الحدث

"أزمة الأفافاس تؤكد أن العلاقة بين المجلس الرئاسي والسكرتير الأول غير طبيعية"

المحلل السياسي، أرزقي فراد، لـ"الرائد":

القيادة الجماعية لحزب الدا الحسين "فكرة ستالينية" لا تنسجم مع الأعراف الديمقراطية

 

أرجع المحلل السياسي، أرزقي فراد، استقالة السكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية إلى جانبين، أولهما "إجراء قانوني سليم" وآخر "تنظيمي سياسي غير معقول". وقال الأستاذ فراد: "منذ المؤتمر الأخير لحزب الدا الحسين في 2013 شهدنا أربع حالات بين استقالة وإقالة للسكرتير الأول للأفافاس، وهذه علاقة غير طبيعية وأمر غير معقول". وعن مبادرة الإجماع الوطني التي طرحها الحزب سنة 2014، قال فراد: "لا أتحدث عن مضمون وتأثيرات الاستقالات على المبادرة، لكن الواضح أن الوضع الحالي للبلاد يتطلب اتحاد المعارضة في مبادرة واحدة".

ذكر المحلل السياسي، أرزقي فراد، في تصريح ليومية "الرائد"، أمس، أن "استقالة السكرتير الأول للأفافاس عبد المالك بوشافة لها جانبان أحدهما قانوني وهو إجراء سليم وفق القانون الأساسي للحزب والنظام الداخلي"، مفصلا: "الاستقالة أمر عادي وسليم ضمن قوانين الأفافاس، لأن السكرتير الأول للحزب يتم تعيينه من المجلس الرئاسي ولا ينتخب"، مضيفا: "التغيير الذي حصل حاليا وقبله في منصب الأمين الأول ينسجم مع القوانين المسيرة للحزب ومن حق المجلس الرئاسي عزله"، أما الجانب الثاني فهو تنظيمي سياسي، ويتعلق، حسب فراد، بالعلاقة بين المجلس الرئاسي للأفافاس والأمين الأول. وأضاف: "الملاحظ أن هناك تشاؤما في حصيلة السكرتير الأول بوشافة، لذلك تمت إقالته أو دفعه للاستقالة قبل أن يتم عهدته المحددة بعامين"، مضيفا: "الواضح أن العلاقة بين المجلس الرئاسي الذي عينه المؤتمر الأخير وبين الأمين الأول للحزب غير طبيعية، وإلا كيف نفسر تداول أربعة أمناء في ظرف 4 سنوات فقط باعتبار أن العهدة محددة بعامين اثنين".

واعتبر فراد أن "منصب السكرتير الأول للأفافاس صار بعد رحيل الزعيم التاريخي للحزب حسين أيت أحمد مجرد منصب إداري ولا يملك أية صلاحيات محددة وواضحة"، مضيفا: "بناء على المعطيات يظهر أن الأمين الأول لا يملك أي سلطة على المجلس الرئاسي، وهذا يفسر تداول أربعة أمناء في ظرف وجيز"، مفصلا: "القاعدة تقول أن الفشل في الحصيلة هو الدافع وراء الإقالة أو الاستقالة، لكن كل الأمناء السابقين تمت إقالتهم قبل إتمام عهدتهم"، مشيرا إلى استقالة كريم طابو وأحمد بطاطاش ثم إقالة محمد نبو وأخيرا استقالة عبد المالك بوشافة، مفسرا الوضع بأن "العلاقة غير طبيعية بين المجلس الرئاسي والأمين الأول للحزب، وأن الأخير يشعر بالتضييق وحصر الصلاحيات وعدم وضوحها".

وفي سؤال عن توقيت الاستقالة قبل شهر واحد عن المحليات و8 أشهر عن المؤتمر المرتقب شهر ماي القادم، قال المحلل السياسي أرزقي فراد "يجب إعادة النظر في قيادة الحزب وانتخاب رئيس جديد خلفا للزعيم حسين أيت أحمد وفق التقاليد الديمقراطية"، وأضاف: "تجربة الأفافاس في القيادة الجماعية فريدة من نوعها وهي إساءة لرصيد الحزب وفكرة ستالينية ضد التقاليد والثقافة الديمقراطية"، مضيفا: "على المؤتمر المقبل إعادة الحزب إلى الحالة الطبيعية وانتخاب أمين عام أو رئيس للحزب لعهدة كاملة ومحاسبته بأي وسيلة". وعن تأثيرات الأوضاع الداخلية للحزب على مبادرة الإجماع الوطني التي يقودها منذ سنة 2014، قال الناشط السياسي: "ليس لدي تعليق على مضمون المبادرة وشكلها، لكن الوضع الحالي للبلاد يقتضي توحيد المعارضة في مبادرة واحدة تشمل كل الآراء والتوجهات"، مختتما: "تعدد المبادرات من قيم الديمقراطية، لكن التشتت لا يخدم القوى السياسية ولا يقدم شيئا للخروج من الأزمة التي تعيشها البلاد".

يونس. ل

 

من نفس القسم الحدث