الحدث

الأحزاب تدعو الحكومة إلى اتخاذ إجراءات مستعجلة لتهدئة الدخول الاجتماعي

لتزامنه مع الدخول المدرسي وعيد الأضحى وتحضير الانتخابات المحلية

الأرسيدي: نتوقع تأثر الدخول الاجتماعي بعدم الانسجام والتشتت في هرم السلطة

الأرندي: البرلمان سيعمل مع الحكومة لإيجاد الحلول وليس وضع العراقيل والنقد

البناء: على الحكومة اتخاذ إجراءات اجتماعية لتخفيف الضغط على المواطن

  

تتسارع مستجدات الساحة الوطنية قبيل أسبوعين عن الدخول الاجتماعي رغم "البرود" في النشاط الحزبي والسياسي، وترى بعض الأحزاب أن "الأمور عادية" رغم تزامن الدخول الاجتماعي مع أربعة ملفات حساسة للجبهة الاجتماعية، أولها الدخول المدرسي وعيد الأضحى ومشروع قانون المالية لسنة 2018، وأخيرا انعقاد الثلاثية (الحكومة -أرباب العمل - المركزية النقابية)، ويضاف إلى كل هذا الملف السياسي المتعلق بالانتخابات المحلية،  فالأرسيدي يتوقع "تأثير التشتت في هرم السلطة على تهدئة الدخول الاجتماعي"، بينما الأرندي يدعو "لحشد الفاعلين السياسيين والاجتماعيين والاقتصاديين لإيجاد حلول للوضع"، أما حركة البناء الوطني فتدعو الحكومة إلى "اتخاذ إجراءات اجتماعية لتخفيف الضغط على المواطن". 

وسألت "الرائد" كلا من التجمع الوطني الديمقراطي والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية وحركة البناء الوطني، بصفتهم ممثلين في البرلمان، عن تعامل الحكومة مع مستجدات الدخول الاجتماعي المرتقب المتزامن مع ملفات اجتماعية حساسة.

 

الأرسيدي: نتوقع تأثر الدخول الاجتماعي بعدم الانسجام والتشتت في هرم السلطة 

 

قالت البرلمانية عن التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، سدات فطة، أن "المعطيات المتوفرة حاليا في الساحة الوطنية لا تكفي لتحليل توقعات الدخول الاجتماعي المرتقب"، وأضافت: "مؤخرا لا حظنا عدم انسجام وتشتت في هرم السلطة وتداول أخبار عن قرارات حكومية وأخرى سياسية، لكن هذا الوضع لا يساعد على إجراء تحليل وقراءة صحيحة للمستقبل".

واعتبرت النائب سدات أن "الدخول الاجتماعي من جانب نواب البرلمان يرتبط بأجندة عمل في الهيئة التشريعية، خصوصا مناقشة قانون المالية لسنة 2018"، مضيفة: "هناك عمل معتبر ينتظر النواب في الغرفة السفلى للبرلمان بإحالة عدة مشاريع قوانين لقطاعات المالية والداخلية والعدل والتجارة، وهذا شيء طبيعي وعادي".

وعادت البرلمانية سدات للتعليق على توقعات الوضع الحالي للبلاد بقولها: "المشكل الأساسي مطروح في الفوضى التي خلفتها المستجدات الأخيرة في الساحة مع التعديل الحكومي وقرارات حكومة تبون وما يثار حولها من تشتت وعدم انسجام في هرم السلطة، وهذا ما يؤثر في تهدئة الدخول الاجتماعي".

وعن قلة النشاط السياسي للأحزاب وتأثيراته على نشاط البرلمان، قالت النائب سدات: "الأرسيدي لا يمر بفترة ركود سياسي بالتزامن مع موسم الصيف، بل هناك عمل مكثف في القاعدة والقيادة المركزية لتحضير الانتخابات المقبلة"، وأضافت: "في كل يوم لدينا نشاط حزبي داخلي يتعلق بتحضير القوائم وتنشيط القاعدة وتحضير الجامعة الصيفية للشباب المرتقبة من 14 إلى 16 سبتمبر المقبل"، مضيفة: "المحليات لها أهمية بالغة في تسيير الشؤون المحلية للمواطنين وفي مسار الحزب لتحقيق نتائج إيجابية في الانتخابات". وبخصوص حوار الحكومة الاجتماعي مع الفاعلين، ختمت النائب عن الأرسيدي بقولها: "بالنسبة لنا فالدخول الاجتماعي والمشاكل اليومية الضرورية للمواطنين أكثر استعجالا وأهم من مسألة الحوار التي أطلقها الوزير الأول ولا نعلم أي حيثيات حولها".

