الوطن
النقابات: تصريحات أويحيى مخيبة وضمان الأجور ليس "كرم" من الحكومة
يتطلعون للفصل في ملفات القدرة الشرائية، انهيار الأسعار، الدعم والحوار الاجتماعي
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 18 سبتمبر 2017
• بحاري: الحديث عن الوضع الاقتصادي الصعب أصبح "نغمة" عند الحكومة
• لوناس: نطالب بإنهاء حالة الغموض حول ملف الدعم وصيغة توجيهه
• ملال: حديث أويحيى عن الأجور نقرأه كتهديد للعمال
لم تقنع تصريحات الوزير الأول أحمد أويحيى أمام البرلمان النقابات المستقلة التي كانت تنتظر من هذا الأخير أن يجيب على مطالبها بخصوص القدرة الشرائية المنهارة والأسعار الملتهبة في الأسواق وينهي الغموض القائم بخصوص عدد من القوانين التي اثارت الجدل منها قانون العمل ويفّعل على الواقع الحوار الاجتماعي الذي يضم كافة الأطراف كما تطمح له النقابات غير ان أويحيى صدم النقابات بالحديث عن ضمان الأجور كرهان تعمل عليها الحكومة وإنجاز تاريخي وهو ما اعتبرته تهديد ومساومة.
اعتبرت عدد من النقابات المستقلة امس أن الوزير الأول أحمد أويحيى تحدث عن ضمان أجور العمال وضمان معاشات المتقاعدين وكانه أقصى مطالب العمال في حين أن الوضع يقول غير ذلك فالعامل الذي ضمنت له الحكومة الاجر يعيش وضع كارثي بسبب القدرة الشرائية التي هي في الحضيض والأسعار التي فاقت كل المستويات هذه الفترة، ولم يتمكن أويحيى بتصريحاته أمس الأول أمام البرلمان من إقناع الطبقة الشغيلة حسب ممثليها الذين اكدوا ان خطاب أويحيى لم يستجب لتطلعات العمال ومخطط عمل حكومة لم يضمن للعامل سوى أجرته التي هي من الأمور غير قابلة للنقاش، معتبرين أنه كان الأحرى على الوزير الأول الحديث عن القدرة الشرائية وانهاء حالة الغموض حول الصيغة التي ستتوجه لها الحكومة في ملف توجيه الدعم للفئات المحتاجة وكذا الحديث عن الأسعار المرتفعة والتي تجاوزت كل الحدود وعن الأزمات التي تعرفها بعض القطاعات وكذا القوانين التي اثارت الجدل مؤخرا ولا تزال معطلة ولا يعرف ان كانت الحكومة تخلت عنها على غرار قانون العمل وقانون الصحة.
• رؤووف ملال: حديث أويحيى عن الأجور نقرأه كتهديد للعمال
وفي هذا الصدد اكد أمس رئيس نقابة عمال الكهرباء والغاز سونلغاز رؤوف ملال ان تصريحات أويحيى كانت متوقعة وتجنبه الحديث عن وضعية العمال والقدرة الشرائية والأسعار أمر منتظر معتبرا بالمقابل أن النقابات المستقلة تقرأ حديثه عن ضمان الدولة لأجور العمال كإنجاز عظيم بمثابة تهديد وقال ملال في تصريح لـ"الرائد" أنه صحيح أن الاقتصاد الوطني يعاني أزمة حقيقة غير أنه من غير المعقول ان يدفع العامل البسيط ثمن اخفاق الحكومة في تسيير وتجاوز هذه الازمة، ليصبح اقصى ما توفره هذه الحكومة هو الأجرة التي هي من حق العامل، من جانب اخر وبخصوص ما صرح به الوزير الأول من تفعيل الحوار الاجتماعي أشار ملال ان النقابات المستقلة تنتظر ومنذ فترة أشراكها في الحوار مشيرا ان الحديث عن تفعيل حوار اجتماعي في القضايا التي تهم الوطن مع اشراك نقابة واحدة ممثلة في الاتحاد العام لعمال الجزائريين أمر ترفضه النقابات مضيفا انه على الحكومة تجنب التصريحات الاستفزازية وسياسة الوعيد والتهديد التي تستعملها وتلمح لها لان ذلك لن يخدم الوضع ولن يساهم في ضمان السلم الاجتماعي.
• بحاري: الحديث عن الوضع الاقتصادي الصعب أصبح عادة الحكومة عند كل دخول اجتماعي
من جهته اعتبر رئيس نقابة الاسلاك المشتركة والعمال المهنيين سيد على بحاري في اتصال هاتفي مع "الرائد" أن أسطوانة الحكومة أصبحت معروفة مشيرا انه فمنذ حوالي الأربعة سنوات الماضية تحول الدخول الاجتماعي فرصة للحديث عن الأوضاع الاقتصادية الصعبة والخزينة الفارغة فقط من أجل ألهاء الراي العام، مشيرا ان العمال خاصة فئة العمال البسطاء من الأسلاك المشتركة والمهنيين يعيشون أوضاع صعبة خاصة مع تدني قيمة العملة الوطنية وتدهور القدرة الشرائية وارتفاع معدلات التضخم وغلاء الأسعار في الأسواق، وأضاف بحاري قائلا" أن كانت الحكومة غير قادرة على زيادة الأجور في هذه المرحلة واقصى ما يمكن ان تقدمه هو ضمان صب الأجور ومعاشات المتقاعدين كان الأحرى بها البحث عن حلول للازمة والعمل على الحفاظ على القدرة الشرائية من خلال مراقبة الأسواق والاسعار وتقليل مستويات التضخم والحفاظ على العملة الوطنية التي ستعرف مزيدا من الانهيار بتطبيق الإجراءات التي تنوي الحكومة اتخذاها" والتي اعتبرها بحاري ستعقد من وضعية العامل مشيرا ان النقابات المستقلة تتابع بتخوف كبير ما ستؤول إليه الأوضاع في حال تطبيق هذه الإجراءات.
• غاشي لوناس: أويحيى لم ينهي حالة الغموض بشأن ملف الدعم وصيغة توجيهه للفئات المستحقة مستقبلا
هذا واكد رئيس نقابة شبه الطبيين غاشي لوناس ان أويحيى لم يجب على تساؤلات أغلب العمال والنقابات المستقلة فيما يخص مصير مشاريع قوانين صنعت الجدل مؤخرا منها مشروع قانون الصحة المؤجل ومشروع قانون العمل، معتبرا ان خطاب أويحيى جاء مخيبا للآمال عندما اكتفي الوزير بالحديث عن ضمان أجور العمال كأقصى ما يمكن ان تضمنه الحكومة للعامل مشيرا ان هناك العديد من الملفات تمثل نقطة استفهام بالنسبة للنقابات والعمال منها ملف الدعم الذي تنوي الحكومة توجيهه نحو فئات معنية حيث قال لوناس "كنا نتمنى ان يفسر أويحيى أكثر في الصيغة التي ستعتمد عليها الحكومة في هذا الملف مشيرا ان ملف القدرة الشرائية والاسعار ايضا يمثلان أولوية بالنسبة للعامل تغافل عنهما أويحيى من جانب أخر اضار غاشي لوناس ان النقابات المستقلة تنتظر ما وعد به لزير من تفعيل للحوار الاجتماعي الذي يعني بالضرورة اشراك النقابات المستقلة التي فرضت ننفها في النقاش مشيرا ان الثلاثة المقبلة ستحدد أكثر ملاح تعامل الحكومة المقبل مع الطبقة الشغيلة.
س. زموش