الوطن
ظروف متأزمة تحيط بالدخول الاجتماعي هذه السنة !!
يأتي استثنائي وصعب للعام الثالث على التوالي في زمن التقشف
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 03 سبتمبر 2017
• حكومة "جدل" محطة أنظار.. ووزراء في مواجهة ملفات عالقة
تحيط بالدخول الاجتماعي الذي سيكون بداية الأسبوع المقبل عدة ظروف متأزمة قد تجعل منه الأصعب منذ سنوات ففي ما تعلق بالظروف الاقتصادية لا يزال الوضع معقد في العديد من القطاعات ولا تزال نسب التضخم في ارتفاع وأسعار النفط تتأرجح في مستويات منخفضة، مع مزيد من الانهيار في قيمة العملة الوطنية وعلى مستوي الحكومة فان الغموض والترقب يبقي سيد الموقف أما على مستوى لجبهة الاجتماعية فان احتقان كبير تعيشه العديد من القطاعات التي بدأت نقابتها تهدد منذ الان بالعودة للاحتجاج بسبب العديد من الملفات العالقة كل هذا يضاف له مزيد من التدهور في القدرة الشرائية للمواطن ومزيد من الارتفاع في الأسعار.
تتجه أنظار الجزائريين الأسبوع المقبل للدخول الاجتماعي، دخول قد يكون استثنائي وصعب بسبب بقاء نفس الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة يصاف لها حلة غموض وضبابية لما ستتخذه الحكومة الجديدة القديمة من قرارات في الأيام المقبلة.
• أزمة مستمر ومؤشرات اقتصادية متدهورة
وعلى المستوي الاقتصادي يتزامن الدخول الاجتماعي هذه السنة واستمرار الازمة الاقتصادية قائمة فأسعار النفط لا تزال تتأرجح في مستويات منخفضة لا تخدم الجزائر، شانها شان قيمة العملة الوطنية التي تعرف مزيدا من الانهيار مقارنة بالعملات الأجنبية وهو انهيار ضاعف من معدلا التضخم وساهم في مزيد من ارتفاع الأسعار وتدني القدرة الشرائية للجزائريين من جهة اخري فان النزيف في احتياطات الصرف لا يزال مستمر في وقت لم تبرز فيه أي ملامح للتنوع الاقتصادي مع مزيد من الهشاشة في الاقتصادي الوطني.
• حكومة "جدل" محطة أنظار.. ووزراء في مواجهة ملفات عالقة
ما على مستوي الحكومة فان الوزير الجديد أحمد أويحيى سيكون محط انظار بعدما بدء في التراجع عن قرارات سابقة عبد المجيد تبون حيث يرتقب الجميع موعد اجتماع الثلاثية حتي تتضح خطة أويحيى فيما تعلق بعلاقة الحكومة مع رجال المال والأعمال كما ينتظر اغلب المراقبين والخبراء وحتي عموم الجزائريين بدء الكشف عن أولى ملامح قانون المالية 2018 هذه الفترة مع وجود تخوف من التوجه نحو فرض مزيد من الضرائب على الجزائريين من اجل تحقيق مداخيل إضافية للخزينة العمومية، من جانب أخر فان العديد من وزراء حكومة أويحيى سيكونون مع بداية الدخول الاجتماعي في مهمة صعبة لحلحلة مشاكل قطاعاته منهم وزير الصحة الذي سيكون مع بداية الدخول الاجتماعي مطالب بالنزول للميدان والتحاور مع نقابات قطاعه حتي لا تتفاقم الأوضاع اكثر بالقطاع ووزير العمل الذي سيكون في مهمة صعبة لإقناع النقابات المستقلة بمشروع قانون العمل الجديد ووزيرة التربية التي ستواجه مشاكل بالجملة في القطع منها الاكتظاظ الذي سيطرح في الأقسام الابتدائية على وجه الخصوص بالإضافة على ملفات أخري عالقة.
• جبهة اجتماعية متوترة ومطالب تنتظر الاستجابة
من جانب اخر وفيما تعلق بالجبهة الاجتماعية فان الاحتقان عشية الدخول الاجتماعي سبقي سيد الموقف اين بدأت العديد من النقابات في التحضير للعودة للاحتجاج منها نقابات التكتل التي تحضر لاجتماع منتصف الشهر أين ستناقش ما اعتبرته اقصاء وتجاهل من طرف الحكومة وعدم اشراكها في لقاء الثلاثية شانها شأن نقابة السناباب التي هددت بالاحتجاج عشية الدخول الاجتماعي بسبب ملفات عالقة، بالإضافة على نقابات الصحة التي لا تزال تنتظر إجراءات وزير الصحة حزبلاوي بشأن الوضع المتدهور في العديد من المستشفيات وغياب الامن والحماية لموظفي السلك الطبي ومن بين النقابات أيضا التي هددت بدخول اجتماعي ساخن هي نقابة عمال الشركة الوطنية للكهرباء والغاز سونلغاز اين لا تزال هذه النقابة تنشط في الميدان وتطالب بالاستجابة لجملة من مطالب العمال وهو ما لم يحدث لغاية الان ما قد يدفع هذه النقابة لتدشين الدخول الاجتماعي المقبل بالاحتجاجات والاعتصامات.
• قدرة شرائية متدهورة والأجور لن تكفي
أما على مستوي الاسر فان الدخول الاجتماعي الأسبوع المقبل سيكون قاضيا على القدرة الشرائية المتبقية فبعد شهر رمضان وعيد الفطر وبعدها موسم الأصياف وعيد الأضحى يأتي الدخول الاجتماعي كأخر المناسبات التي ستستنزف الفتات المتبقي من القدرة الشرائية وما زاد الوضع تعقيدا هو الارتفاع الجنوني في الأسعار أين تعرف الأسواق لهيبا مستعرا فيما يخص أسعار الأدوات المدرسية والكتب والمحافظ والمآزر وهو ما قد يحرم العديد من التلاميذ من الدخول المدرسي خاصة وان المساعدات التي تمنحها الدولة أصبحت لا تساوي شيء امام الأسعار المرتفعة.
س. زموش