الوطن

باحثون: استغلال الإعلام الجديد سيعطي دفعا قويا للقضية الصحراوية دوليا

في اليوم السادس من أشغال الجامعة الصيفية لأطر جبهة البوليساريو والدولة الصحراوية

حمدي: "السوشيال ميديا" ستكون أداة ناجعة لاستهداف الرأي العام المتردد تجاه القضية

بن يحيى: "منح الصحراويين الحرية في تقرير مصيرهم سيعزز الديمقراطية التشاركية في المنطقة"

بن يوسف: "الدبلوماسية الموازية ضرورية لكسب مواقف جديدة وتأييدا دوليا للقضية"

 

شكل اليوم السادس من أشغال الجامعة الصيفية لأطر جبهة البوليساريو والدولة الصحراوية المقامة أشغالها بولاية بومرداس منذ الخميس الماضي، التأكيد على أهمية تكثيف الحراك الدولي سواء للأفراد أو المجتمعات أو المؤسسات الحكومية وغير الحكومية من أجل إعطاء دفع قوي للقضية الصحراوية في المحافل الدولية ووضعها ضمن أولويات المجتمع الدولي، خاصة وأن الضغط الذي يمارسه المستعمر المغربي للجمهورية الصحراوية أصبح يشكل خطورة ليس فقط على الصحراويين بل أيضا على المنطقة ككل حسب تقديرات الخبراء الدوليين، فيما اثنى منشطو مختلف الندوات التي أقيمت يوم أمس على أهمية الإعلام في تسليط الضوء على ما يعانيه الشعب الصحراوي من قمع من قبل المخزن المغربي، وهو ما يستوجب استغلال فضاءات الإعلام الجديد وما يعرف بـ"السوشيال ميديا" لدعم القضية الصحراوية.

 

حمدي: "السوشيال ميديا" ستكون أداة ناجعة لاستهداف الرأي العام المتردد تجاه القضية

 

شدد البروفسور الجزائري عميد كلية الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر احمد حمادي على ضرورة التوجه إلى وسائل الاعلام الحديثة فهي ثورة أصبح لها تأثر كبير على المشهد السياسي الدولي، حيث أصبح كل مواطن صحفي يوثق ويصور.

البروفسور وأثناء تقديمه لمحاضرة بعنوان "الاتصال وأشكال الخطاب " خلال أشغال اليوم السادس من الجامعة الصيفية لأطر جبهة البوليساريو والدولة الصحراوية، استهلها بتأصيل نظري لمفهوم الاتصال الذي اعتبره أشمل وأعم من مصطلح الإعلام انطلاقا من كونه نشاط يستهدف تزويد المجتمع الدولي بالحقائق والأخبار.

الاتصال الدولي حسب ما قدمه الدكتور أحمد حمدي هو نشاط ذو ارتباط وثيق بالسياسة الخارجية للدول باعتباره مكرسا لها وذلك ضمن قالب له عدة خصائص لعل أهمها -حسب المحاضر -القصدية لتحقيق أهداف معينة إلى تعدد القنوات وأشكال توزيع المحتوى وكذا وجود غايات وأهداف ذات طبيعة ثقافية وسياسية

وفي ذات السياق قدم المحاضر نظرة تحليلية للتواصل وأشكال الخطاب الصحراوي، معتبرا إياها ذات قدرة تأثيرية على الجماهير والرأي العام الدولي الا أن ذلك حسب الدكتور حمدي يحتاج توسيع لدائرة الرأي العام انطلاقا من الوضعية الاعتبارية للقضية كقضية تصفية استعمار، خاصة في ظل الممارسات التضليلية للاحتلال المغربي، حاثا في ذات الإطار على ضرورة استثمار وسائل الاعلام والتكنولوجيا الحديثة واستهداف دائرة الرأي العام المتردد باعتباره الدائرة الأوسع.

وتساءل الأكاديمي الجزائري عن سبب غياب القضية الوطنية في العديد من وسائل الإعلام خاصة العربية، مرجعا ذلك إلى انقسام الإعلام الى ثلاثة دوائر: دائرة الأطراف المناصرة للقضية الصحراوية، دائرة الأطراف المعادية للقضية والتي تعمل على التشويش عليها ودائرة الأطراف المحايدة.

