الحدث

مساهل: لا أحمل أية مبادرة لحل أزمة قطر

سلّم رسالة خطية من الرئيس بوتفليقة إلى السيسي

شكري: لا أطماع لمصر في ليبيا

 

سلّم وزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل، رسالة خطية من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، وصرّح، مساهل، من مصر يقول أنّ الإرهاب يهدّد أمن وسلامة الجزائر ومصر، مشيرا إلى وجود تنسيق بين البلدين لمكافحته والتشاور إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، من جهته قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن بلاده تعمل مع الجزائر لحل الأزمات في سوريا واليمن والعراق، وأضاف شكري أنه بحث مع مساهل سبل تعزيز التواصل بين مصر والجزائر ضد الإرهاب، مؤكدا "تطابق وجهتي النظر المصرية والجزائرية بشأن الملف الليبي"، وتابع الوزير المصري أن بلاده على صلة وثيقة بكافة أطياف الشعب الليبي.

قال عبد القادر مساهل أمس إنه خلال زيارته إلى القاهرة تم بحث سبل تحقيق الاستقرار في المنطقة مع المسؤولين المصريين، لافتا إلى أن المنطقة تعيش أكبر النزاعات في العالم، حسب ما أشار له بيان للخارجية الجزائرية، فإنّ وزير الخارجية الجزائري لدى استقباله من قبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تطرق إلى العلاقات الثنائية بين البلدين والأوضاع الراهنة في المنطقة، وأكد الطرفان خلال هذا اللقاء الذي حضره وزير الخارجية المصري سامح شكري، على مواصلة العمل من أجل تعزيز التعاون بين البلدين بحكم العلاقات الأخوية والتاريخية المتميزة التي تربطهما تحسبا لالتئام اللجنة المشتركة الكبرى.

وشدد مساهل والسيسي، على مواصلة التشاور والتنسيق بين البلدين إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، لا سيما فيما يتعلق بالأزمة الليبية، وذلك من أجل الوصول إلى الحل السياسي التوافقي الشامل المنشود ومكافحة الإرهاب لمواجهة المخاطر والتحديات المفروضة على العالم العربي، مع رفض التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للدول"، وفي الأخير، حمّل السيسي مساهل نقل تحياته وتقديره البالغ للرئيس عبد العزيز بوتفليقة.

إلى ذلك، بحث موفد الجزائر إلى مصر مع نظيره سامح شكري، سبل تحقيق الاستقرار ومواجهة المخاطر والتحديات المفروضة على العالم العربي، وأوضح عبد القادر مساهل أنّ قضية الإرهاب تستوجب تعاملا دوليا شاملا وتنسيق الجهود، وأكد وزير الشؤون الخارجية، أن الجزائر لن تطرح مبادرة لحلحلة أزمة قطر مع الدول الخليجية والعربية، مشددا على أن الجزائر لا تتدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد ولا تقبل أن يتدخل أحد في شؤونها.

وردا على سؤال في المؤتمر الصحفي المشترك مع سامح شكري حول الجولة التي يقوم بها حاليا في المنطقة وما إذا كان يحمل مبادرة لحلحلة أزمة قطر، قال مساهل "لسنا حاملين لأية مبادرة، والجزائر على ثقة بأن المعنيين هم الأقدر على الحل إزاء أي من المشكلات".

وأضاف "إن موقف الجزائر واضح وثابت ويقوم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين ولا نقبل بالتدخل في الشؤون الخاصة بنا".

وفيما يتعلق بأزمة قطر مع الدول الأربعة، أشار مساهل إلى أن "هناك آليات على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، وهناك أفكار بالإضافة إلى الوساطة الكويتية ونحن نباشر ونؤيد الحلول التي تتم على مستوى وطني أو على مستوى الجوار"، وأكد الوزير أنه يحمل عددا من الرسائل للقادة العرب والاستماع لرؤيتهم حول التحديات التي تواجه الدول العربية، موضحا أن الزيارة كانت محطة مهمة، وأن التنسيق والتفاعل موجود بين البلدين.

وبخصوص الأزمة الليبية، أكد وزير الخارجية، عبد القادر مساهل، أن الجزائر مع الحل السياسي في ليبيا، مؤكدا أن الجزائر ومصر وتونس تعمل على التنسيق لحل الأزمة الليبية، وأن مشاورات جرت لإصلاح منظومة العمل العربية، وأن المنطقة العربية تعاني من النزاعات والصراعات الأكبر في المنطقة.

وأضاف أنه: "خلال جلسة المباحثات اتفقنا على إنشاء آلية ما بين وزارتي الداخلية المصرية والجزائرية للتنسيق الأمني"، وتابع: "نعمل على التنسيق بين مصر والجزائر فيما يتعلق بالملف الليبي وخاصة مكافحة الإرهاب"، مشيرا إلى أن "حل الأزمة الليبية لابد أن يكون ليبيا، وننسق ذلك مع مصر وتونس"، وأكد مساهل، أن ليبيا تمتلك القدرات لحل الأزمة الحالية دون تدخلات خارجية.

من جهته، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، على تطابق وجهات النظر بين مصر والجزائر حول الملف الليبي، مشيرا إلى أنه لا أطماع لديهم في ليبيا، وقال شكري "اتفقنا على تعزيز التنسيق بين البلدين وتوفير المعلومات الكافية في الجهود المشتركة لحل الأزمة الليبية وآلية تبادل المعلومات، حتى تكون هناك رؤية واضحة لحل الأزمة".

وتحدث عن مقدار اعتزاز مصر بالعلاقة التاريخية مع الجزائر، والارتباط القوي على المستوى السياسي والشعبي، مشددا على أهمية هذه العلاقة في دعم العمل العربي المشترك، مؤكدا عمق العلاقات التي تربط بين مصر والجزائر، ووجود رغبة مشتركة في وضع آلية لتعزيز العلاقات بين البلدين في شتى المجالات.

وأشار وزير الخارجية المصري، إلى أن التواصل بين الدولتين اقتصاديا من شأنه زيادة فرص نجاحهما في هذا الملف، مشيرا إلى التنسيق المشترك فيما يخص الأزمة الليبية ومواجهة التهديدات الإرهابية، معلقا بالقول: "ليس لمصر أو للجزائر أي أطماع في ليبيا، والهدف الوحيد هو تحقيق الاستقرار للشعب الليبي وتعزيز قدرته على الاستفادة الكاملة من مقدراته".

وأكد وزير خارجية مصر أن مساهل أطلعه على نتائج زيارة رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية، فايز السراج، الأخيرة للجزائر، كما استعرض شكري الجهود التي قامت بها القاهرة لتقريب وجهات النظر ورأب الصدع بين القيادات الليبية. وقال شكري إن الحل السياسي القائم على اتفاق الصخيرات هو الحل الوحيد للأزمة في ليبيا، مشددًا على ضرورة تنسيق المواقف بين مصر والجزائر باعتبارهما دولتي جوار مباشر لليبيا، والأكثر تأثرًا بتدهور الأوضاع فيها، منوهًا بأن استقرار ليبيا هو ضمان لأمن واستقرار البلدين.

ويواصل وزير الخارجية، عبد القادر مساهل جولته إلى بلدان الشرق الأوسط منذ السبت المنقضي، أهمها المملكة العربية السعودية ومصر وسلطنة عمان والبحرين وقطر والكويت والأردن والعراق، محمّلا برسائل من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى ملوك ورؤساء هذه الدول، وبعد السعودية ومصر، سيجري مساهل مع نظراءه سلسلة محادثات تخص سبل تعزيز العلاقات مع الدول المذكورة، والمسائل الإقليمية والدولية، خصوصا الوضع في العالم العربي والأزمات التي تعاني منها ليبيا وسوريا واليمن ومنطقة الخليج، وغادر وزير الخارجية، عبد القادر مساهل، مطار القاهرة الدولي، الأربعاء، متوجهًا إلى سلطنة عُمان، على متن طائرة خاصة، بعد زيارته لمصر والتي استغرقت يومين.

إكرام. س

 

من نفس القسم الحدث