الوطن
هل تخلت الحكومة عن النموذج الاقتصادي الجديد...؟!
ترقية قطاعات بديلة وخلق استثمارات منتجة لا يمكن أن يتحقق مع خزينة عمومية فارغة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 18 سبتمبر 2017
يبدو أن الحكومة بدأت تدريجيا تتخلي عن النموذج الاقتصادي الجديد الذي أطلقته منذ حوالي ثلاثة سنوات وجعلته مفتاحا لخروج الاقتصاد الوطني من التبعية للمحروقات، فالوضع الحالي والمعطيات الصعبة جعلت من هذا النموذج مجرد مخطط على الورق يحتاج لعشرية كاملة من أجل تطبيق اولي مراحله، كون زيادة الإنتاج وترقية قطاعات بديلة وخلق الاستثمارات المنتجة لا يمكن ان يتحقق مع خزينة عمومية تعاني العجز وتحتاج لتمويل غير تقليدي من اجل إنقاذها من الإفلاس.
وفي هذا الصدد اكد امس الخبير الاقتصادي كمال رزيق لـ"الرائد" أن مخطط عمل الحكومة رغم انه حمل بعض ملامح النموذج الاقتصادي الجديد الذي اطلق في عهد حكومة سلال ألا ان الواقع والمعطيات المالية والاقتصادية تشير أن هذا النموذج لن يتحقق على ارض الواقع، فبالإضافة إلى أن هذا النموذج لم يكن واضحا بالنسبة للكثير من الخبراء ولم يتم ارفاقه بمخطط عمل واضح يمكن من خلاله تطبيق بنوده على أرض الواقع، فان الظروف الحالية واحتياطي الصرف الذي نزف 100 منليار دولار في غضون سنتين والخزينة العمومية الفارغة لا يمكنها بأي شكل من الاشكال تمويل نموذج اقتصادي جديد يقوم على انهاء التبعية لقطاع المحروقات ويعمل على تشجيع قطاعات بدلية كالسياحة والصناعة والفلاحة، واستغرب رزيق من تصريحات الوزير الأول احمد أويحيى أمس الأول أمام البرلمان عندما اكد ان الجزائر ستخرج من الازمة في غضون الثلاثة سنوات المقبلة متسائلا ان كان الوزير يقصد الخروج من ازمة النفط وأزمة الاقتصاد الريعي أم تسيير الوضع والخروج من الازمة المالية، حيث قال رزيق ان الأزمة الاولي لن تنتهي في الجزائر الا بإجراء إصلاح هيكلي للاقتصاد الوطني هذا الإصلاح حسب رزيق يحتاج لميزانيات ضخمة واستثمارات منتجة وتطوير قطاعات بديلة، مضيفا ان النموذج الاقتصادي الذي سبق واطلقته الحكومة سيبقي مجرد مخطط على ورق لسنوات أخري خاصة وان هذا النموذج لم يرفق بمخطط عمل واضح وإجراءات حقيقة يمكن من خلالها تطبيقه على مدار السنتين المقبلتين معتبرا ان الحكومة ضيعت على الجزائر فرصة الإقلاع الاقتصادي عندما لم تستثمر في بحبوحة الجزائر المالية وابقت الاقتصاد الوطني تابعا لبرميل النفط ولم تأخذ العبرة من أزمة 2008، وقبلها أزمات السبعينيات والثمانيات.
دنيا. ع