الوطن
موجة يأس تجتاح الجزائريين والمعنويات تنهار بسبب تدهور الوضع المالي !!
الضغط يتضاعف على الطبقات المتوسط والفقيرة والهاجس الوحيد ضمان لقمة العيش
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 03 أكتوبر 2017
• مواطنون يعرضون كلياتهم للبيع عبر الفايسبوك لتحسين مستواهم المعيشي؟!
• خبراء علم الاجتماع: الأمراض النفسية والعصبية مرشحة للتزايد لدى الجزائيين
اجتاح أغلب الجزائريين هذه الأيام موجة من اليأس بسبب الوضع الاقتصادي الحالي والذي انعكس مباشرة على معنوياتهم حيث يتخوف أغلبهم مما هو قادم، خاصة وأن الإجراءات التي بدأت تتخذها الحكومة لمجابهة الشح المالي الذي أصاب الخزينة العمومية تعد مغامرة في حد ذاتها وهو الأمر الذي ضاعف الضغط على الطبقات المتوسط والفقيرة والتي بات هاجسها الوحيد هو إيجاد لقمة العيش في ظل الغلاء الذي اجتاح الأسواق.
باث الوضع الاقتصادي الحالي بالنسبة لأغلب الجزائريين مبعثا للتشاؤم حيث يكشف التوجه العام -الذي يمكن معرفته بإطلالة بسيطة عبى منشورات الجزائريين وتعليقاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة- عن فقدان للآمال ويأس كبيرن أصاب أغلب الجزائريين بسبب الوضع الحالي والإجراءات غير محسوبة النتائج التي تنوي الحكومة أتخاذها وما خلق ذلك من إشاعات وارتباك بأسواق العملة الصعبة والذهب في حالة تشبه الطوارئ، وما يزيد من الاحتقان والضغط على اغلب الجزائيين حاليا ويضعف معنوياتهم هو موجة الغلاء التي اجتاحت اغلب المنتجات والخدمات والسلع وكذا الندرة التي سجلت بالأسواق بشأن بعض المنتجات المستوردة وتدني القدرة الشرائية لمستويات مخيفة مع بقاء الأجور ثابتة بالإضافة على أزمات قديمة جديدة لا تزال تضغط على الجزائري منها ازمة البطالة والسكن.
• جزائريون يعرضون كلياتهم للبيع عبر الفايسبوك لتحسين مستواهم المعيشي؟!
وقد دفعت هذه العوامل والأزمات بعض الجزائريين لاتخاذ خيارات غير منطقية. منها ما تم تداوله هذه الأيام من إعلانات لجزائريين يريدون بيع أعضائهم البشرية حيث انتشرت بمواقع التواصل الاجتماعي اليوميين الماضيين أكثر من إعلان لامرأة تريد بيع كليتها أين بينت صاحبة الإعلان أن زوجها مريض وليس لديها مسكن وحالتها الاجتماعية صعبة وهو ما دفعها لمثل هكذا خيار وليس الإعلان الوحيد الذي تداول بالفايسبوك ففي نفس الفترة انتشر أيضا إعلان لشاب يريد بيع كليته هو الاخر من أجل مشروع ينوي البدء فيه حتي يضمن فوته وتتحسن وضعيته الاجتماعية ورغم ان هذه الإعلانات لا يمكن التأكد من مصداقيتها من عدمه ألا أنها تبين حجم اليأس وفقدان الامل الذي وصل إليه البعض من الجزائريين لدرجة انهم لم يجدوا حلا سوى بيع أعضائهم البشرية وهم أحياء.
• مستويات الحرقة ترتفع ومراقبون يربطونها بالأزمة المالية
من جهة اخري فان ارتفاع مستويات الحرقة هذه الصائفة والفترة الأخيرة تبين كذلك حجم فقدان الثقة والخوف من المستقبل الذي وصل اليه الشباب على وجه الخصوص فأكثر من 600 شاب جزائري طيلة شهر سبتمبر المنصرم، وحوالي 2630 منذ بداية العام تم إيقافهم عند محاولتهم الهجرة بصفة غير شرعية إلى أوروبا، ما يعد مؤشرات على تزايد هذه الظاهرة في الجزائر بشكل غير مسبوق هذه الفترة، ربطها البعض بالأزمة الاقتصادية والمالية التي تعيشها البلاد. والتي انعكست على الأوضاع الاجتماعية والنفسية للمواطنين، خاصة بعد اعتراف المسؤولين بصعوبة انفراجها، وهو الأمر الذي أفقد البعض الأمل في تحسّن وضعه على المدى ودفعه إلى المخاطرة بحياته لعلّه يتحصل على وضع أفضل في إحدى الدول الأوروبية.
• خبراء علم الاجتماع: الأمراض النفسية والعصبية مرشحة للتزايد لدى الجزائيين بسبب الوضع الحالي
ويقول الخبراء في علم الاجتماع أن الوضع الحالي بالجزائر لا يبعث للتفاؤل بعد انهيار كل المؤشرات الاقتصادية في ظل غموض يحيط بالمستقبل السياسي للبلاد وتوجه نحو فرض ضرائب جديدة والرفع من الأسعار وتقليص الدعم حيث أكد أمس في هذا الصدد الأستاذ في علم الاجتماع بجامعة الجزائر الهادي سعدي في تصريح لـ"الرائد" أن عوامل سلبية عديدة اجتمعت على الجزائريين خاصة من الطبقة الفقيرة والمتوسطة زادت من الضغط النفسي والمادي عليهم وهم الذين كانوا ينتظرون حلولا لمشاكلهم ليجدوا أنفسهم انهم اصبحوا مطالبين بالمساهمة في حال مشاكل البلاد الاقتصادية، كما دعاهم إليه الوزير الأول أحمد أويحيى.
وقال سعدي أن الغلاء الذي اجتاح الأسواق وتدني القدرة الشرائية والغموض حول البرامج والسياسات الاقتصادية وكذا الارباك الذي خلقته الإجراءات التي تنوي الحكومة اتخاذها فيما تعلق بطبع الدينار أدي لخلق ضغط اجتماعي مشيرا أن معنويات الجزائريين أصبحت تنهار بانهيار العملة الوطني وبارتفاع الأسعار وأضف سعدي ان ما زاد من حدة التوتر لدى الجزائريين هو أن الإجراءات التي تنوي اتخاذها الحكومة ظهرت سريعا بالأسواق وصاحبتها اشاعات وحالة من الطوارئ مشيرا انه وبسب الوضع الحالي سيصبح تركيز أغلب الجزائريين على الرؤية قصيرة المدي و يصبحون غير قادرين على وضع خطط طويلة المدى لما ينطوي عليه ذلك من مخاطرة و اضطرار لانتظار نتائج على المدى الطويل وهو ما سيزيد من زيادة معدلات القلق والتوتر لديهما. وقال سعدي أنه من الملاحظ أن الامراض النفسية والعصبية وحتى الامراض العضوية الناتجة عن الضغط والقلق ارتفعت مع بداية الازمة الاقتصادية وهي مرشحة للارتفاع أكثر السنتين المقبلتين بسبب تعقد الوضع أكثر معتبرا ان زيادة معدلات الفقر وتدني القدر الشرائية يهددان الجبهة الاجتماعية رغم أنه استبعد أي توتر حاليا بسبب الخوف من العواقب وخوفا من المزيد من التدهور في الحالة الاجتماعية والاقتصادية.
س. زموش