الحدث

غلام الله: سننظر في مسألة حذف البسملة دون إثارة مشاكل

دعا المجلس الأعلى لمواصلة محاربة التطرف والإرهاب

الدول الإسلامية مطالبة بالدفاع عن مسلمي الروهينغيا

الجزائر ليست بحاجة إلى استيراد الفتاوى من البيئة الأجنبية

  

أكد رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، بوعبد الله غلام الله، أن الجزائر ليست في حاجة إلى استيراد فتوى من بيئة لا تتشابه مع البيئة المحلية، فلكل مميزاته وخصائصه وله ظروف ثقافية واجتماعية مختلفة عن غيره، واعتبر أن قضية حذف البسملة من الكتب المدرسية لن تؤثر، داعيا أعضاء المجلس الجدد إلى مواصلة خطاب الاعتدال ومكافحة التطرف والعنف الديني والإرهاب، وبخصوص الخطوط العريضة التي يعمل عليها المجلس الإسلامي الأعلى، شدد ذات المسؤول القول بأنها ستجتهد في مواكبة النشاط المسجدي الذي يرى بأنه يتعين عليه أن يتبنى خطابا تجديديا، متحررا من الطائفية التي باتت تهدده والنقابية المهنية التي ابتعدت به عن دور الريادة، علاوة على كونه سيعمل مع الجهات المعنية على تأصيل الفتوى وحمايتها من التأثير السلبي للإعلام الديني الموجه والتطرف، والسقوط في براثن التدين المغشوش والتمذهب الطائفي السري، يضاف إلى كل ذلك "حماية الإسلام من أن يستغل في تجنيد الجماعات الإرهابية".

أوضح بوعبد الله غلام الله، خلال استضافته في برنامج "ضيف الصباح" بالقناة الإذاعية الأولى، أمس، أن الإفتاء موكل للجان علمية متواجدة في كل الولايات، أما الاجتهاد فيعود للمجلس الإسلامي الأعلى وتخضع الأمور للتشاور، والرأي الذي نتوصل إليه يكون من خلال موروثنا الفقهي والثقافي، وهو موروث أهل المدينة المنورة، وكذا من خلال العلم الذي جرى العمل به في الجزائر سواء في العصر الحديث أو منذ قرون، مؤكدا السعي لتوحيد الإفتاء والخطاب الديني.

وبخصوص الاضطهاد الذي يتعرض له مسلمو الروهينغيا في ميانمار، قال الدكتور بوعبد الله غلام الله "إن العدوان على الإنسانية مرفوض لأنه مخالف للقانون الإنساني والدولي، والواجب على كافة الدول والإسلامية بصفة خاصة أن تقف في وجه هذا الاضطهاد المسلط على هذه الفئة"، مبرزا موقف الجزائر التي كانت دوما ضد التعصب العنصري سواء الموجود في جنوب إفريقيا وفي إسرائيل، ونفس الموقف الذي يحدث في بورما، لذا يرى أنه "واجب على الدول الإسلامية أن تتخذ موقفا موحدا للدفاع عن هؤلاء المضطهدين، ونفس الشيء بالنسبة للشعوب المضطهدة جراء الحروب سواء في فلسطين أو في اليمن أو في العراق أو في غيرها من الدول التي تعاني شعوبها من الظلم".

وحول غياب البسملة في الكتب المدرسية، قال غلام الله أن المجلس لم يستلم بعد الكتب لأن أعضاءه ينصبون اليوم الإثنين فقط، عندها سيتم النظر في المسألة مع وزارة التربية دون إثارة مشاكل، موضحا أن المجلس الإسلامي الأعلى يعمل مع جميع القطاعات ويوجه ملاحظاته إن استدعى الأمر ذلك، حفاظا على رفعة الجزائر وعلى الهوية الوطنية.

وكشف رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، بوعبد الله غلام الله، أن المجلس يتكون من 15 عضوا وجديده يتمثل في إدماج العنصر النسوي مع دراسة لتنفيذ البرنامج الذي يتفق عليه الأعضاء.

وبعد أن ذّكر بأن المجلس الإسلامي الأعلى لطالما عمل على تفضيل وتقديم خطاب الاعتدال والوسطية ونبذ التطرف ومكافحة الإرهاب، أكد غلام الله أن التشكيلة الجديدة لهذه الهيئة ستواصل العمل على نفس المنهج، من خلال السهر على تقوية روح الاجتهاد والتجديد، وذلك بالاستلهام من المرجعية الدينية الوطنية، والدعوة إلى تثمين المشترك الإنساني، مع الوفاء للمذهب المالكي المتضمن لقيم تناغمت عبر التاريخ مع الطبيعة المغاربية -الأمازيغية.

من جهة أخرى، استعرض رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الخطوط العريضة لمختلف المهام المنوطة بهذه الهيئة، التي أكد أنها ستجتهد في مواكبة النشاط المسجدي الذي يرى بأنه يتعين عليه أن يتبنى خطابا تجديديا، متحررا من الطائفية التي باتت تهدده والنقابية المهنية التي ابتعدت به عن دور الريادة، علاوة على كونه سيعمل مع الجهات المعنية على تأصيل الفتوى وحمايتها من التأثير السلبي للإعلام الديني الموجه، والتطرف والسقوط في براثن التدين المغشوش والتمذهب الطائفي السري، يضاف إلى كل ذلك "حماية الإسلام من أن يستغل في تجنيد الجماعات الإرهابية".

وفي موضوع آخر، أكد الوزير السابق أن القانون الجزائري صارم يحمي من يمارس معتقده بصفة قانونية ورسمية، شريطة أن يكون المعتقد له أساس، أي من الكتب السماوية، وقال أن من يتصنعون معتقدا سيكون عبارة عن شوشرة لا أصل له.

وبخصوص ملف المسيحية في الجزائر، أكد الدكتور بوعبد الله غلام الله أنه لا يملك إحصائيات دقيقة عن مدى انتشار المسيحية في الجزائر، كاشفا عن وجود حالات فردية في اعتناق المسيحية مثلما هناك مسيحيون يعتنقون الإسلام، كما أشار إلى عدم وجود دراسات اجتماعية أنثروبولوجية بالجزائر لمن ينتقل من الديانة الإسلامية إلى اعتناق المسيحية، قائلا نحن نسعى للحفاظ على وحدة الأسرة ووحدة الوطن ووحدة الانتماء.

إكرام. س

 

من نفس القسم الحدث