الحدث

"الاستفزازات المغربية في حق الصحراويين كفيلة بخلق بؤرة توتر جديدة"

تقديرات الخبراء تحذر من خطورتها في ظل وضع أمني متوتر بالساحل وتؤكد:

الجزائر مرتاحة من حدودها مع الصحراء الغربية عكس الحدود الأخرى

البوليساريو يدعو لمضاعفة الجهود لكسب معركة الرأي العام

  

تشير تقديرات خبراء أن الاستفزازات المغربية في حق الصحراويين كفيلة بخلق بؤرة توتر، المنطقة ككل في غنى عنها، خاصة مع الأزمات الأمنية والسياسية في دول جارة، وأشارت ذات التقديرات إلى أن الجزائر مرتاحة تماما من جانب حدودها مع الصحراء الغربية عكس الحدود الأخرى التي تدهورت أكثر بالتدخل الأجنبي.

دق الخبير في القانون الدولي، بوجمعة صويلح، ناقوس الخطر نتيجة التصعيد الذي من الممكن أن يعمد إليه الصحراويون نتيجة الضغط المسجل من المملكة المغربية عليهم، والانتهاكات التي أضحت تمارسها في غياب الردع الدولي، مشيرا أن الجزائر ترفض اللجوء إلى الحسم العسكري تجنبا لانزياح مجلس الأمن إلى الفصل السابع الذي يسمح له بالتدخل العسكري وبالتالي إشعال المنطقة ككل.

قال بوجمعة صويلح، خلال مداخلة له بمناسبة مشاركته في الجامعة الصيفية الخاصة بطلبة الصحراء الغربية المقامة في بومرداس، أمس، أن الاستفزازات المغربية في حق الصحراويين كفيلة بخلق بؤرة توتر، المنطقة ككل في غنى عنها خاصة مع الأزمات الأمنية والسياسية في دول جارة، مستدركا يقول أن الجزائر مرتاحة تماما من جانب حدودها مع الصحراء الغربية عكس الحدود الأخرى التي تدهورت أكثر بالتدخل الأجنبي.

كما تحدث الخبير بوجمعة عن المسؤوليات الأممية إزاء شعب يتعرض لمختلف أنواع الظلم، قائلا أن مجمل الانتهاكات المرتكبة من طرف المغرب لم ترافقها عقوبات تذكر، ومنها جدار العار الذي شاركت في تشييده كل من الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية، وتسبب إلى الآن في قتل الكثيرين خاصة بسبب الألغام المزروعة، كما فصل الأهل والأقارب وكرر استراتيجية خط شارل وموريس في عز عصر التحرر.

بالمقابل، حذر ذات الخبير من أي تصعيد صحراوي غير مدروس وعدم الاستسلام للاستفزازات المغربية التي قد تسرع بإشعال المنطقة أكثر، من خلال التعجيل بتنفيذ الفصل السابع من بنود مجلس الأمن والتي تخول له إيفاد حلف الناتو للفصل في الصراع. وأشار هنا في المقابل إلى أن هذا لا يعني الاكتفاء بمناشدة المنابر الأقرب فيها إلى الطلب والتوسل بل خلق آليات نضال جديدة تواكب التطورات وتضعف الموقف المغربي أكثر.

من جهته، أكد المستشار بوزارة الخارجية الصحراوية، سيدي محمد عمار، أن دعم المغرب للجماعات الإرهابية وتمويله للجريمة المنظمة في منطقة الساحل والصحراء يشكل تهديدا للأمن الإقليمي في المنطقة. واستعرض سيدي محمد عمار أمام المشاركين في الجامعة الصيفية لأطر الدولة الصحراوية في طبعتها الثامنة، التهديدات الإقليمية في منطقة الساحل والصحراء في محاضرة قدمها بعنوان الإرهاب والتطرف في المنطقة.

واعتبر المحاضر أن التهديد الأمني الأكثر في منطقة الساحل والصحراء هو تنامي الجريمة المنظمة التي تغذي الجماعات الإرهابية، مبرزا أهم الجماعات الإرهابية الناشطة في منطقة الساحل كجماعة الجهاد والتوحيد، تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، مضيفا أنه وبعد تحريم الفدية أصبح الممول الأول لهذه الجماعات هو تجارة المخدرات التي يغرق بها النظام المغربي المنطقة.

وأكد سيدي محمد عمار أن إغراق المنطقة بالمخدرات يعد النشاط الأكثر مردودية في الوقت الحاضر للجماعات الإرهابية التي تنشط في منطقة الساحل والصحراء.

إلى ذلك، كانت الوكالة الأوروبية لإدارة التعاون العملياتي قد نشرت في تقرير سابق لها أن المغرب يشكل منفذا لتهريب المخدرات باتجاه أوروبا، وهو ما يوضح العلاقة بين تهريب المخدرات وتمويل الجماعات الإرهابية.

وأوضح الدكتور والدبلوماسي الصحراوي سيدي محمد عمار خلال محاضرته حول جدار الاحتلال والالغام بالصحراء الغربية، حيث كانت فرصة للحضور من أجل الوقوف أكثر على مجموعة من الحقائق المرتبطة بجدار الاحتلال وما يحتويه من الغام مزروعة بشكل عشوائي تهدد حياة الصحراويين وممتلكاتهم.

المحاضر وبعد تقديمه لتفصيل تاريخي عن الجدار وفكرة بنائه ومراحل ذلك، تناول مجموعة من اثاره خاصة من النواحي القانونية والسياسية والاقتصادية على اعتبار بأن الجدار كسجم غير طبيعي تم بنائه من طرف الاحتلال المغربي كأسلوب لترسيخ التقسيم كواقع والعمل على الاستعانة به لتأمين الاستنزاف اليومي والخطير لخيرات وثروات الشعب الصحراوي، اضافة إلى الاحتماء به من طرف الضباط المغاربة ضمن تجارتهم الغير شرعية في المخدرات والبشر.

وتحدث عن هذا الموضوع مسلطا الضوء على خطر الألغام المزروعة من طرف الاحتلال المغربي على طول الجدار الصحراوي والتي تتجاوز 7 ملايين لغم خلفت العديد من الضحايا في صفوف المدنيين الصحراويين وممتلكاهم، مذكرا في هذا الإطار بالجهود المبذولة من طرف الدولة الصحراوية لمحاربة خطر الألغام، وفي ختام محاضرته لم يفوت سيدي محمد عمار الفرصة دون التذكير والتأكيد على أن جدار الاحتلال المغربي المبني على طول 2700 كلم هو عقبة تقف أمام ممارسة حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وجريمة ضد الإنسانية.

أمال. ط

 

من نفس القسم الحدث