الحدث

مناصرة يتزعم حمس في وقت حساس إلى غاية نهاية السنة

الحركة تطمح إلى استكمال هذا المسار بالتحاق أبناء التيار الإسلامي بمشروعهم

مقري للمناضلين: إذا لم تنجح الوحدة حاسبوني أنا !!

بن فرحات نائبا لمناصرة، طيب عزيز رئيسا لمجلس الشورى ودواجي وبوزواوي نوابا له 

  

اندمجت رسميا كل من جبهة التغيير وحركة مجتمع السلم في حزب واحد هو المدرسة الأم للتغيير، من خلال أشغال المؤتمر الاستثنائي الذي عقد، أمس، بحضور أكثر من 1200 مندوب من الحزبين، شكلت قيادات حمس الأغلبية فيه، وخصص لترسيم الوحدة بين الحزبين تحت تسمية حركة مجتمع السلم "حمس"، وتم فيه انتخاب عبد المجيد مناصرة رئيسا للحركة إلى غاية شهر ديسمبر المقبل، ليستلم بعده رئيس الحركة السابق، عبد الرزاق مقري، رئاسة ما تبقى من المرحلة التوافقية التي مدتها 10 أشهر، أي إلى غاية ماي 2018 حيث سيتم عقد مؤتمر ديمقراطي لانتخاب رئيس جديد، وأظهرت تصريحات قيادات حمس الجديدة والقديمة تطلعا لأن يتوسع هذا الاندماج ويشمل أحزابا أخرى في مصاف مؤسسي الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء، واللافت في الخطوة التي خطتها قيادات الحزبين وظروف تعيين النائب عبد المجيد مناصرة كرئيس لحمس، أن هذا الأخير سيكون أمام امتحان مصيري، إذ سيشرف على أول استحقاق انتخابي للحركة في عهده وتحت إشرافه، وسيكون مطالبا بتحقيق نتيجة إيجابية في ظروف تشوبها الكثير من التأويلات والأقاويل.

 

بن فرحات نائبا لمناصرة، طيب عزيز رئيسا لمجلس الشورى ودواجي وبوزواوي نوابا له 

 

رسم لقاء قاعة الساورة بالصنوبر البحري بالجزائر العاصمة، أمس، ملامح المرحلة القادمة لحركة مجتمع السلم التي أعادت قياداتها السابقة إلى أحضانها، بعد قطيعة دامت لسنوات، فشلت فيها قيادة جبهة التغيير إثبات في نفسها في الساحة السياسية. وعجلت المنافسة بين أبناء التيار الإسلامي وميلاد تحالفات بين أبناء هذا التيار في المشهد السياسي بعودة الابن الضال عبد المجيد مناصرة إلى بيته الأول، مستفيدا من تنازلات كبيرة قدمها رئيس حمس السابق عبد الرزاق مقري، الذي اختار الابتعاد عن الأضواء مؤقتا، تاركا لغريمه السابق مناصرة إدارة قاطرة حمس بأغلبية ساحقة للحمسيين على حساب قيادات التغيير التي استنجدت ببعض الأسماء التي كانت غائبة عن المشهد السياسي عموما، لخلق بعض التوازن داخل تركيبة مجلس الشورى الوطني الجديد الذي ارتفع فيه عدد أعضائه إلى 400 عضو، غالبيتهم محسوبون على عبد الرزاق مقري، فيما تقرر استحداث منصب نائب الرئيس الذي عادت رئاسته إلى قيادي من حمس، ويتعلق الأمر بعبد الرحمان بن فرحات، فيما تم تعيين الحاج طيب عزيز رئيسا لمجلس الشورى الوطني، وكل من الحاج قدور دواجي وأحمد بوزواوي نائبين لرئيس مجلس الشورى.

 

مقري للمناضلين: إذا لم تنجح الوحدة حاسبوني أنا !!

 

وعرفت جلسة الافتتاح حضور ممثلين عن عدة أحزاب وشخصيات وطنية، وأكد رئيس جبهة التغيير سابقا، عبد المجيد مناصرة، في الكلمة التي ألقاها بالمناسبة، أن مشروع الوحدة جاء استجابة للتحديات التي تواجهها البلاد على جميع الأصعدة ونحن مدعوون للمساهمة في بناء الجزائر التي هي "بحاجة إلى كفاءات ورصيد مناضلينا". وأوضح يقول أن "لا أحد يفرض على مقري التنازل عن قيادة حمس بعد وحدتها مع جبهة التغيير"، مؤكدا على أنه "ليس بحاجة لهذا المنصب". وأوضح يؤكد أن منصب قيادة الحزب هو الخطوة الأولى في مرحلة حددت لثمانية أشهر، مشيرا إلى أنه لا يجب أن تتحول الوحدة إلى وحدة أحادية قاتلة، خاصة وأنّ الجزائر بحاجة إلى "وحدة متماسكة كونها مستهدفة ومهددة في أي وقت". وأضاف يقول: أن المؤتمر جاء لتطوير جيل جديد من أبناء الحركة والتغيير والمرور إلى محطات ظل فيها نظام الوحدة ثابتا لتتويج الجهود واستئناف مسار الشيخ نحناح وإحياء سيرته، حيث ستكون "وحدة حمس والتغيير خالصة"، مشددا بشأن هذه الوحدة: "لم تكن لأي شخص أو ضد أي مجموعة".

أما عبد الرزاق مقري فقد وجه، في كلمته، دعوة إلى استكمال المسار بالتحاق البناء الوطني والنهضة والعدالة والتنمية إلى هذا المسعى النبيل، والله يعلم أننا أقدمنا على هذه الخطوة إرضاء لله تعالى وإعلاء كلمته ورفع رايته وتجويد العمل وتطويره. وطالب أنصاره بـ"محاسبته في حال عدم نجاح وحدة حمس مع جبهة التغيير المحلّة"، مشيرا أنه إذا "نجحت الوحدة بين حمس والتغيير فسينجح الجميع، وإذا لم تنجح الوحدة فحاسبوني في المؤتمر المقبل".

هذا وشدد ذات المتحدث على اختيار عبد المجيد مناصرة رئيسا مؤقتا للحركة لمدة 5 أشهر خلال المرحلة التوافقية التي تدوم 10 أشهر، ليتولى قيادة الحركة إلى غاية شهر ماي سنة 2018، وهو تاريخ انعقاد المؤتمر الديمقراطي لانتخاب رئيس الحركة، مضيفا أن هناك توافقا في الحركة على أن تكون المرحلة التوافقية بالمناصفة مع المكتب الوطني للتغيير والشورى، على أن تعود الأمور إلى عادتها بعد انعقاد مؤتمر ديمقراطي شهر ماي المقبل لمناقشة اللوائح والقوانين والوثائق التطويرية على المستوى الفكري والمؤسسي.

وأضاف ذات المتحدث أنه ليس له نية في الترشح للانتخابات المقبلة، وتم الاقتراح لجميع الأحزاب للتعاون مع حركة حمس، وهنالك اتصالات مع عبد الله جاب الله رئيس حزب العدالة والتنمية.

خولة بوشويشي

 

من نفس القسم الحدث