الوطن

الجزائريون على موعد مع دخول اجتماعي ملّغم ؟!

احتقان بالعديد من القطاعات وأزمات مطروحة وملفات تحمل المفاجئات في الأفق

يبدو أن الدخول الاجتماعي هذه السنة لن يكون هادئا كما وعد به الوزير الأول عبد المجيد تبون حيث تعرف العديد من القطاعات حالة من الاحتقان في حين لا تزال العديد من الازمات مطروحة بالساحة الاقتصادية مع استمرار نفس التدهور في الوضع الاجتماعي للسواد الأعظم للعمال الجزائريين تزامنا مع بدء المشاورات حول إلغاء الدعم على مستوى الطبقة السياسية وقرب الكشف عن مشروع قانون المالية 2018 ما قد يجعل هذا الدخول الاجتماعي يحمل العديد من المفاجئات.

يحيط بالدخول الاجتماعي هذه السنة ظروف استثنائية حيث تعرف بعض القطاعات حالة من الاحتقان على رأساها قطاع الصحة وما يعرفه من اضطراب بسبب قضية وفاة المرأة الحامل وجنينها بالجلفة وما تبعت هذه القضية من تطورات وإضرابات واحتجاجات وحتي استقالات جماعية للسلك الطبي والذي يطالب بحماية وتكفل من الوزارة الوصية مهددا بدخول اجتماعي ساخن، كما يعرف قطاع التجارة هو الاخر نوع من الاضطرابات بسبب القرارات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة بخصوص تقليل فاتورة الاستيراد وفرض الرخص على قائمة طويلة من المنتجات الأمر الذي قد يخلق أزمات في السوق مع بداية الدخول الاجتماعي، من جانب اخر وتزامنا مع الدخول الاجتماعي  فان المعطيات على الساحة الاقتصادية لا تزال غير مريحة فأسعار النفط لا تزال في مستويات غير مطمئنة في وقت يعرف فيه احتياطي الصرف مزيدا من التأكل ولم يظهر لإجراءات الحكومة اثر كبير على ارض الواقع ما قد يجعل الوضع يحتمل العديد من المفاجأت التي قد لا تكون سارة بالنسبة للمواطن خاصة مع اقتراب الكشف عن مشروع قانون المالية لـ2018 وبدء مشاورات ألغاء الدعم الذي تنوي الحكومة المضي فيه مع الطبقة السياسية ، هذا ويطبع الدخول الاجتماعي هذه السنة أيضا وضع اجتماعي صعب أين تعرف القدرة الشرائية لأغلب الجزائريين تدهور كبير بعد موجة الغلاء التي استنزفت جيوب المواطنين منذ رمضان وصولا لعيد الفطر وبعدها موسم الاصطياف الذين حرم فيه العديد من المواطنين من العطلة فقط بسبب ضعف قدرتهم الشرائية ليكون عيد الأضحى والدخول المدرسي بعد اسبوعيين القشة التي ستقسم ظهر البعير.

من جهة أخرى فان برنامج الرحلة المبرمجة مباشرة بعد الدخول المدرسي والتي أعلنت عنه مصالح ولاية الجزائر يبقي محل تطلعات من طرف العديد من العائلات بالعاصمة في الوقت الذي بدأ فيه المسؤولون المحليون في التحضير للاستحقاقات المحلية المقبلة.  للإشارة فأن الوزير الأول عبد المجيد تبون كان قد طمأن منذ أسابيع أن الدخول الاجتماعي المقبل سيكون "هادئا ودون مشاكل"، خلافا لما يروج له البعض بمحاولة تشويه صورة الجزائر ووضعيتها المالية قائلا: "عكس ما يقول البعض، فان الدخول الاجتماعي القادم سيكون هادئا ودون مشاكل"، مضيفا أن هناك أشخاصا يسعون إلى "تسويد" الوضع للمواطن الجزائري وجعله يعيش "قلقا وهميا" غير ان الوضع حاليا لا يحتاج لمجرد تصريحات فقط وانما إجراءات تضمن الدخول الاجتماعي الهادئ بما أن الظروف اختلفت في الأيام الماضية عما كانت عليه عند تصريح الوزير.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن