الحدث

الأحزاب تستبعد إجراء أويحيى مشاورات سياسية لتشكيل حكومته

الترتيبات الدستورية لا تشدد على تغيير الحكومة الموروثة عن سابقه تبون

الفجر الجديد: أويحيى مكلف بتنفيذ التعليمات لا قيادة المشاورات السياسية

النهضة: السلطة ضيعت فرصة ضمان استقرار سياسي واجتماعي

جبهة المستقبل: خطوات أويحيى تقررها المؤسسات التي عينته وزيرا أول

 

أفرز تعيين أحمد أويحيى وزيرا أول "ردود فعل سياسية كبيرة" في الساحة الوطنية، خصوصا تلك المتعلقة بتغيير الحكومة الحالية ووضع مخطط عمل جديد، وتشير المعطيات إلى احتمال لجوء الأمين العام للأرندي (ثاني حزب في البرلمان بأغلبية 100 نائب) إلى "قيادة مشاورات سياسية لتشكيل حكومة بلون سياسي من نتائج التشريعيات الأخيرة"، إلا أن قراءات بعض الأحزاب تستبعد "تعيين أويحيى من أجل حكومة سياسية بقدر ما هو رجل المرحلة المكلف بمهمة ظرفية في ظل استمرار الأزمة الاقتصادية"، ووصف رئيس حزب الفجر الجديد "عودة أويحيى بأنها سعي من السلطة لاستغلال الخطاب الديماغوجي من أجل التهدئة مع الدخول الاجتماعي واستمرار الأزمة الاقتصادية".

وسألت "الرائد" أحزابا سياسية ممثلة في البرلمان عن احتمال قيادة أويحيى لمشاورات حكومة سياسية، بما أنه أمين عام حزب يحوز على ثاني أغلبية برلمانية بـ 100 نائب، وكذا هل تتوقع بعودة أويحيى عودة وجوه قديمة في الحكومات السابقة والقرارات المستعجلة التي تتوقعها قبل الدخول الاجتماعي وفي الثلاثية المقبلة.

 

الفجر الجديد: أويحيى مكلف بتنفيذ تعليمات وليس بقيادة مشاورات سياسية

 

كشف رئيس حزب الفجر الجديد، الطاهر بن بعيبش، أن "التغييرات التي تمّت بعد تشريعيات 4 ماي الفارط في الحكومة وحاليا بإقالة تبون وتعيين أويحيى خلفا له، هي مجرد تحسينات على قماش واحد لم يتغير مقاسه".

وأضاف: "السلطة تملك مساحة محدودة للتحرك ضمنها ولا تملك حلولا للخروج من الأزمة التي تتخبط فيها، لذلك كل ما تقوم به من تغييرات هي آخر ما تبقى لها من فرص"، مفصلا: "من البديهي جدا أن الوضع الذي تمر به البلاد يتطلب مواجهة المشاكل والبحث عن حلول للأزمة السياسية والاقتصادية وانعكاساتها الاجتماعية، لكن السلطة لا تزال غارقة في التخبط".

وأضاف: "تعيين أويحيى سيكرس الديماغوجية المعروف بها وإعطاء أرقام مغلوطة عن الوضع الاقتصادي للبلاد، وهذا لتمديد عمر الأزمة وليس البحث عن حلول لها".

وعن احتمال لجوء أويحيى إلى مشاورات سياسية لتشكيل حكومة سياسية، قال بن بعيبش: "أويحيى جاء مكلفا بمهمة وتعليمات من طرف من عينوه في المنصب خلفا لتبون، وهو لا يملك أي سلطة أو قرار لتعيين وزير أو تغيير الحكومة الحالية وتشكيل أخرى". وأضاف: "لا توجد لا مشاورات سياسية ولا غيرها، لأن القرار بيد من عينه وزيرا أول". واعتبر بن بعيبش أن "عودة وجوه قديمة بعودة أويحيى محتمل لأن الأخير مجرد واجهة سياسية للسلطة في المرحلة التي تمر بها".

وعن الثلاثية المقبلة التي قاد مشاوراتها الابتدائية الوزير الأول المقال تبون، قال بن بعيبش: "الثلاثية المقبلة ستكون سمنا على عسل بعد تنحية تبون الذي أحدث بلبلة مع رجال المال والنقابة المركزية، ونتائجها هي استمرار للوضع السيئ للبلاد في ظل انعدام الحلول".