ودعا إلى ضرورة استهداف الدائرة الثالثة بشتى الوسائل والطرق من خلال تفنيد الدعاية التي يروج لها الإعلام المعادي للعدو المغربي وذلك بتقديم الحجة والبرهان من أجل كسب دعم ووقوف هذه الدائرة إلى جانب القضية الصحراوية.

 

بن يحيى: "منح الصحراويين الحرية في تقرير مصيرهم سيعزز الديمقراطية التشاركية في المنطقة"

 

في حين أكد الأستاذ بجامعة الجزائر بن يحيى بشير أن إعطاء الشعب الصحراوي حقه في تقرير مصيره بكل حرية سيعزز الديمقرارطية في المنطقة، الأستاذ وأثناء تقديمه لمحاضرة أمام المشاركون في الجامعة الصيفية للأطر الصحراوية تحت عنوان "الحكم الراشد والديمقراطية التشاركية "، أكد أن ممارسة الشعب الصحراوي لحقه غير القابل للتصرف في الحرية وتقرير المصير سيساهم بلا شك في تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان والاستقرار السياسي خاصة في المنطقة المغاربية.

وأضاف المحاضر أن تطبيق أية خطة تنموية شاملة تتطلب نظاما للحكم يتسم بالشفافية والمشاركة والجدية ويكون مؤسس على سيادة القانون وهذا -يؤكد الأستاذ بن يحى- ما يرفضه المغرب في العمل على تنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي بكل شفافية ونزاهة، وأشار إلى أن دعم الدول للحكم الراشد يعتبر هدفا رئيسيا لكل دولة لتحقيق التنمية المستدامة وما يحقق للدولة من استقرار سياسي واقتصادي وكذا القضاء على الفساد، وهذا يتطلب حسبه توعية كل الفئات المجتمعية وحثهم على زيادة العناية بالموارد والمحافظة عليها بدلا من استنزافها.

 

بن يوسف: "الدبلوماسية الموازية ضرورية لكسب مواقف جديدة وتأييدا دوليا للقضية"

 

بدوره أكد الباحث والأستاذ الأكاديمي إبراهيم بن يوسف أن الشعب الصحراوي مطالب بتعزيز قدراته في الدبلوماسية الموازية من أجل كسب مواقف جديدة تصب في صالح القضية الصحراوية العادلة، وقال الأستاذ في محاضرة قدمها أمام المشاركون في أشغال الجامعة الصيفية للأطر الصحراوية ببومرداس تحت عنوان " الصحراء الغربية من الكفاح المسلح إلى الدبلوماسية الموازية "، وأكد على أهمية الدبلوماسية الموازية وتأثيرها في وسائل الإعلام الحديثة، مؤكدا أنها أصبحت سلاح جيد بالنسبة لنشر قضايا التحرر عبر العالم.

وأستعرض المحاضر مسيرة الكفاح الصحراوي منذ بدايته والجهود الأممية التي تبذلها الهيئات الدولية والإقليمية في سبيل انهاء النزاع بشكل يمكن الشعب الصحراوي من تقرير مصيره.

وشدد الأستاذ بن يوسف على ضرروة استغلال مواقع التواصل الاجتماعي باعتبارها منبرا لنشر عدالة القضية الصحراوية وابطال الاحتلال المغربي للصحراء الغربية، هذا بالإضافة إلى كونها تشكل منبرا لكشف التجاوزات اللاإنسانية التي يرتكبها النظام المغربي في مجال حقوق الإنسان ضد الصحراويين بالمدن المحتلة.

وفي ختام محاضرته، أشاد الأستاذ بالانتصارات التي حققتها القضية الصحراوية بقيادة جبهة البوليساريو الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي، وهو ما تجلى -حسب المحاضر – في انضمام المغرب الى الاتحاد الإفريقي وجلوسه جنبا الى جنب مع الجمهورية الصحراوية العضو المؤسس في الاتحاد.

محمد الأمين. ب

 

من نفس القسم الوطن