الوطن

"أشباه" تجار يفرضون عقابا جماعيا على الجزائريين

الغلاء يجتاح الأسواق والعائلات تواجه "غول" الأسعار برواتب هزيلة

عية: ما يحدث في الأسواق من احتكار ومضاربة "منكر"

 

تحولت ظاهرة الغلاء في الجزائر لسيناريو يتكرر مع اقتراب كل مناسبة دينية حيث ترتفع الأسعار أليا بفعل المضاربة بغض النظر عن ظروف الأسواق وعوامل الوفرة أو الندرة وهو ما يمثل دائما عقابا جماعيا للجزائريين من أشباه تجار لا يعترفون لا بقانون سوق ولا بأخلاق التجارة.

شهدت مختلف الأسواق هذه الأيام ارتفاعا محسوسا في أسعار الخضر والفواكه واللحوم بأنواعها زيادة على ارتفاع في جنوني في أسعار الاضاحي مع اقتراب عيد الأضحى وأسعار الأدوات المدرسية عشية الدخول المدرسي وهو ما مثل عقاب جماعي للجزائريين الذين وجدوا أنفسهم في مواجهة غول للأسعار بجيوب فارغة ورواتب شهرية هزيلة، في حين يتفنن التجار كل مرة في أيجاد الحجج لممارساتهم غير القانونية واحتكارهم ومضاربتهم في الأسواق. ففي ما يتعلق بالمواشي تبادل طيلة الأسبوع المنصرم الموالون والسماسرة التهم فيما بينهم فكل طرف يحمل الطرف الاخر مسؤولية ارتفاع الأسعار وتعددت الأسباب بالنسبة لممثلي المواليين بين الحرائق الأخيرة التي تسببت في اضرار فادحة للعديد من المربيين وبين قلة نقاط البيع المعتمدة ليبقي المستهلك هو الضحية وهو نفس السيناريو بالنسبة لتجار التجزئة والجملة في أسواق الخضر والفواكه اين يتبادل كل منهم التهم حول من المتسبب في رفع الأسعار وفي كل مرة ترتفع فيها الأسعار يؤكد تجار التجزئة انهم يقتنوا السلع بأسعار المرتفعة في حين يؤكد تجار الجملة أن الأسعار على مستواهم عادية وان المضاربة في الأسواق هي التي ترفع منها وفيما يخص تجار الأدوات المدرسية الذين ألهبوا الأسعار مستغلين قروب موعد الدخول المدرسي فقد ارجعوا سبب الغلاء الموجود لتضييق الاستيراد بينما الحقيقة تقول ان هناك تواطئ بين كل هذه الأطراف جعلت من الأسعار جنونية طيلة هذه الفترة والضحية الوحيد يبقي المواطن أما تخلي عن المسؤولية من طرف الأجهزة الرقابية التابعة لوزارة التجارة واعتبار الحكومة كمسؤول أول أن عوامل في السوق على راسها العرض والطلب هي التي تحدد الأسعار وان الأسواق حرة ولا يمكن باي حال من الأحوال التحكم فيها.

 

عية: ما يحدث في الأسواق من احتكار ومضاربة هو منكر 

 

من جانبه أعتبر أمس إمام مسجد الكبير على عية في تصريح لـ"الرائد" أن عيد الأضحى هو شعيرة من شعائر الإسلام التي يفترض أن تكون محطة للرفق وللسلوك الحميد على غرار ما تقوم به الدول الأوروبية التي تعمل على اعتماد عدة إجراءات من شأنها الرفق بجيب المواطن كتخفيض الأسعار وسن قوانين خاصة بالمناسبات الدينية، إلا أنه للأسف، حسبه، لا نجد ذلك عندنا بعد أن ارتبطت المناسبات الدينية برفع الأسعار وتخطيها حدود إمكانات المواطن، على غرار عيد الأضحى الذي تعرض خلاله المواشي بأسعار خيالية تضع المواطن البسيط بين تطبيق السنة وتحقيق رغبة أفراد عائلته وبين دخله المحدود الذي لا يمكنه من اقتناء أضحية بسعر مرتفع. وقال عية ان ما تعرفه الأسواق حاليا من مضاربة واحتكار ورفع في الأسعار هو منكر بعينه ولا يمت لأخلاق واسس التجارة الجائزة في الإسلام بصلة والتي يتحجج بها بعض التجار الذين يردون في كل مرة على المبالغة في هومش الربح ان ذلك جائز، معتبرا أن احتكار المواد الغذائية الضرورية في المجتمع حرام في الإسلام  داعيا إلى ضرورة توقف المحتكرين عن هذه السياسة غير الشرعية والتي تتنافى مع ديننا الحنيف، مؤكدا انه من حق المواطن اقتناء ضرورياتهم بالأسعار التي تحددها عوامل السوق الحقيقة وليس التي يفتعلها لتجار داعيا هؤلاء للرجوع لعقيدة المسلم التي تحتم عليه التخفيف على أخيه المسلم. 

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن