الوطن
الجزائريون يسخرون من "رسالته" عبر مواقع التواصل الاجتماعي!
بعدما دعاهم للعمل على حماية الاقتصاد الوطني وضمان الاستقلال المالي للجزائر
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 17 سبتمبر 2017
لم يقنع أمس الوزير الأول أحمد أويحيى الذي حاول اللعب على وتر الوطنية ومصلحة البلاد أغلب الجزائريين الذين تلقوا رسالته التي اعتبرت ان -الدفاع عن الاقتصاد الوطني واستقلال الجزائر ماليا هو عملية جماعية-بسخرية مذكرين أويحيى بعهد البحبوحة المالية التي كانت مرحلة استفادت منها طبقة معنية من المسؤولين ورجال المال والأعمال المطالبين الأن أكثر من غيرهم بالعمل على الدفاع عن الاقتصاد الوطني على الأقل بدفع ديونهم المستحقة للخزينة.
لم يتمكن أمس الوزير الأول أحمد أويحيى من كسب ثقة الجزائريين خاصة وان اغلبهم لديهم صورة مسبقة عن الرجل المعروف بتصريحاته المثيرة للجدل، ولم تجد رسالة أويحيى للشعب الجزائري الأبي كما أسماه الوزير أي صدى لدى اغلب الجزائريين الذين شبهوا أويحيى بطريقة خطابه أمس أمام البرلمان للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وحوّلوا تلك الرسالة لمحل سخرية وتهكم في مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبر العديد من الفايسبوكيين ان رسالة أويحيى للجزائريين التي تحثهم على "الدفاع عن الاقتصاد الوطني وحماية استقلال الجزائر ماليا والانتقال من مجتمع الريع لمجتمع الجهد والعمل بمحاربة التصرفات التي تهرول وراء الربح حتي اذا كان خارج القانون وعلى حساب المصلحة العمومية" رسالة كان من المفروض أن توجه لرجال المال والأعمال وبعض المسؤولين الذين صنعوا الثروة على حساب الجزائريين ولا يزالون لحد الان والجزائر تعيش ازمة خانقة يستفيدون من مزايا خاصة اثقلت كاهل الخزينة العمومية، وأكدت بعض التعليقات أنه كان الأحرى على أويحيى تقديم رسالة لرجال المال والأعمال والمتعاملين الاقتصاديين الذين يتهربون من دفع ضرائبهم للخزينة العمومية والمسؤولين الذين تورطوا في شبهات الفساد وفي قضايا اختلاس المال العمومي وليس للمواطن الزوالي الذي يعيش الجحيم، واعتبر الكثيرون أن توقيت رسالة أويحيى وحماسيتها الزائدة عن اللزوم جعلها تحيد عن الهدف وتتحول لمحل سخرية خاصة وان التوقيت الحالي يعد حساسا بالنسبة لأغلب الجزائريين الذين يعيشون ظروف مالية واجتماعية صعبة بعد تتالي مناسبات افرغت جيوبهم وأسواق التهبت فيها الأسعار ما يجعل مطالبتهم بحماية الاقتصاد الوطني بمثابة استفزاز لهم.
س. ز