الوطن

4 ملايين "هيدورة" بقيمة 5 ملايير دينار تهدر، ومؤسسات التحويل غائبة!

مبادرة جمعية التجار لجمعها تفشل بسبب غياب المستثمرين في المجال

 لم تنجح المبادرة التي أطلقتها جمعية التجار والحرفيين بخصوص جلود أضاحي العيد حيث لم تجد هذه الأخيرة والتي تبرعت بجمع هذه الجلود التي تقدر قيمتها بالملايير مؤسسات تحويل تستثمر في حوالي 4 ملايين "هيدورة" بقيمة 5 ملايير دينار ترمي كل سنة في المزابل.

وفي هذا الصدد كشف أمس رئيس جمعية التجار والحرفيين طاهر بولنوار ان أعوان الجمعية قاموا بجمع مئات الاطنان من جلود الأضحى من أجل تزويد مصانع التحويل بها ألا ان محاولات عديدة للاتصال بأصحاب مؤسسات تحويل الجلود والصوف بائت بالفشل، وتساءل بولنوار اين أصحاب  تلك المؤسسات الذين كانوا يشتكون طوال السنة من نقص المواد الأوّلية كما تساءل أين منظّمات الباترونا التي لطالما تحدثت عن تشجيع الانتاج ، وأشار بلنوار انه خلال عيد الأضحى فقط من 3 إلى 4 ملايين هيدورة بقيمة تفوق 5 ملايير دينار ترمى في المزابل مشيرا ان رمي هذا العدد من جلود الأضحى يعني ربحا كبيرا ضائع وتبذيرا و فسادا وتلويث للبيئة ، ليشير بولنوار في ذات السياق أن اكثر من 70% من سوق المنتوجات الجلدية والصوفيّة في بلادنا يعتمد على الاستيراد وأن  اكثر أصحاب مصانع تحويل الجلود و الصوف يشتكون من نقص المادة الاوّلية وبسبب ذلك فأن  أغلب مصانع تحويل الجلود و الصوف أغلقت خلال السنوات الماضية .

هذا وكانت جمعية التجار والحفيين قد تبنت قبل عيد الأضحى مبادرة جمع جلود أضاحي العيد والاستفادة منها، حيث قررت جمع جلود الأضحى وبيعها لمصانع التحويل بمبالغ رمزية والتبرع بتلك المبالغ للجمعيات الخيرة لكن يبدو ان مصانع التحويل هذه تفضل الاستيراد على استغلال المنتوج المحلي لتبقي هذه الجلود كل سنة تهدر رغم انها تعد لثروة مهمة بإمكانها المساهمة كثيرا في دعم اقتصاد المؤسسات المختصة في تحويل النسيج وصناعة الجلود، كما سبق للعديد من الخبراء الاقتصاديون أن دعوا السلطات العمومية للتحرك من أجل الاستفادة من جلود الأضحى في عيد الأضحى معتبرين أنه استغلال أكثر من 30 في المئة من الكتلة الإجمالية الخام للجلود، بسبب تراجع مصانع النسيج والجلود في الجزائر، حيث تقدّر طاقة الإنتاج المحلي بحوالي مليون ونصف، تذهب معظمها لفائدة المؤسسات العسكرية المتخصصة في صناعة الأحذية والمستلزمات العسكرية. ما يعني أنه يمكن توجيه 70 في المئة من هذه الجلود إلى التصدير نصف جاهزة نحو بلدان متوسطية، أبرزها إيطاليا والبرتغال، باعتبارها أهم الدول الأوروبية في الصناعة الجلدية.

دنيا. ع

 

من نفس القسم الوطن