الوطن

العملات الأجنبية تلتهب بالسكوار ومنحة "العار" مفقودة بالبنوك !!

السوق الموازية تبقى ملاذ الباحثين عن الأورو والدولار

الخبير بوجمعة: مشكل ندرة السيولة بالعملة الصعبة بالبنوك مفتعل

 

تعيش أسواق العملة الصعبة هذه الأيام صدمة حقيقية بعدما ارتفعت أسعار الأورو والدولار لمستويات قياسية تزامنا مع موسم الحج والاصطياف في وقت سجلت المنحة السياحة في البنوك ندرة حقيقية أين ترفض أغلب البنوك منح هذ الأخيرة بحجة عدم توفر السيولة لتبقي سوق السكوار ونظيراتها في ولايات أخرى الملاذ الوحيد.

وجد الحجاج الجزائريون الذين غادروا ارض الوطن واولائك الذين يحضرون للسفر أنفسهم مضطرين لاقتناء العملة الأجنبية من السوق السوداء بأسعار خيالية فاقت كل التوقعات حيث تعرف العملات ارتفاعا رهيبا تزامنا مع موسوم الحج وكذا موسوم الاصطياف، وواصل أمس، سعر الاورو ارتفاعه في السوق السوداء السكوار ليصل 196 دينار، بعد ما شهد هذا الأخير توافد عدد كبير من الحجاج وحتى المغتربين لاقتناء مستحقاتهم من الأورو والدولار، في حين بلغ سعر الدولار حدود 172 دينارا لـ1 دولار وقد أرجع بعض المحللون هذا الارتفاع لكثرة الأقبال على اقتناء العملة الصعبة حيث يعرف السكوار هذه الأيام حركية كبيرة خاصة في ظل غياب مكاتب صرف العملة بالرغم من الوعود التي قدمتها الحكومة لإيجاد حلول لهذا المشكل، الأمر الذي جعل من السوق الموازي المنفذ الوحيد للباحثين عن العملة الصعبة. وعلى مستوى البنوك فقد عرفت العملات الأجنبية هي الأخرى ارتفاعا في السعر مقابل مزيد من الانهيار للعملة الوطنية أين كشف بنك الجزائر، عن تسجيل تراجع في سعر صرف الدينار مقابل العملة الأوروبية الموحدة الاورو في التداولات الرسمية، لتؤكد على المنحى التنازلي الذي تعرفه قيمة العملة الوطنية في التعاملات الرسمية والموازية على السواء.

وكشفت آخر تداولات الدينار الجزائري رسميا لدى بنك الجزائر عن بلوغ مستوى 128.1045 دينار للأورو لدى البيع و128.0542 دينار جزائري لدى الشراء، ويعد مستوى قياسي جديد تبلغه العملة الوطنية مقابل العملة الأوروبية الموحدة، بينما بلغ سعر صرف الدينار مقابل الدولار 108.5723 لدى البيع و108.5573 لدى الشراء.

من جهة أخرى وفيما يخص المنحة السياحية التي تصرف على مستوى البنوك فان هذه الأخيرة تعرف ندرة كبيرة فاغلب البنوك لا تقوم بصرفها بحجة غياب السيولة المالية الأمر الذي حرم الجزائريين من منحة تعد أن توفرت مهزلة فمبالك أن لم تتمكن البنوك حتى من توفيرها. وقد عبر العديد من الجزائريين الذين تقدموا لطلب هذه المنحة عن إستئياهم مؤكدين أن أغلب البنوك أصبحت ترفض الطلبات وهناك من البنوك من لا توفر حتى الوثائق التي يجب ملؤها للحصول على هذه الأخيرة في حين هناك بنوك يجب الانتظار لأزيد من 15 يوم للحصول على الـ 130 أورو تلك وهناك بنوك من تطالب بملف كامل لأثبات احقية الطالب في المنحة ليبقي الحل الوحيد هو التعامل مع السوق الموازية. 

 

الخبير بوجمعة: مشكل ندرة السيولة بالعملة الصعبة بالبنوك مفتعل!

 

وفي هذا الصدد أكد امس الخبير الاقتصادي رشيد بوجمعة لـ"الرائد" أن أسعار العملات الأجنبية تخضع للعرض والطلب غير أنه لم يخفي أن ضعف منحة السياحة “القانونية” المقدمة من طرف “بنك الجزائر”، للراغبين في الخروج من الوطن، سواء للعمل أو للسياحة، أو لتأدية المناسك والشعائر الدينية، والمقدرة بـ115 أورو، لها الأثر البالغ في لهيب الدوفيز، على اعتبار أن المبلغ حاليا، لا يسد أدنى حاجيات المسافر الجزائري فمبالك ان كانت هذه المنحة مفقودة بالبنوك يضيف بوجمعة الذي قال أن مشكل ندرة السيولة بالعملة الصعبة هو مفتعل والعملة الصعبة متوفرة بما ان المنحة ليست بالمبلغ الخالي غير أن البنوك يرفضون منحها لعدة أسباب ما جعل المشكل دائم وليس ظرفي، وعن المطالب التي دائما ما ترفع بخصوص رفع المنحة السياحية لحدود الألفي أورو قال بوجمعة أنه حتي وان تم رفع المنحة السياحية فأن ذلك لا يمكن القضاء نهائيا على أسواق العملة الصعبة.  مشيرا أن الحكومة تتخوف من رفع هذه المنحة التي لا تكفي لقضاء الحاجة في الخارج، لأن بلادنا لا تملك اقتصادا حقيقيا كون التبعية للمحروقات بنسبة 98 بالمئة، إضافة إلى أن أزيد من 70 من الاحتياجات تجلب من الخارج، ما يصعب عليها التحكم في قيمة الدينار.

س. زموش
 

من نفس القسم الوطن