الوطن

طرقات مقطوعة، انهيارات أرضية وولايات غرقت في قطرات أمطار !!

مصالح الحماية المدنية تدخل أكثر من 2500 مرة خلال الـ 24 ساعة الماضية

"تساقط الأمطار بلغ 52 ميلمتراً"

شرارة كهربائية تجرّ السكان إلى الشارع في باب الوادي

 

تسببت أولى الأمطار الخريفية التي تهاطلت على العاصمة وولايات مجاورة في تعطيل حركة السير وتسببت في اختناق مروري في بداية أول أسبوع من الدخول الاجتماعي فيما لم تسجل خسائر بشرية، وشهدت معظم طرقات الجزائر العاصمة اختناقا مروريا بسبب التساقط الغزير للأمطار صباح أمس والذي تشهده العاصمة على غرار بقية ولايات الشمال، وسجلت المصالح المختصة تهاطل كميات معتبرة من الأمطار، حيث قدرت بـ 52 ميلمتراً بالمعالمة، 46 ميلمتراً بتسالة المرجة و18 ميلمتراً على برج البحري، أما العاصمة، فشهدت تساقط 26 ميلمترا من الأمطار و28 ميلمترا في الدار البيضاء، أما في ولايتي الشلف وتيزي وزو فقد سجّلتا 24 ميلمترا، في مقابل 8 ميلمترا بقسنطينة، وقد كان الاضطراب الجوي أشدّ وطأة في المدن الشرقية للوطن مقارنة بباقي الولايات هذا وسيتحسن الطقس بداية من اليوم الإثنين، حيث ستعود درجات الحرارة إلى معدلها الفصلي.

 

أمطار غزيرة تغرق أحياء وطرقات البليدة

 

تسببت التقلبات الجوية التي شهدتها عديد مناطق الوطن بما فيها ولاية البليدة أمس الأحد، في قطع عديد طرقات، وحدوث عدة فيضانات بشوارع البليدة، خاصة بالناحية الشرقية للولاية وضواحيها، ما أدى إلى صعوبة في حركة السير ومنع الكثير من المواطنين من التنقل لعملهم، وكذا التلاميذ من الالتحاق بمدارسهم، حيث عرفت الطرقات الرئيسية بالبليدة، زحمة سير في عديد النقاط لاسيما بالطريق السيار شرق غرب، عند مدخل مدينة بوفاريك وخزرونة والبليدة، كما سجل الديوان الوطني للتطهير وحدة البليدة عدة تدخلات شملت بلديات البليدة، بوفاريك، وبوقرة، لتنقية المجاري المائية والبالوعات التي أدى انسدادها الى حدوث فيضانات بالطرقات.

بالمقابل أكدت المديرية العامة للحماية المدنية عدم تسجيل أية تدخلات استعجالية طارئة أو حالات انذار قصوى خلال التغيرات الجوية الاخيرة التي عرفتها البلاد على مدى 24 ساعة الماضية، حسبما أفاد به مسؤول في المديرية، وأوضح المكلف بالإعلام على مستوى المديرية العامة للحماية المدنية بن أمزال الزهير في تصريح له ي أن مصالح الحماية المدنية شرعت ومنذ الساعات الأولى لبداية هذا الاضطراب الجوي بعملها بشكل " عادي "  من خلال التدخل لفتح  مسالك الطرقات والمساهمة في عمليات صرف المياه المتجمعة خصوصا على مستوى  الأحياء الهشة والقصديرية حيث تسبب تجمع المياه في غلق مداخل بعض الاحياء  وصعبت من حركة تنقل المركبات والراجلين، وقدرت عدد التدخلات المسجلة خلال الـ 24 ساعة الماضية بـ 2518 تدخل  وذلك عبر  التراب الوطني يضيف بن أمزال .

وحسب ذات المسؤول فقد سجلت مصالح الحماية المدنية حادث انجراف للتربة بمنطقة  

واضية بولاية تيزي وزو لم يخلف أية خسائر بشرية لكن الحادث تسبب في تعطيل  

حركة المرور وغلق الطريق الوطني رقم 30 أمام حركة المرور، وأوضح بن أمزال أن مصالح الحماية المدنية بالتنسيق مع مديرية الأشغال العمومية لولاية تيزي وزو تعمل حاليا على قدم وساق لإعادة فتح الطريق.

وباستثناء تجمع المياه بالحي القصديري ببلدية زرالدة غرب العاصمة والذي تطلب التدخل السريع من طرف اعوان الحماية المدنية لفتح المسالك " لم تسجل مصالحنا أية تدخلات استعجالية" يتابع بن أمزال، وفيما يتعلق بحصيلة حوادث المرور خلال الـ 24 ساعة الماضية، كشف نفس المسؤول عن خسائر بشرية بلغت 8 وفيات و15 جريحا ناجمة عن 7 حوادث مرور.

ودعا نفس المسؤول إلى ضرورة اتخاذ المزيد من الحيطة والحذر من طرف السائقين وكذا المواطنين القاطنين في المناطق النائية أو المهددة بانجرافات التربة والفيضانات والحرص على عدم سد مجاري المياه أو عرقلتها في ظل الاضطرابات الجوية الأخيرة.

 

توقف القطارات وحركة الترمواي لساعات بسبب الأمطار

 

هذا فيما سجلت أمس على مستوى ترامواي الجزائر العاصمة ومنذ الساعة الخامسة والنصف صباحا اضطرابات في الخدمة بسبب الفيضانات التي أحدثها التساقط الغزير للأمطار.

كما عرفت الطرق بدورها اختناقا مروريا كبيرا كالطريق الرابط بين دويرة ووسط العاصمة، والطريق السريعة الرابط بين غرب العاصمة بوسطها عند حديقة دنيا برك، وكذلك الطريق السيار شرق غرب عند مدينة براقي، وكذلك عند مدينة بئر خادم باتجاه العاصمة وسط، أما بشرق العاصمة فتم تسجيل اختناق مروري في الطريق الرابط بين برج البحري والجزائر وسط على الطريق المحاذي لباب الزوار، وكذلك الشأن مع الطريق السريع الجديد بالكاليتوس والذي شهد اختناقا مروريا حادا، وكذاك الشأن بالنسبة للطريق الرابط بين العاشور والجزائر وسط.

وسجلت أمس على مستوى ترامواي الجزائر العاصمة ومنذ الساعة الخامسة والنصف صباحا اضطرابات في الخدمة بسبب الفيضانات التي أحدثها التساقط الغزير للأمطار حسبما جاء في بيان لمؤسسة تسير الترامواي (سترام "، وأوضح البيان ان اضطرابات في حركة السير على خط ترامواي الجزائر سجلت منذ الساعة الخامسة والنصف من صباح الأحد بسبب الفياضانات التي تسببت فيها الأمطار الغزيرة، قبل أن تستأنف الخدمة على كامل الخط ابتداء من الساعة 8:58 دقيقة.

 

مديرية الأشغال العمومية تتهم المواطن

 

من جانبه أكد مدير الأشغال العمومية لولاية الجزائر عبد الرحمان رحماني، أن مصالح المديرية عملت بالتنسيق مع مصالح ولاية الجزائر وقطاع الموارد المائية ومصالح الأرصاد الجوية خلال الثلاثة أشهر الماضية من أجل اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة تحسبا لهذه الاضطرابات الجوية التي غالبا ما تحدث عند نهاية كل فصل صيف ومطلع الخريف.

وتحدث نفس المسؤول عن وضع برنامج وطني خاص سنوي يستهدف تسخير العامل البشري والعتاد والتجهيزات للشروع في صيانة البالوعات وتهيئة مجاري الصرف الصحي ومجاري الوديان وتوسيعها وتدعيم اسوار الوقاية والمناطق المعرضة للانجراف، كل مؤسسة حسب مجال اختصاصها، وحسب خصوصية كل ولاية، وتضمن ذات المديرية المناوبات الليلة والتدخلات الاستعجالية في حال حدوث أي طارئ حسب رحماني.

كما تنسق ذات المديرية مع مؤسسة صيانة الطرق والتطهير لولاية الجزائر "أسروت" في إطار مخطط حضري سنوي لإزالة معوقات مجاري المياه وصيانة البالوعات عبر الطرقات، وتختص مديرية الاشغال العمومية لولاية الجزائر في صيانة وتطهير الطرق السيارة والوطنية والولائية فيما تتكفل مصالح الولاية بصيانة وتطهير شبكة الطرق الحضرية.

وتسخر المديرية لهذه العملية أزيد من 1600 عون أشغال عمومية، على عاتق ميزانية الولاية او ميزانية الدولة، مع توفير مختلف التجهيزات والعتاد، ودعا رحماني المواطنين إلى التحلي بالمزيد من الوعي والحفاظ على نظافة الطرقات من خلال تجنب رمي النفايات على مستوى مجاري المياه وبالوعات الصرف الصحي، وتتسبب هذه النفايات -حسبه-في سد مجاري المياه، الأمر الذي يؤدي الى غلق بعض الطرقات والمسالك أثناء تساقط الامطار بسبب تجمع المياه بمنسوب معتبر، وعلى سبيل المثال ذكر المتحدث أن الطريق الرابط بين بلديتي بن عكنون والدار  البيضاء فقط "يشهد عبور 160 ألف سيارة يوميا حيث يمكن أن يتسبب حجم النفايات  التي تلقى عبره في  تجمع المياه إلى مستويات عالية في حال اشتداد حدة  التساقطات المطرية.

 

عدم تسجيل أي خسائر نتيجة الأمطار التي شهدتها المدن الساحلية 

 

هذا ولم تخلف الأمطار الرعدية التي شهدتها بعض المدن الساحلية والقريبة من الساحل أي "خسائر" سوى بعض التسربات المائية على مستوى بعض السكنات في شمال البلاد حسبما أكده الأحد المدير الفرعي المكلف بالإحصائيات والإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية العقيد فاروق عاشور، وصرح العقيد فاروق عاشور من حسن الحظ أننا لم نسجل سوى بعض التسربات المائية الغير خطيرة على مستوى بعض المنازل بالعاصمة والشلف وبجاية نتيجة تهاطل الامطار ليلة الاحد" مضيفا أن عناصر الحماية المدنية تكفلت بعمليات إزالة المياه.

من جهة أخرى أشار ذات المتحدث إلى أن عناصر الحماية المدنية تلقوا انذارا بانهيار أرضي في بلدية واضياس بولاية تيزي وزو وهو الأمر الذي عرقل الحركة المرورية مما استدعى التدخل الفوري لرجال الحماية المدنية.

كما استغل ممثل الحماية المدنية الفرصة لدعوة المواطنين إلى اتخاذ الحيطة والحذر في مواجهة هذه الاوضاع مذكرا بالرقم الأخضر (14) الذي وضعته مصالح الحماية تحت تصرفهم.

 

شرارة كهربائية تجرّ السكان إلى الشارع في باب الوادي

 

على صعيد آخر أجبرت شرارة كهربائية، بفعل أمطار غزيرة، فجر الأحد، سكان إحدى العمارات بباب الوادي بالعاصمة، لمغادرة مساكنهم والمبيت في الشارع، وبسبب أمطار غزيرة، اضطرت العائلات المعنية للمكوث في عمارات مجاورة، في انتظار تدخل مصالح سونلغاز، وتسبّبت السيول المتساقطة منذ فجر الأحد، في افتعال شرارة كهربائية داخل العمارة المذكورة ما أرعب السكان.

أمال. ط
 

من نفس القسم الوطن