 

النهضة: السلطة ضيعت فرصة التشريعيات لضمان استقرار سياسي واجتماعي

 

من جهته، قال الأمين علام لحركة النهضة، محمد ذويبي، أن "القضايا الحالية للبلاد مرتبطة بالإرادة السياسية للسلطة من أجل إيجاد حل لها، لكن الواضح أن السلطة ضيعت فرصة ثمينة بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة".

وفصل ذويبي: "من المفروض أن الانتخابات في كل البلدان هي محطة للاستقرار السياسي وتشكيل حكومة جديدة وبرامج جديدة، لكن حاليا مع التغيير السريع لتبون فإن السلطة فوتت هذه الفرصة وضيعتها".

وأضاف: "الحكومة التي تأتي بعد التشريعيات من المفروض تحدد الأولويات وتتفرغ لها، لكن حكومة تبون لم يتجاوز عمرها ثلاثة أشهر"، مضيفا: "تعيين أويحيى بعيدا عن الحسابات السياسية يتطلب تغيير السياسات بغض النظر عن الأشخاص"، مضيفا: "الرجل شغل منصب رئيس الحكومة سابقا لعدة سنوات، وكانت سياساته لها آثار بالغة اجتماعيا واقتصاديا، وحاليا تعيش أوضاعا صعبة وزادت التحديات، لذلك يستوجب تغيير السياسيات".

وعن قيادة أويحيى لمشاورات سياسية لتشكيل حكومته، قال ذويبي: "هذا ليس قرار الأحزاب، لأنه لو كانت السلطة ترغب في تشكيل حكومة سياسية لكان ذلك بعد التشريعيات، لكنها ضيعت الفرصة"، مضيفا: "السلطة عقب التشريعيات لم تختر شخصية مناسبة للمرحلة وتحديد الأولويات ونتائج تضييع الفرصة واضحة الآن بهذا التغيير السريع للوزير الأول".

وعن تأثيرات تغيير تبون على انعقاد الثلاثية المقبلة والدخول الاجتماعي بعد أسبوعين، قال ذويبي: "من الممكن بعد تغيير الوزير الأول أن تلجأ إلى تغيير الحكومة التي خلفها تبون وتغيير السياسات، وهذا يتطلب وضع مخطط عمل جديد للحكومة"، مضيفا: "لكل السياسات رجالها، لكن عودة وجوه قديمة وسياسات سابقة تؤكد حالة التخبط في المشهد السياسي". 

 

جبهة المستقبل: خطوات أويحيى تقررها المؤسسات التي عينته وزيرا أول

 

اقتصر تعليق القيادي في جبهة المستقبل، الحاج بلغوتي، على تعيين أحمد أويحيى وزيرا أول خلفا لعبد المجيد تبون بأنه "قرار يخص مؤسسة رئاسة الجمهورية وصلاحياتها الدستورية".

وأضاف: "نحن في جبهة المستقبل نحترم مؤسسات الدولة وقراراتها وملزمون بالحفاظ على كيان الأمة واحترام المؤسسات"، مضيفا: "قرار رئيس الجمهورية تعيين أحمد أويحيى وزيرا أول خلفا لتبون لا يتعلق بحزب سياسي، لذلك لا يمكننا التعليق على القرار"، معقبا: "رئيس جبهة المستقبل هو المخول بإعلان موقف الحزب من المستجدات الحالية وسيكون ذلك غدا (يقصد اليوم الخميس) في ندوة صحفية".

وعن قراءته لخطوات أويحيى بعد تعيينه وزيرا أول واحتمال تغيير الحكومة وقيادة مشاورات سياسية لتشكيل حكومة سياسية، قال رئيس المجموعة البرلمانية لجبهة المستقبل أن "أي خطوة يقوم بها أويحيى بصفته وزيرا أول لا تعنينا كحزب سياسي لأنه أمر يتعلق بمؤسسات الدولة"، وأضاف: "حزبنا لا يصدر قرارات ارتجالية، ونحن ننتظر ما يقوم به الوزير الأول الجديد لنقرر موقفنا منه"، مضيفا: "أويحيى سيقوم بخطوات تقررها المؤسسات التي عينته ونحن نحترم مؤسسات الدولة".

يونس بن شلابي
 

من نفس القسم الحدث