الحدث

مؤتمر ترسيم الوحدة في حمس ومؤشرات الإعلان عن انشقاق جديد !!

أبو جرة سلطاني غاب عن الجلسة الافتتاحية وحضر جلسات أشغال المؤتمر

لفت انتباه المراقبين في أشغال مؤتمر الوحدة بين حمس وجبهة التغيير انشقاق كبير بين الجناح الداعم لمسعى الوحدة، والجناح الرافض له ممثلا في شخص رئيس حركة مجتمع السلم السابق، أبو جرة سلطاني، وعدد من حلفائه الذين غابوا عن أشغال اللقاء، يتقدمهم عبد الرحمان سعيدي رئيس مجلس شوراها السابق والهاشمي جعبوب نائب رئيس الحركة الحالي، إضافة إلى ما يصطلح على تسميتهم بالقيادات الولائية من أنصارهم، وتداولت مصادر مطلعة عن لقاء ضم العشرات منهم، الأربعاء الماضي، بضواحي العاصمة، ناقشوا فيه بجدية وضع الحركة الحالي وسيناريوهات التعامل مع هذا الوضع وفق بند موحد للسيناريوهات المختلفة، وأيضا مسألة الخروج من حمس والتعجيل بالخروج منها في قادم الأيام.

ويقول مراقبون بأنه بالرغم من صعوبة هذا المسعى إلا أن مصادر أكدت بأن النقاش كان جادا في هذا اللقاء الذي سبق مؤتمر الوحدة الاستثنائي الذي عقد يوم أمس، خاصة أمام امتداد الواقع بالنسبة إليهم كعامل مع قيادة الحركة الحالية، ويذهبون بعيدا في تشخيص واقع الحزب، لأن السيناريوهات المستقبلية كلها تتجه نحو الأفق المسدود، في ظل ما يتوفر عندهم من معطيات داخل الحزب وخارجه، حيث يرى هؤلاء بأنه من الصعب إيجاد إطار سياسي مثل حركة مجتمع السلم للعمل فيه. ومن ضمن السيناريوهات المطروحة عند هؤلاء وفق المصادر ذاتها، تأسيس حزب جديد أو التوجه نحو حزب آخر، وكخيار ثالث الإبقاء على البلبلة داخل حمس كما كانت السمة الأبرز داخل الحركة منذ استلام عبد الرزاق مقري سدّة الرئاسة فيها.

وميز لقاء أمس حضور شخصيات من المتوقع أن تعلب دورا في ثني جماعة أبو جرة سلطاني عن الانشقاق وفرض التهدئة، من خلال لعب دور الوساطة من مصاف محمد الحسن الددو الشنقيطي وجميل منصور رئيس حزب تواصل الموريتاني. وسبق لهؤلاء أن لعبوا دور الوساطة بين عبد الرزاق مقري وعبد المجيد مناصرة، وكانوا سبابا في تحقيق الوحدة بين مناصرة وحمس لما كان أبو جرة سلطاني رئيسا لها.

ويكون غياب قيادات هذا القطب في الجلسة الافتتاحية حرصا على أن يبلغ بها موقف مجموعته، غير أنه شارك في جلسات أشغال المؤتمر، بعد اتخاذ هؤلاء لقرار جماعي وليس لالتزامات شخصية، كما حاولت قيادة حمس الترويج للأمر، وبدا لافتا للعيان غياب هذه القيادات. وتقول بعض الأطراف المطلعة على أوضاع حمس أن أطرافا من السلطة في اتصالها مع أبو جرة سلطاني تكون قد أبلغته رسائل انزعاجها من حمس الحالية، وبالتحديد قيادتها وارتباطاتها المشبوهة وانخراطها في أجندات غير وطنية، تزعم قيادة حمس أنها السيدة في خياراتها وأنها تملك كل المعلومات في علاقاتها الداخلية والخارجية. كما تكون نفس الأطراف قد استاءت من تصريحات قيادات حمس بعد التشريعيات الأخيرة، خاصة تلك المتعلقة بمبررات خطابها الهادئ أو خلفية استعمالها للتهدئة مع السلطة أثناء الحملة الانتخابية الأخيرة. واعتبره البعض تصرفا صبيانيا منها ولا يليق بالمسؤولية الوطنية والتاريخية التي مارستها الحركة من قبل.

كما يرى أنصار أبو جرة سلطاني أن توقيت مؤتمر الوحدة سيسبب ارتباكا كبيرا في الانتخابات المحلية القادمة، وأن مجموعة مناصرة لا تمثل الامتداد الشعبي الحقيقي بقدر ما أنها ستضيف عبئا على المناضلين، ومنه إلى "إرباك" داخل التنظيم يؤثر على مردوديتها في المحليات القادمة. وتضيف ذات المصادر أن الذي كان مطروحا من قبل في 2008 لم يكن إلا جزءا بسيطا مما طرح الآن، وتزعم رفضه ساعتها من طرف عبد الرزاق مقري ومجموعته وكان بالإمكان تجاوز المحنة في ذلك الظرف. وتعتبر هذه الأسباب وغيرها إحدى الأدوات التي سهلت قناعة مجموعة سلطاني بمقاطعة المؤتمر الاستثنائي الذي عقدت أشغاله أمس.

حياة سرتاح

 

من نفس القسم الحدث