الوطن

الأسعار تحرم الجزائريين من أضحية العيد

مواطنون يقبلون على أسواق الماشية لجس النبض وآخرون للفرجة فقط

عرفت اليومين الماضيين أسواق بيع الماشية نوعا من الإقبال نظرا أن عطلة نهاية الأسبوع هذه تعد آخر عطلة تسبق العيد أين وجد أغلب الجزائريين ذلك فرصة للتسوق وجس نبض الأسواق التي بقيت فيها الأسعار مرتفعة أسبوع قبل العيد.

لم تختلف الأسعار أمس في أسواق بيع الماشية سواء نقاط البيع المعتمدة أو في الاسواق الموازية وحتى لدي السماسرة في الفضاءات التي داخل الأحياء وفي المستودعات حيث بقيت في مستويات مرتفعة بالمقارنة مع القدرة الشرائية لأغلب الجزائريين التي هي في الحضيض، وقد عرفت العديد من الأسواق حركية ملحوظة حيث ارتفعت مستويات الإقبال اليوميين الماضيين بعد أسبوع من الركود نظرا ان عطلة هذا الأسبوع تعد أخر عطلة نهاية أسبوع تسبق عيد الأضحى ومن المعروف أن أغلب الجزائريين يفضلون التسوق نهاية الأسبوع.

 

مواطنون يقبلون على أسواق الماشية لجس النبض وآخرون للفرجة فقط!

 

 وبنقطة البيع المعتمدة بقصر المعارض الصنوبر البحري تجمع المواطنون بحثا عن الأضحية المناسبة وبما أن قصر المعارض يعد فضاءا للكثير من سكان الضاحية الشرقية فأن المتجولون تجدهم رجال نساء واطفال وحتي عائلات بأكملها خرجت طلبا للأضحية وخلال احتكاكنا بالعديد من المواطنين لمسنا تذمرا وحيرة كبيرن حيث أن أغلب من قدموا لقصر المعارض جاؤوا بغية جس نبض السوق ومعرفة الأسعار ومقارنتها بميزانياتهم ليؤجل يوم الشراء لما بعد بالنسبة للذين أخطأوا في حساباتهم نظرا أن تزامن العيد مع الدخول المدرسي أربك العديد من الاسر، في حين أن هناك من المواطنين من جاؤوا فقط للفرجة لأنهم تيقنوا بمجرد دخول السوق ان الأسعار لن تمكنهم من اضحية العيد هذه السنة.

 

الأسعار تصدم الجزائريين بمواقع البيع المباشر رغم التطمينات

 

ورغم التطمينات التي أطلقتها وزارة الفلاحية وقبلها ممثلو المواليين فان الأسعار بمواقع البيع المباشرة لم تكن في المستوى الذي صوره البعض فالمتجول في هذه الأسواق يكتشف انه لا وجود لأضاحي تنزل أسعارها عن 3 ملايين سنتيم وهي أضاحي من الحجم الأول أو كما يعرف عند المواليين بـ "الرقيقة" أما عن الاضاحي المتوسطة فأن أسعارها تتراوح بين 4 ملايين و6 ملايين سنتيم وهي الأسعار التي صدمت الجزائريين الذين تساءلوا عن سبب هذا الارتفاع. وفي حديثنا مع المواليين كشف البعض منهم ان الأسعار عادية وكما أن هناك أضاحي بستة ملايين سنتيم هناك أضاحي بثلاثة ملايين سنتيم وكل زبون حسب مقدروه واستطاعته غير أن هناك من المواليين من كشفوا أن هناك قلة عرض في نقاط البيع المعتمدة بسبب العدد القليل للمواليين الذي جاءوا لهذه الأسواق أين فضل العديد من المواليين بيع مواشيهم للسماسرة لتجنب التنقل ما بين الولايات ونقل الأضاحي والبحث عن مكان للمبيت وغيرها.

 

سماسرة ينشرون الإشاعات للمضاربة 

 

من جانب آخر كشف العديد من المواليين بسوق قصر المعارض أن هناك أطراف تريد زرع البلبلة في الأسواق والتسبب في رفع الأسعار حيث ان هناك اشخاص يقصدون السوق يوميا وينتشرون بين المواطنين إشاعات نقص العرض وغلاء الأسعار واصابة المواشي بالأمراض لدفعهم لعدم الشراء من الأسواق والتوجه نحو السماسرة مضيفين ان الأسعار عادية وتختلف باختلاف الاضحية وحجمها والعرض موجود ويغطي الطلب الوطني ويزيد وفيما تعلق بسلامة الاضاحي فيؤكد الموالون انهم يضمنون السلامة مشيرين أن السماسرة هم السبب في فضيحة السنة الماضية وليس الموالون.

 

جزائريون يقطعون مئات الكلومترات لاقتناء أضحية العيد 

 

وبسب الأسعار الملتهبة فضل العديد من الجزائريين التنقل لولايات اخري على غرار الجلفة من اجل اقتناء أضحية عيد سليمة وبسعر منخفض مقارنة بالأسعار المتداولة بالعاصمة حيث وجد العديد في ذلك توفير للمال رغم ان التنقل لولايات اخري يحتاج لمصاريف إضافية وقد أكد العديد من المواطنين أن الأسعار بالولايات المعروفة بتربية المواشي تعد اقل من الولايات الساحلية كالعاصمة اين يقل السعر بحوالي مليون سنتيم إلى مليون ونصف.

 

والتريث حتى آخر ليلة تسبق العيد غير مضمون؟! 


اما بالنسبة لذين فضلوا التسوق لدي السماسرة فأن الأسعار كانت نار حيث لا يوجد هناك اضاحي أقل من 5 ملايين سنتيم حيث تتراوح الأسعار بين 5 و7 ملايين سنتيم دون أي شهادات بيطرة أو مراقبة  وهو ما دفع العديد من الجزائريين لتريث حتي اخر ليلة تسبق العيد علّ الأسعار تنخفض غير أنه وحسب العارفين بسوق المواشي فان الأسعار من المرشح أن ترتفع أكثر باعتبار أن آخر ليلة تسبق العيد تعد فرصة من ذهب للسماسرة والمواليين من أجل فرض منطقهم وأسعارهم بما أن هامش الاختيار وعامل الوقت غير متاح للزبائن الذين قد يكونوا مضطرين للشراء بأسعار ملتهبة.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن