الحدث

الأفارقة ينتفضون ضد تغلغل الاحتلال الصهيوني في القارة

تزامنا مع إعلان مؤتمر "إسرائيلي -إفريقي" شهر ديسمبر المقبل بالطوغو

ممثل فلسطين: مؤتمر الطوغو إهانة لإفريقيا بماضيها التحرري

حركة البناء: الجزائر بجيشها ومواطنيها وأحزابها ستقف ضد كل محاولات التطبيع

 

شهدت ندوة مناهضة انعقاد المؤتمر الإسرائيلي الإفريقي "تجاوبا إفريقيا وعربيا" للعمل بصفة مستعجلة ومكثفة ضد التغلغل الاحتلال الإسرائيلي في القارة واستغلاله سياسيا واقتصاديا وحقوقيا، وأجمع المشاركون على أن "إفريقيا بتاريخها النضالي والحقوقي لا يمكنها التطبيع مع كيان احتلالي ضد حقوق الشعب الفلسطيني".

نظمت حركة البناء الوطني، أمس، بالجزائر العاصمة، ندوة ضد تغلغل الكيان الإسرائيلي في إفريقيا، بمشاركة ممثلين لدول إفريقية وعربية ومنظمات دولية وأحزاب سياسية. وذكر رئيس الحركة، الشيخ مصطفى بلمهدي، في كلمته، أن "الجزائر الحديثة تأسست على قيم الإسلام والوطنية والحرية، لذلك فهي مع تصفية الاستعمار في كل مكان وبمختلف أشكاله".

وأضاف: "نحن لسنا ضد اليهود لأنهم يهود بل ضد الصهيونية العالمية وضد الاستعمار ومع تحرير الشعوب بما فيها فلسطين والصحراء الغربية". واعتبر الشيخ بلمهدي أن "الجزائر تتشرف بموقفها في الصراع ضد الصهيونية وضد تمددها في المحافل الدولية وخاصة في إفريقيا"، مضيفا: "من هذا المنبر نجدد دعوتنا للدبلوماسية ليكون لها تأثير صادق في عدم ترك المجال فارغا أمام التغلغل الإسرائيلي في إفريقيا"، وأضاف: "كل القوى الوطنية مدعوة لحماية الجزائر من محاولات الاختراق الصهيونية لبلادنا عبر إفريقيا".

وفي السياق، دعا رئيس حركة البناء "الحكومة إلى رفع الدعم المخصص لفلسطين ضمن قانون المالية لسنة 2018"، مضيفا: "الجزائر قائدة في إدخال فلسطين إلى المحفل الإفريقي والرئيس بوتفليقة له الفضل في ذلك لإسماع صوتها في المحافل الدولية الكبرى على غرار الأمم المتحدة".

 

ممثل فلسطين: مؤتمر الطوغو إهانة لإفريقيا بماضيها التحرري


من جهته، قال القائم بالأعمال في سفارة فلسطين بالجزائر، أن "العلاقة بين الكيان الإسرائيلي ودول إفريقية قديمة منذ إنشائها، وكانت تعمل ولا تزال لكسر الحصار العربي عليها وعزلتها عبر هذه العلاقات".

وأضاف: "الاحتلال الإسرائيلي يعتبر إفريقيا أكبر وأهم كتلة تسويقية باعتبارها تضم 54 دولة وأزيد من مليار نسمة وموارد طبيعية هامة وكبيرة"، معتبرا انعقاد المؤتمر في دولة الطوغو "إهانة لإفريقيا بماضيها التحرري"، مضيفا: "استثمارات الكيان الإسرائيلي في إفريقيا كبيرة ومنذ عشرات السنين وهي تستغلها في دعم المعارضة وتمويل الانقلابات"، مضيفا: "مواجهة هذا المؤتمر تحتاج إلى تكاثف الدول والأموال لوقفه وإفشاله".

أما مدير "رابطة برلمانيون من أجل القدس وفلسطين"، جار الله البشير، فاعتبر أن "هذا المؤتمر هو عدوان غاشم تحاول من خلاله إسرائيل إبعاد إفريقيا عن هويتها وتاريخها التحرري"، مذكرا: "لقد سبق للكيان الإسرائيلي إلغاء قرار إفريقي الذي اعتبره كيانا عنصريا عبر قرار آخر مؤخرا لإلغاء القرار الأول".

في حين قال الناطق الرسمي لحركة حماس الفلسطينية أن "المؤتمر يهدف لشرعنة العمل الإجرامي للاحتلال الإسرائيلي في فلسطين"، داعيا الدول الإفريقية والعربية والدول المناهضة للاستعمار إلى "وقف هذا المؤتمر ومنع انعقاده وفضح أبعاده السياسية والاقتصادية والاجتماعية"، مضيفا: "نشكر حركة البناء على هذه المبادرة وندعو من خلالها كل الفاعلين السياسيين ووسائل الإعلام إلى تشكيل لجنة إفريقية لوقف هذا التغلغل".

 

"الجزائر بجيشها ومواطنيها وأحزابها لن تنجر وراء محاولات التطبيع وستقف ضدها"

 

أما نائب رئيس حركة البناء الوطني، أحمد الدان، فشدد على "ضرورة التزام كل الأطراف السياسية والفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين وحتى الجيش الوطني الشعبي بواجب حماية الجزائر من المكائد والمخاطر التي تنجر عن هذا التغلغل". وأضاف: "للجيش الوطني الشعبي مهام سياسية واستراتيجية وتقنية تجاه هذا الخطر المحدق بأمن البلاد والمنطقة".

 أما النائب في البرلمان، سليمان شنين، فاعتبر أن "مشكلة الدول العربية هي الاهتمام بشكل مبالغ بقضايا وهمية خلال القمة الإفريقية الأخيرة على حساب الخطر الأكبر وهو تمدد الكيان الإسرائيلي في إفريقيا"، مضيفا: "هذا التمدد يرتبط بمصلحة الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وعمقها الاستراتيجي بمساندة الدول الاستعمارية، خاصة بريطانيا وفرنسا"، لافتا: "الدول العربية لا تتحرك إلا عند حدوث الأزمات لتدرك أن العون الإفريقي مهم جدا، وهذا خطأ، فالشعوب الإفريقية بنضالها ضد الاستعمار وتحررها وتاريخها لا يمكنها أن تساند مستعمرا". وختم البرلماني شنين: "الجزائر لن تنجر وراء محاولات التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، وحتى تلك المهمات الواضحة التي قام به فرحات مهني لا تلزم الجزائر والجزائريين".

وبعد إلقاء العديد من المتدخلين كلمتهم، اختتمت الندوة ببيان عام حول تغلغل الكيان الإسرائيلي في إفريقيا ومؤتمر الطوغو، كما سطرت الندوة عدة نقاط في خطة العمل، بينها مراسلة سفارة الطوغو والسفارات العربية والإفريقية والجامعة العربية والاتحاد الإفريقي، ومراسلة الأحزاب الإفريقية ومنظمات المجتمع المدني الإفريقي وهيئة علماء إفريقيا، إلى جانب تشكيل لجنة برلمانية لوضع برنامج عمل في هذا الإطار، مع تشكيل اللجنة الوطنية الجزائرية لمقاومة التغلغل الإسرائيلي في إفريقيا.

يونس. ش

 

من نفس القسم الحدث