الوطن

العاصمة تتحول لـ "إسطبل" كبير ...!

انتشار نقاط البيع العشوائية وسط التجمعات السكانية

السلطات العمومية تعجز عن حصر البيع في النقاط المعتمدة والأماكن المرخصة 

 

حول سماسرة بيع الأضاحي والمواليين القادمين من مختلف الولايات العاصمة هذه الأيام لإسطبل كبير حيث انتشرت نقاط بيع الأضاحي العشوائية بشكل ملفت وسط التجمعات السكانية وبالأحياء والطرقات ما خلق فوضى كبيرة وتلويث خطير للمحيط بمخلفات الكباش.

ككل سنة وبالرغم من التعليمة التي أقرتها  السلطات المعنية  والتي تنص على منع بيع الأضاحي بالطريقة العشوائية والتي تتسبب في انتشار النفايات والروائح الكريهة وسط التجمعات السكانية  تشهد العديد من النقاط عبر مختلف بلديات العاصمة انتشارا رهيبا لعشرات المواليين ومثلهم من السماسرة والذين أغرقوا العاصمة بمئات رؤوس الأغنام في نقاط بيع عشوائية داخل التجمعات السكنية وعلى حافة الطرقات وبالمساحات الشاغرة  المتاخمة للطرقات السريعة وهو الأمر الذي  ادخل العاصمة هذه الأيام في فوضى النفايات الناجمة من مخلفات الكباش، ناهيك عن الروائح الكريهة التي تشكل إزعاجا للمواطنين. وقد حمل العديد من المواطنين مسؤولية هذا الانتشار للأسواق والنقاط العشوائية لبيع المواشي بالعاصمة للبلديات التي يتعين عليها التصدي لهذه الظاهرة بالتنسيق مع مصالح الامن.

 

السلطات العمومية تعجز عن حصر البيع في النقاط المعتمدة والأماكن المرخصة 

 

وقد انتشرت نقاط بيع الأضاحي هذه السنة بشكل كبير يفوق السنوات الماضية اين لم تتمكن السلطات العمومية من التحكم في البيع وحصره في النقاط المعتمدة لتنفلت الأوضاع بالعاصمة هذه الأيام وتتحول هذه الأخيرة لأسطبل كبير  وهو الأمر الذي أثار استياء العديد من  المواطنين الذين عبروا عن تذمرهم من الوضع الذي يخلق الفوضى بالعديد من الأحياء ومداخل المنازل والمحلات  التي تنبعث منها الروائح الكريهة، بالإضافة إلى فضلات الأغنام التي يتركها البائعون بالطرقات والأرصفة،  ما شوه المظهر الحضري لمدن العاصمة، والأكثر سوءا في الامر أن هذه الأسواق ونقاط البيع أصبحت بمثابة كابوس لمستعملي الطرقات حيث تحولت هذه الأماكن لنقاط سوداء مسببة اكتظاظ رهيبا بسبب تجمع المواطنين وركن سياراتهم بطريقة عشوائية فقط من أجل معرفة الأسعار أو اقتناء أضحية العيد.

 

سماسرة، موالون وشباب يعيثون في الأحياء فسادا بسبب "العلف"

 

وما زاد من الفوضى هو لجوء العديد من التجار وأصحاب المحلات إلى تغيير نشاطهم وتحويله لبيع الأضاحي تزامنا مع العيد وهو الأمر الذي جعل اعداد عارضي الأضاحي من سماسرة ومواليين ومحولي نشاط يرتفع ويرفع معه حجم الفوضى، كل هذا يضاف لمئات الشباب عبر العاصمة والذين قرروا أنعاش تجارة بيع أعلاف الماشية اين انتشرت بأغلب بلديات العاصمة نقاط بيع غير شرعية لعلف الاضاحي والتي تتسبب بدورها في تلويت للمحيط.

 

نقاط البيع غير الرسمية للأضاحي وسيلة لتمرير كباش مريضة 

 

وبغض النظر ان نقاط البيع الموازية الموزعة عبر التجمعات السكنية و الساحات العمومية أصبحت تشكل أضرار و إزعاج للسكان و المواطنين و تسيء إلى المحيط و تشوهه فهي في نفس الوقت وسيلة لتمرير أضاحي مريضة و غير خاضعة للمعاينة البيطرية ، وهو ما حذرت منه العديد من جمعيات حماية المستهلك في الآونة الأخيرة وكذا عدد من البياطرة الذين دعوا السلطات المحلية لتشديد الرقابة وحصر البيع في نقاط البيع المرخصة و المنتظمة  خارج التجمعات السكنية والتي  تخضع للرقابة و المعاينة البيطرية، كما دعوا المواطنين لعدم التعامل مع هذه النقاط غير الشرعية تفاديا لتكرار سيناريو السنة الماشية اين شهدت اضاحي الاف المواطنين تعفنا كبيرا نتيجة لحقن الاضاحي بهرمونات تسمين.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن