الحدث

سفير واشنطن بالجزائر يشيد بالدور الريادي لها في حفظ الأمن الإقليمي

مستفيدة من تجربتها في مكافحة الإرهاب خلال العشرية السوداء

جون ديروشر يراهن على ملفات الطاقة بدعم الشراكة بين البلدين في المستقبل القريب

 

أشاد السفير الأمريكي الجديد جون ديروشر، بالدور الذي تلعبه الجزائر في المنطقة في الشق المتعلق بمحاربة الإرهاب، وأثنى ممثل الديبلوماسية الأمريكية في الجزائر بأن هذا الدور مكنها اليوم من أن تكون بلدا مصدرا للأمن والسلم والاستقرار في منطقة الساحل كما أصبحت بلدا مصدرا للسلام لجيرانها بالنظر لما بذلته في تشجيع المصالحة السياسية في ليبيا وحث دول الجوار على دعم الاتفاق السياسي، وأبدى خليفة جوان بولاشيك تطلعا للعمل ضمن اختصاصه وصلاحياته إلى دعم هذه السياسة وغيرها بما يخدم مصلحة البلدين سواء في الملفات المتعلقة بالشأن الأمني أو الاقتصادي التي تعتبر تحديا آخر يضاف إلى التحدي الأمني بالنظر إلى الأزمة الاقتصادية التي خلفها انهيار أسعار البترول في العالم منذ سنوات.

أكد مجلس الشيوخ الأمريكي أمس أول تعيين جون ديروشر سفيرا للولايات المتحدة في الجزائر خلفا لجوان بولاشيك، ووافق مجلس الشيوخ الأمريكي على زهاء 65 تعيينا موازاة مع تعيين ديروشر، وأكد السفير الجديد أمام لجنة الشؤون الخارجية للغرفة العليا للبرلمان الأمريكي أن العلاقات بين البلدين تعززت خلال السنوات الأخيرة و"توسعت أكثر"، وذكر ثلاثة محاور رئيسية من برنامجه الخاص بالجزائر، ويتعلق الأمر بتعزيز التعاون الأمني وتطوير التجارة والاستثمار والعمل مع نظرائه الجزائريين.

كما ذكر الدبلوماسي الأمريكي بأن الجزائر وواشنطن عقدا خلال السنوات الأخيرة مشاورات على المستوى الرفيع بمشاركة مؤسسات البلدين مشيرا إلى مختلف دورات الحوار الاستراتيجي والعسكري التي نظمت، وصرح المسؤول الأمريكي أن "ذلك يدل على القيمة التي يوليها البلدين لشراكتهم المتنامية".

وعلى المستوى الأمني سجل ديروشر بأن الجزائر تمكنت من الحفاظ على "الاستقرار" الذي اكتسبته عن جدارة خلال التسعينات "بفضل جهود مكافحة الارهاب والمصالحة الوطنية ومبادرات القضاء على التطرف"، وأضاف أن "الجزائر صدرت مكسب السلام لجيرانها.. أشيد بالجهود التي تبذلها الجزائر لتشجيع المصالحة السياسية في ليبيا وحث البلدان المجاورة على دعم اتفاق سياسي لتسوية الأزمة الليبية".

كما أشاد السفير الجديد بالدور الريادي للجزائر في حفظ الأمن الإقليمي، وأوضح مخاطبا أعضاء هذه اللجنة أن الجزائر "وفرت مساعدة أمنية للبلدان المجاورة على غرار تونس والنيجر"، وقال ديروشر أن الجزائر "بصفتها أكبر بلد في افريقيا يقع في منطقة غير مستقرة يعترف بالتهديد الذي تمثله الاضطرابات الاقليمية على أمنها الداخلي".

وتعد عودة المقاتلين الارهابيين الأجانب من مناطق نزاع على غرار العراق وسوريا والتهريب وجماعات الجريمة المنظمة "تهديدات هامة يريد السفير مكافحتها من خلال تعزيز التعاون الأمني مع الجزائر في المنطقة".

وبخصوص التعاون الاقتصادي سجل السفير استمرار تقدمه خلال السنوات الأخيرة غير أنه اعترف أن استثمارات جديدة أمريكية بالجزائر تبقى " ضرورية"، كما اشار الى أن الجزائر تبقى تمثل " منتج مهم" اقليميا في مجال المحروقات و" ممون هام" بالغاز لأوروبا حيث تحتل المركز العاشر ضمن البلدان المتوفرة على احتياطات كبيرة من الغاز الطبيعي في العالم.

من جهة أخرى صرح ديروشر أنه سيساعد الشركات الامريكية الباحثة عن شراكة مع المؤسسات الجزائرية من أجل تطوير قطاع الطاقة في الجزائر، كما أن توسيع الشراكة بين البلدين سيتعزز خاصة مع إطلاق النموذج الجديد للنمو الاقتصادي من أجل تطوير وتنويع الصناعات المحلية.

وخلال هذا اللقاء أكد السفير الجديد أن تحدي تراجع أسعار البترول الذي تواجهه الحكومة حاليا دفع بالبلد الى " ادخال تغييرات اقتصادية هيكلية وترقية نمو القطاع الخاص وكذا الاستثمار الاجنبي مع إعادة تقييم نظامها الخاص بالدعم ودراسة صيغ جديدة لتمويل الاقتصاد"، وفي نفس الشأن أوضح المتحدث أن حكومتي البلدين عقدتا في أفريل الماضي جلسة محادثات حول الاتفاق المتعلق بالتجارة والاستثمار قصد تحديد وسائل تدعيم العلاقات الاقتصادية الثنائية.

من جهة أخرى أبرز المتدخل الاصلاحات الدستورية التي أدخلت السنة الماضية من أجل تدعيم دولة القانون والحريات، وعليه أكد يقول " أنتظر بشغف كبير فرصة القيام بمهمة فعالة بسفارة الولايات المتحدة بالجزائر من خلال العمل مع الجزائر من أجل تسجيل تقدم في مصالحنا المشتركة".

إكرام. س

 

من نفس القسم الحدث