 

الأرندي: البرلمان سيعمل مع الحكومة لإيجاد الحلول وليس وضع العراقيل والنقد 

 

ومن جانبه، قال رئيس المجموعة البرلمانية للتجمع الوطني الديمقراطي، بلعباس بلعباس، أن "الملفات المطروحة حاليا أمام الحكومة عادية وهي تحتاج إلى تكاثف بين الجهاز التشريعي والتنفيذي والأحزاب والفاعلين الاجتماعيين والاقتصاديين لتجاوزها، على غرار الدخول الاجتماعي والانتخابات المحلية ومشروع قانون المالية لسنة 2018"، وأضاف: "فيما يخص تحضير الانتخابات فالحكومة تنحصر مهامها في التحضير المادي وتوفير الجانب اللوجيستيكي للعملية وتسييرها، أما الباقي فمن مهام الأحزاب تنشيط وتعبئة المواطن وتحسيسه بالانتخابات"، مضيفا: "على الأحزاب أن تدعم مساعي الحكومة في إنجاح الموعد الانتخابي لأن هذا دورها الأساسي في تحسيس المواطن وليس لتنفيره عبر النقد غير البناء".

معتبرا في السياق ذاته "الوضع المتأزم للاقتصاد الوطني بحاجة إلى اقتراحات بديلة وتكاثف للجهود وليس النقد والمعارضة فقط، فالنقائص موجودة في كل بلد لكن الحلول هي مسؤولية الجميع"، مضيفا: "المشاكل الناجمة عن أزمة انخفاض أسعار البترول حدثت في كل البلدان المنتجة وليس الجزائر فقط، فعلى الجميع حكومة وبرلمانا وأحزابا ومواطنين المشاركة في الحلول وليس الاكتفاء بالنقد".

ومن جهة أخرى، قال النائب بلعباس "البرلمان مع الدخول المقبل ينتظر مشروع قانون المالية لسنة 2018 لإبداء اقتراحاته ومساعدة الحكومة على إيجاد الحلول لأزمة الاقتصاد الوطني والبحث عن موارد أخرى والتعامل بإيجابية مع نية الحكومة"، مضيفا: "نحن نشجع أي حوار أو نقاش يأتي بآراء وحلول بديلة لمعاجلة النقائص، وهذا ما نرجوه من الحوار الاجتماعي للحكومة والثلاثية المقبلة".

وعن نشاط الأحزاب تمهيدا لافتتاح الدورة العادية للبرلمان، قال النائب عن الأرندي "الحزب يقوم بنشاطات ميدانية مع المواطنين للاطلاع على توجهاتهم خلال المحليات وتعبئتهم للاستحقاق"، مضيفا: "نحن نتعامل بأسلوب حذر وتوعية للمواطن وإطلاعه على الحقيقة وليس الإفراط في الوعود دون التزامات".

 

البناء: ندعو الحكومة لاتخاذ إجراءات اجتماعية عاجلة لتخفيف الضغط على المواطن

 

أما حركة البناء الوطني، فدعت حكومة تبون إلى "اتخاذ إجراءات اجتماعية مستعجلة لتخفيف الضغط على المواطن، خصوصا أن الدخول الاجتماعي يأتي متزامنا مع عيد الأضحى والدخول المدرسي".

وقال نائب رئيس حركة البناء الوطني، أحمد الدان، أن "المطلوب حاليا هو اتخاذ إجراءات اجتماعية عبر مراقبة ودعم أسعار الأضاحي ودعم اجتماعي للمحفظة المدرسية والكتاب، وتخفيف العبء على المواطن الجزائري". وأضاف: "هذه الأعباء تزيد من الضغط على المواطن وهي ليست في صالح أي إجراء آخر تقوم به الحكومة، وكذلك قبل الحوار الاجتماعي الذي دعت إليه".

واعتبر الدان أن "من أولويات الحكومة كذلك إيقاف التشنج الحاصل بينها وبين رجال المال والتحسيس بالأخطار المحيطة بالبلد والتأكيد على تحقيق الانسجام الاجتماعي وتفعيله".

وفي نقطة ثانية، قال الدان "مع الدخول الاجتماعي المقبل وتزامنه مع عرض مشروع قانون المالية لسنة 2018، على الحكومة تقوية الجبهة الداخلية سياسيا بجرعة ثقة"، مفصلا: "جرعة الثقة تتطلب نزاهة الانتخابات المحلية لأن الثقة المفقودة هي العامل الرئيسي نحو أمل حقيقي لإصلاح شامل".

وعن البرود السياسي الحالي تزامنا مع موسم الصيف وتأثيره على الدخول الاجتماعي والدورة العادية للبرلمان، قال الدان "صحيح هناك برود سياسي لكن أتوقع عودة النشاط مع تحضير الانتخابات، لأن الأمر يتعلق بتقوية الجبهة الوطنية وليس مجرد منافسة انتخابية".

يونس. ل

 

من نفس القسم الحدث