الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
• مجاهد: مواقف الجزائر من أزمة الخليج والملف الليبي "مشرفة" و"ناضجة"
• رزاقي: الدبلوماسية الجزائرية تستطيع دفع أطراف أزمة الخليج إلى الحوار
• النائب شنين: الجزائر تدفع بالعمل العربي المشترك لمواجهة المخاطر المحدقة بالمنطقة
يقوم عبد القادر مساهل، منذ الأسبوع الفارط، بجولة دبلوماسية في الشرق الأوسط، انتهت أمس صبت في مجملها في دعم الجهود الدولية للدفع بأزمة الخليج نحو الحل، وتأتي جولة مساهل وتكثيف تحركات الدبلوماسية الجزائرية في الأزمات التي تشهدها المنطقة، في وقت "تعرف الجامعة العربية ركودا وتعطلا"، وفق المحلل السياسي عبد العزيز مجاهد، كما ترمي الجزائر من وراء الخطوة إلى تقوية مواقفها دوليا وتوضيح وجهات نظرها من الأزمات "لتعزيز دورها الإقليمي وتغليب لغة الحوار سبيلا لحلة الأزمات، على غرار الأزمة الخليجية والملف الليبي"، وهذا ما ذهب إليه المحلل عبد العالي رزاقي بقوله: "علاقة الجزائر بدول الخليج ومصر والأطراف المتنازعة في ليبيا تدفعها للعب دور هام وفعال في تغليب لغة الحوار وحل الأزمات"، أما النائب بالمجلس الشعبي الوطني سليمان شنين فقد وضع حراك مساهل في خانة الحراك المتجاوب مع التطورات والاحتياجات المهمة وذات الأولوية في المنطقة العربية عموما، ويأتي كذلك لتعجيل وضع حدّ للأزمات البينية من منطلق أن المنطقة العربية مستهدفة من قوى كبرى ولا يمكنها أن تواجهها بشكل منفصل وحيادي، ومن بين هذه المشاريع مشروع التفكيك وتجزئة الوطن العربي، كما أن الملفات الاقتصادية التي تمر بها عموم المنطقة العربية إلى تنسيق أكبر وتعاون، نجحت الجزائر في بدايته وتحتاج إلى مواصلة الجهد في تثبيته على الطريق الصحيح".
وسألت "الرائد" كلا من المحلل السياسي اللواء المتقاعد عبد العزيز مجاهد، وكذا المحلل السياسي الأستاذ الجامعي في العلوم السياسية عبد العالي رزاقي، والنائب بالبرلمان الأستاذ سليمان شنين حول الثقل الدبلوماسي الذي تلعبه الجزائر في أزمة الخليج وانعكاسات جولة مساهل على دعم مبادرة الكويت للحوار وحل الأزمة، وكذا دور الجزائر الدبلوماسي في الملف الليبي في ظل المستجدات الحالية بالمنقطة.
• مجاهد: مواقف الجزائر من أزمة الخليج والملف الليبي "مشرفة" و"ناضجة"
اعتبر المحلل السياسي اللواء المتقاعد، عبد العزيز مجاهد، أن "مواقف الجزائر من أزمة دول الخليج ناضجة ولم تتغير، بل تعمل على دفع الجميع للحوار والخروج من الأزمة". وأضاف: "الجولة المكوكية لوزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل إلى المشرق العربي كان من المفروض أن تقوم بها الجامعة العربية، لكن الجزائر لم تقف مكتوفة الأيدي إزاء أزمة الأشقاء"، مضيفا: "للأسف الجامعة العربية معطلة وعاطلة والبحث عن حل للأزمة ومخارج بكل الوسائل هو مسعى جميع الدول التي تنشد السلام والأمن في المنطقة، وبينها الجزائر". وأضاف: "حكمة الجزائر ومواقفها وثباتها تؤكد في الماضي وحاليا أن كل أزمة لها حل سياسي عبر تقريب المواقف ووجهات النظر وإزالة العوائق بدلا من تأزيم الوضع والانحياز لطرف على حساب آخر وهذا ما تدعو إليه الجزائر مرارا".
ورجح اللواء المتقاعد مجاهد أن "تثمر جولة مساهل في الدفع إلى حوار جاد بين الأطراف ضمن مبادرة الكويت التي تؤيدها الجزائر وتدعو للتمسك بها".
أما عن التحركات الدبلوماسية في الملف الليبي، فاعتبر المحلل السياسي أن "الموقف الفرنسي من الملف الليبي لا يحرج الجزائر لأنها لم تتورط في تأزيم الوضع ولم تدعم طرفا على حساب طرف آخر، وفرنسا هي التي خلقت الأزمة وعمقتها، وهي من عليها أن تخجل". وأضاف: "دور الجزائر واضح ومشهود له في الملف الليبي، وهي الدولة الوحيدة التي استقبلت كل الأطراف المتنازعة ودعت للحوار، وهذه ليست جديدة على بلادنا"، مضيفا: "الجزائر لم تتخل عن دورها الدبلوماسي في أزمات المنطقة في تاريخها، والدليل رعايتها وثقلها الدبلوماسي في كل الأزمات، على غرار الحوار المالي المالي والحوار الليبي الليبي والحوار العراقي الإيراني والحوار اليمني اليمني"، معلقا: "لا يمكن للجزائر أن تكون محرجة إزاء أي أزمة في المنطقة، فمواقفها ثابتة وراسخة وتسودها الحكمة"، مختتما كلامه معنا بالتأكيد على أن "الدبلوماسية الجزائرية تنادي وتدعو في كل مناسبة إلى تغليب لغة الحوار كحل للأزمة والحفاظ على دولة ليبيا والشعب الليبي، وهذا ليس غريبا عن الجزائر".
