضيعوا اورقاهم من استرجاعها عبر الفايسبوك كما بات التبليغ عن السرقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالنسبة لبعض الجزائريين اكثر فعالية من التبليغ لدى الأجهزة الأمنية نظرا للاحتمال الكبير لإيجاد السارق عند تداول صورته او حتي عند تداول معلومات عنه أو معلومات عن الشيء المسروق.
• في ظل غياب المعلومة الرسمية ...الفايسبوك مصدر الجزائريين الأول
وبالإضافة إلى كل ما سبق فقد استطاع الفايسبوك ان يكون مصدر الجزائريين الأول خلال الازمات وقد تثبت ذلك خلال موسم الحج قبل الماضي أين حل الفايسبوك محل خلية الأزمة، في مأساة التدافع في البقاع المقدسة وتحوّلت موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك، أنذاك إلى ملاذ للكثير من العائلات التي فقدت الاتصال بحجاجها المفقودين في البقاع المقدسة، أمام شح المعلومات التي قدّمتها الجهات الرسمية، كوزارة الخارجية والديوان الوطني للحج والعمرة، ونجحت الكثير من العائلات في ربط الاتصال مع ذويها بعد نشر صورهم على الفايسبوك وهي العملية التي مكنت من العثور على عدد من المفقودين ممن كانوا يرقدون في المستشفيات، كما ساعدت هذه الصفحات في تأكيد خبر وفاة مفقودين كانت عائلاتهم تبحث عنهم.
س. زموش