الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
توفي رئيس الحكومة الأسبق، المجاهد رضا مالك، السبت، بعد مرض عضال عن عمر ناهز الـ 86 سنة، وبرحيله يسدل الستار على حياة أحد أبرز السياسيين ورموز ثورة التحرير المباركة، كما يعد الفقيد أحد أبرز محرري ميثاق مؤتمر طرابلس 1962، الذي وضع الأسس الأولى للدولة الجزائرية بعد الاستقلال.
وكان الراحل قد تعرض إلى وعكة صحية قبل أيام ألزمته المستشفى العسكري بعين النعجة بالجزائر العاصمة، وقلّل العضو السابق في المجلس الأعلى للدولة، وأحد الوجوه الثورية خلال مفاوضات إيفيان 1962، من خرجاته منذ سنة 2014، حيث لم يظهر الرئيس السابق لحزب التحالف الوطني الجمهوري سوى نادرا، وآخرها في احتفالات الذكرى الـ 55 لعيدي الاستقلال والشباب.
وخلال رئاسته الحكومة بداية من أوت 1993 إلى غاية أفريل 1994، عاشت الجزائر أصعب مراحلها، حيث عرفت ما يعرف بالأزمة الأمنية الصعبة التي شهدت اغتيالات عديدة لرجال الوطن من عسكريين، أمنيين، مثقفين، صحفيين وكوادر سياسية من قبل الجماعات الإرهابية المسلحة، ويحمله بعض الأطراف مسؤولية تاريخية عن موجة العنف التي عرفتها البلاد في تلك المرحلة بسبب تصريحه الشهير "على الخوف أن يغير موقعه" الذي يعتبره البعض أبرز أداة لموجة من "التجاوزات"، حسبهم، التي حصلت تجاه أبناء التيار الإسلامي خلال تلك المرحلة.
وكان سفير الجزائر الأسبق في واشنطن، الناطق الرسمي للوفد الجزائري في مفاوضات إيفيان، بين شهر ماي 1961 ومارس 1962، وبعد توليه عدة مناصب سامية بين عامي 1962 و1992، عُيّن رئيسا للمجلس الاستشاري الوطني في 26 أفريل 1992، قبل أن يصير عضوا في المجلس الأعلى للدولة في الـ 3 جويلية 1992.
بعدها عيّن رئيسا للحكومة في 21 أوت 1993، خلفا لبلعيد عبد السلام، وهو منصب استمر فيه إلى غاية 11 أفريل 1994، ويعتبر الراحل من مواليد 21 ديسمبر 1931 بمدينة باتنة-شرق، حاصل على شهادتي ليسانس في "الآداب" و"فلسفة" بجامعتي الجزائر وباريس، كما أنّه من الرعيل الأول من الشباب الذين التحقوا بصفوف ثورة أول نوفمبر المجيدة. وفي سنة 1955، عُيّن عضوا في لجنة إدارة الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين، وكان مدير أسبوعية "المجاهد" لسان حال جبهة التحرير الوطني من جويلية 1957 حتى جويلية 1962، كما كان أحد محرري ميثاق طرابلس الشهير.
كما شغل الفقيد بين سنتي 1962 و1964، منصب سفير الجزائر بيوغسلافيا، قبل أن يصبح في 1965 سفير الجزائر بفرنسا، وفي 1970 شغل منصب سفير الجزائر بالاتحاد السوفياتي السابق، وفي 1977 عُيّن وزيرا للإعلام والثقافة، وفي 1979 كان سفير الجزائر بالولايات المتحدة.
ومن نوفمبر 1980 حتى جانفي 1981، كان "مالك" أحد أبرز المفاوضين في عملية تحرير 52 رهينة في السفارة الأمريكية بطهران زمن وزير الخارجية الجزائري الراحل "محمد الصديق بن يحيى"، وفي 1982، شغل "مالك" منصب سفير الجزائر ببريطانيا، قبل أن يتولى رئاسة المجلس الاستشاري الوطني في ربيع 1992، ثمّ عضوية المجلس الأعلى للدولة في الثالث جويلية 1992، حيث كان خامس عضو في الهيئة المذكورة، وفي 3 فيفري 1993 شغل منصب وزير الشؤون الخارجية.
وبتاريخ 21 أوت 1993 عين رئيسًا للحكومة، وتم تعيينه مجددًا في جانفي 1994 إلى غاية أفريل 1994، قبل أن ينتخب في 1995 رئيسًا لحزب التحالف الوطني الجمهوري.
وللفقيد عدّة مؤلفات بينها: "الرهان الحقيقي"، "رهان العصرنة في الجزائر وفي الإسلام"، "الجزائر في إيفيان"، و"تاريخ المفاوضات السرية 1956/ 1962"، إضافة إلى كتابه الشهير "حرب التحرير والثورة الديمقراطية" التي تعتبر بمثابة مذكرات تحمل قطعا من التاريخ والذاكرة، حيث سبق له وأن قال بأنه يحمل ما كنا نكتب وقتها بالتاريخ المضبوط.
إكرام. س