الوطن

"الكريدي" لمواجهة مصاريف العيد والدخول المدرسي

في ظل اللهيب الذي طال مختلف الأسعار هذه الفترة

خبراء: الموظف بحاجة لثلاثة أضعاف راتبه لتغطية مصاريف ما بعد عطلة الصيف

نزيف القدرة الشرائية وضعف المرتبات سمة الدخول الاجتماعي هذه السنة 

 

بات محتما على أغلب الأسر الجزائرية التوجه نحو الاقتراض من أجل تغطية مصاريف الدخول المدرسي وعيد الأضحى اللذان هما على الأبواب خاصة مع اللهيب الذي طال أسعار الأضاحي وحتى الأدوات المدرسية وهو ما لا يتماشى مع القدرة الشرائية لأغلب الجزائريين.

أوقع تزامن مناسبة العيد والدخول المدرسي في نفس الأسبوع اغلب الجزائريين في ورطة حيث من الصعب على رب العائلة الذي يتراوح دخله ما بين 2 و4 ملايين سنتيم ان يوفر مصارف الدخول المدرسي ومصاريف شراء اضحية العيد خاصة وان الأسعار في الأسواق فاقت ما كان متوقعا فأسعار الاضاحي ألتهبت في الأيام القليلة الماضية لتصل حدود السبعة ملايين سنتيم حالها حال أسعار الأدوات والمستلزمات المدرسية والتي تعرف منحى تصاعدي كل سنة ومع الوضع المالي المتدهور الذي تشهده أغلب الأسر أساسا فان اقرب الحلول بالنسبة لها هو الاقتراض، في حين تلجأ بعض ربات العائلات إلى رهن مجوهراتها من أجل تحقيق احتياجات أبنائها المتمدرسين.

 

فارس مسدور: الموظف بحاجة لثلاثة أضعاف راتبه لتغطية مصاريف ما بعد عطلة الصيف

 

وفي هذا الصدد اكد أمس الخبير الاقتصادي فارس مسدور لـ"الرائد" أن تزامن الدخول المدرسي وعيد الأضحى هذه المرة في نفس الأسبوع وفي فترة جد متقاربة خلق ضغطا على اغلب الاسر والتي أساسا تعاني من عجز مالي كبير بعد فترة مناسبات تتالت طيلة فصل الصيف بداية من شهر رمضان وصولا لموسم العطل والأعراس، مضيفا ان أغلب الاسر من الطبقة الفقيرة والمتوسطة لن تتمكن من تغطية هذه المصاريف دون البحث عن مصادر أخرى للدخل حيث قال مسدور انه وبعملية حسابية بسيطة يتضح ان ميزانية الدخول المدرسي وعيد الأضحى هذه السنة تتجاوز العشرة ملايين سنيتم نظرا للأسعار المتداولة حاليا سواء تعلق الامر بالأضاحي أو الأدوات المدرسية ولوازم الدخول المدرسي ليشير ان مبلغ 10 ملايين سنتيم او يزيد يعد 3 أضعاف دخل السواد الأعظم من الجزائريين وهو ما يدفع اغلبهم اما للاقتراض او لبيع اغراضهم كالمجوهرات والسيارات وفي رده عن سؤال حول من المسؤول على حماية الاسر في مثل هذه المناسبات قال مسدور ان المسؤولية هنا متقاسمة فالدولة عليها جزء من المسؤولية تتمثل في حماية المواطن من المضاربة وارتفاع الأسعار خاصة في مثل هذه المناسبات والظروف والأفراد تقع عليهم أيضا المسؤولية حيث كان لا بد على الجزائريين التفكير في مثل هكذا ظروف حيث أكد مسدور ان الجزائري ليس لديه ثقافة الادخار رغم ان المدخرات قد تكون الحل لمثل هذه المواقف وليس الاقتراض الذي يزد من الضغوطات على الفرد ويعقد ازمته المادية اكثر.

 

مزيان مريان: النزيف المستمر للقدرة الشرائية وضعف المرتبات سمة الدخول الاجتماعي هذه السنة 

 

من جهته حذر مزيان مريان، الأمين العام لنقابة "سنابست" من مخلفات تزامن الدخول المدرسي مع عيد الأضحى وما تتطلبه المناسبتين من مصاريف كبيرة يقابلها أجور ضعيفة وغلاء فاحش للضروريات في الأسواق، حيث قال مزيان في تصريحات لـ"الرائد" أن الغلاء الفاحش لأسعار الأدوات المدرسية والكتب والملابس جعل معظم الأولياء يعيشون إرهاقا نفسيا  لدرجة قد يحرم الكثيرون من الدخول المدرسي، وقال مزيان أن الوضع الاجتماعي في الجزائر ليس بخير بسبب النزيف المستمر للقدرة الشرائية وضعف المرتبات وما سيحمله الدخول الاجتماعي من مصاريف بسبب الدخول المدرسي وعيد الأضحى، وقال مزيان ان ما زاد الوضع تعقيد هو تنصل الحكومة من مسؤولية حماية القدرة الشرائية على الأقل عن طريق  الحفاظ على استقرار الأسعار حيث قال مزيان أن الأسعار مقارنة بالسنوات الماضية ارتفعت بنسب تصل لمائة بالمائة، من جانب اخر اعتبر مزيان أن الوضع الحالي ينبئ بدخول اجتماعي صعب غير مستبعدا ان تعرف الأشهر المقبلة  عودة الاحتجاجات والإضرابات لان العامل حسبهم وجد نفسه يدفع الثمن لوحده دون أي حماية من الحكومة مضيفا انه على الوزارات الوصية تحمل مسؤوليتها حيث قال انه حان الأوان للالتفات للعامل وتحسن مستواه المعيشي لان ما تعرفه الجزائر من وضع صعب تشترك فيها العديد من العوامل لا دخل للعامل فيها.

س. زموش
 

من نفس القسم الوطن