• رزاقي: الدبلوماسية الجزائرية تستطيع دفع أطراف أزمة الخليج إلى الحوار
من جهته، ذكر المحلل السياسي، عبد العالي رزاقي، أن "الدبلوماسية الجزائرية تستطيع بثقلها الإقليمي والدولي دفع أطراف أزمة الخليج إلى الحوار والتمسك به دون الاصطفاف مع أي طرف". وأضاف: "زيارة مساهل عبرت عنها الرئاسة بتوجيه رسائل من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى نظرائه في المنطقة، أما التحركات الدبلوماسية فهي لتقريب وجهات النظر في إطار مبادرة الكويت لحل الأزمة". واعتبر أن "الجزائر لا تحمل أي مبادرة لحل الأزمة الخليجية بل حتى وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل أكد تمسك الجزائر ودعوتها للحوار ضمن مبادرة الكويت".
وأشار المتحدث في هذا الصدد يقول: "دول أزمة الخليج ومصر وافقت سابقا على جعل الكويت وسيطا لحل الأزمة، والجزائر على غرار باقي الدول تدعم هذه المبادرة". ورجح الأستاذ رزاقي أن "تلجأ الجزائر إلى تحفيز مصر والسعودية والإمارات واليمن على تبني الحوار ضمن مبادرة الكويت باستغلال علاقتها المتينة بهذه الدول"، موضحا: "علاقة الجزائر قوية ومتينة مع اليمن والإمارات ومصر، وقد تدفع هذه العلاقات الثنائية إلى تبني وجهة النظر الجزائرية في التمسك بالحوار وحلحلة الأزمة".
وعلى صعيد الملف الليبي والملف المالي، قال الأستاذ الجامعي عبد العالي رزاقي أن "الجزائر وجدت نفسها في حرج كبير إزاء الموقف الفرنسي الذي ساوى بين قوات حفتر وحكومة السراج"، وأضاف: "التقاليد الدبلوماسية للجزائر معهودة في التعامل مع الدول، وهي تعترف بالحكومات الرسمية وتتحاور معها، لكن مع التوجه الفرنسي الأخير تحاول الجزائر توضيح وجهة نظرها لدى دول المنطقة".
وأضاف: "التحركات الدبلوماسية لمساهل تصب في إطار التقليل من شرعنة قوات حفتر ومساواتها بحكومة السراج، وهذا قصد الدفع بالحوار وحل الأزمة الليبية وتفادي تداعياتها على المنطقة"، مختتما: "التحركات الدبلوماسية للجزائر في الملفات الإقليمية لم تتغير ولا تزال تعمل وفق السياسة المعهودة للجزائر في المنطقة ومبادئها الراسخة، لكن تكثيف التحركات الأخيرة جاء في سياق تعقد الأزمة في الخليج وليبيا".
• النائب شنين: الجزائر تدفع بالعمل العربي المشترك لمواجهة المخاطر المحدقة بالمنطقة
ويقول النائب بالمجلس الشعبي الوطني، سليمان شنين، عن هذا الموضوع أن جولات مساهل تدخل ضمن إطار التشاور والتواصل وتعميق العلاقات الثنائية البينية، أكثر مما تحمل أي نوع من الوساطة أو التوسط بين الأشقاء العرب في الخليج، كما أن هذه الجولات تدخل ضمن توظيف المقاربة الجزائرية في التعاطي مع الملفات الإقليمية وخاصة أزمة ليبيا والجوار الإفريقي، كما تعمل على الاستماع إلى الأشقاء في كيفية التعاطي الجماعي مع مخرجات قمة الرياض بين الدول الإسلامية والولايات المتحدة من جهة، وكذلك قمة العشرين من جهة أخرى التي يبدو أنها أعادت توزيع مناطق النفوذ والهيمنة، كما أقرت ترتيبات جديدة في التعامل مع ملف الإرهاب".
من جهة أخرى، يعتبر المتحدث أن الوقت الآن يفرض ضرورة تحرك الجامعة العربية وتفعيل دورها في هذه الظروف الحساسة والحرجة، وفي ظل الأزمات التي تعرفها العديد من الدول العربية، فالجزائر حريصة على أن تقوم الدول المستقرة بدورها تجاه العمل العربي المشترك".
أما بخصوص الحراك الدبلوماسي الذي بادرت به الجزائر هذه المرة، فيؤكد الأستاذ سليمان شنين أنه جاء ليتجاوب مع التطورات والاحتياجات المهمة وذات الأولوية في المنطقة العربية عموما، ويأتي كذلك لتعجيل وضع حدّ للأزمات البينية من منطلق أن المنطقة العربية مستهدفة من قوى كبرى ولا يمكنها أن تواجهها بشكل منفصل وحيادي، ومن بين هذه المشاريع مشروع التفكيك وتجزئة الوطن العربي، كما أن الملفات الاقتصادية التي تمر بها عموم المنطقة العربية إلى تنسيق أكبر وتعاون، نجحت الجزائر في بدايته وتحتاج إلى مواصلة الجهد في تثبيته على الطريق الصحيح".
يونس. ل