الحدث

تحركات مشبوهة للفرنسيين في الساحل هدفها ضرب مصلحة الصحراويين

خبراء يحذرون من الاستسلام للخيار العسكري

نهب المغرب للثروات الصحراوية يعد انتهاكا للمبادئ التي حددتها الأمم المتحدة

  

أكدا الخبير الأمني أحمد ميزاب وجود تحركات مشبوهة للفرنسيين في الساحل وفي الصحراء الغربية لضرب مصلحة الصحراويين، تقربا من حليفها المغربي الذي ينبغي مواجهته ضمن ما تقتضيه الظروف الحالية والتوازنات الدولية.

طالب أحمد ميزاب، خلال مداخلة له في إطار الجامعة الصيفية الخاصة بإطارات جبهة البوليساريو في بومرداس، أمس، الصحراويين بضرورة سد الطريق أمام المغرب في استنزاف الثروات أو اللجوء إلى إغراق المنطقة بالحشيش في حرب حقيقية غير معلنة، وهو الملف الهامشي المفتعل الذي يرهق القضية الصحراوية، مشيرا أن معركة الثروات المستنزفة هي التي ينبغي التركيز عليها في هذا التوقيت بالذات، لأنها كفيلة بجر المغرب إلى طاولة المفاوضات أو إلزامه بالتخلي عنها، وهو ما يتنافى وذهنية المستعمر الذي يحلل لنفسه الاستيلاء على خيرات حتى ولو لم يملك حق السيادة عليها.

هذا ودعا ميزاب إلى ضرورة التحول إلى القوة الناعمة في نضال الصحراويين ضد الاحتلال المغربي، في ظل المعطيات الدولية التي تمهد للخيار العسكري ضمن الفصل السابع من وثيقة مجلس الأمن، وهو الحل الذي تتجنبه الجزائر التي تتوجس من العمل الاستخباراتي والعسكري الذي يحضر له على الساحل ضمن مخطط استبقته موريتانيا بغلق حدودها تحت مسمى محاربة الإرهاب.

 وفي هذا السياق، حذر المتحدث من الاستسلام للخيار العسكري الذي يعجل بتنفيذ البند السابع من وثيقة مجلس الأمن، مؤكدا وجود تحركات مشبوهة للفرنسيين في الساحل وفي الصحراء الغربية لضرب مصلحة الصحراويين تقربا من حليفها المغربي الذي ينبغي مواجهته ضمن ما تقتضيه الظروف الحالية والتوازنات الدولية، وهذا في أعقاب نتائج أحداث الربيع العربي التي أضحت تستبيح التحرشات الدولية، داعيا إلى تفعيل القوة الناعمة المطلوبة وبقوة لتسيير هذه المرحلة من خلال استغلال الوسائط التكنولوجية كحق مشروع للضغط على المجتمع الدولي، والعمل على كسب الرهانات المطلوبة خاصة على المستوى الدبلوماسي لمنع المغرب من اتباع سياسته في المناورة واللعب على الهوامش، موضحا أن أهم معركتين ينبغي كسبهما هما معركة حقوق الإنسان وكذا معركة الثروات المستنزفة.

 

"نهب المغرب للثروات الصحراوية يعد انتهاكا للمبادئ التي حددتها الأمم المتحدة"

 

في حين أكد أن استغلال المغرب للثروات الطبيعية الصحراوية بطريقة غير شرعية هو انتهاك للمبادئ التي حددتها الأمم المتحدة المتعلقة بحق الشعوب في استغلال ثرواتها أو الموافقة عليها. وأضاف الأستاذ بجامعة الجزائر خلال محاضرته، أن سد الطريق أمام المغرب في استغلاله للثروات الطبيعية سيساهم في إيجاد حل للقضية، وهذا يتطلب تحريك الآلة الدبلوماسية الصحراوية والاكتساح الشامل في التعريف بقضية الشعب الصحراوي. 

وأضاف أن هناك رهانات يجب على الطرف الصحراوي العمل بها بغية تسريع الحل، في ظل التغيرات الجيواستراتيجية التي يعرفها العالم، وهي تحريك الآلة الدبلوماسية وتكثيف نشاطها، ممارسة الدبلوماسية على القوى الناعمة، العمل على تحويل وجهة الأمم المتحدة من وجهة عملية إلى فعلية، استثمار الوضع الذي يعيشه المغرب.

ومن جهة أخرى، اعتبر المحاضر انضمام المغرب إلى الأسرة الإفريقية (الاتحاد الإفريقي) انتصارا للقضية لأنه سيفرض عليه احترام المبادئ الأساسية والتي من ضمنها احترام الحدود الموروثة عن الاستعمار، كما أشار إلى أن تنامي الجريمة المنظمة وتجارة المخدرات والجماعات الإرهابية أصبح يفرض على المجتمع الدولي إيجاد حل سريع للقضية تجنبا لانفجار المنطقة.

أمال. ط

 

من نفس القسم الحدث