الحدث

مسيرات شعبية وخطباء يناصرون الأقصى في جمعة الغضب

رغم منع السلطات وامتناع السلفيين عن تناول أحداث الأقصى

 شهدت عدة مدن جزائرية، أمس الجمعة مظاهرات شارك فيها مئات الجزائريين خرجوا فيما سموه "يوم الغضب" تضامنا مع الأشقاء الفلسطينيين، لنصرة المسجد الأقصى الذي قام الاحتلال الصهيوني بغلقه أمام الفلسطينيين، وتنديدا بالاعتداءات الصهيونية المتكررة على المسجد الأقصى ومحاولات تهويد المدينة المقدسة، ففي العاصمة، خرج المئات من الجزائريين منهم شخصيات سياسية ووطنية لتنديد بهذه الانتهاكات أطلقوا عليها اسم "وقفة جمعة الغضب" لنصرة المسجد الأقصى، ورفع المشاركون فيها لافتات كتب عليها "بروح نفيدك يا أقصى" فضلا عن علم فلسطين، تنديدا بالإجراءات الأمنية المشددة التي فرضها الصهاينة على المصلين، وإجبارهم على استخدام بوابات الكترونية للدخول إلى الأقصى.

ولم تكن الجزائر العاصمة الاستثناء، فقد خرج العشرات من الجزائريين في مختلف ربوع الوطن، بعد صلاة الجمعة في مسيرات تضامنية مع الفلسطينيين لنصرة المسجد الأقصى، أين رفعوا لافتات وشعارات تصب مجملها في خانة "إرفعوا أيديكم عن الأقصى وفلسطين"، وجرت هذه المسيرات في الوادي، تندوف، خنشلة، وهران وغرداية.

هذا ولم تختلف خطب أئمة الجمعة في كثير من المساجد وفي مختلف الولايات في الحديث عن المسجد الأقصى وما يتعرض له من اعتداءات من الكيان الصهيوني، خاصة في الفترة الأخيرة. وعلى غرار كل المساجد، قال إمام مسجد عائشة بباب الزوار، أمس، أن المسجد الأقصى له ارتباط بالعقيدة وأنه أولى القبلتين وأنه ثاني مسجد بني على الأرض بعد المسجد الحرام، كما أشار إلى أنه من المساجد الثلاثة التي يشد لها الرحال، إضافة إلى أن أجر الصلاة فيه بخمسمائة كما جاء في حديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

 كما تعرض الأئمة إلى وجوب نصرة الأقصى وإعطائه الأولوية في الاهتمام، وأنه على الأمة تجاوز أزماتها ومشاكلها الداخلية، وأن أول شروط التحول في موازين القوة هو وحدة الصف الإسلامي، وأن القدس من شأنها أن توحد كل الجهود والمساعي، وفي الوقت الذي حرص الأئمة ذوي الانتماءات الوطنية على الحديث عن أزمة المسجد الأقصى وتوعية المصلين بخطورة ما يتعرض له. والتزم أئمة السلفية الصمت متجاوبين مع السعودية في عدم نصرة الأقصى بسبب ما سموه أن نصرة القدس في هذا الظرف هو تأييد لقطر وحماس، في حين أن المسجد الأقصى يتعرض إلى أكبر مخطط من خلال البوابات الإلكترونية وما سيأتي بعدها. كما نظم مواطنون بطريقة عفوية مسيرات على غرار جيجل حيث انطلقت مسيرة من مسجد عمر ابن الخطاب وانتهت أمام سفينة بابا عروج، وأقيمت وقفة رمزية تناول فيها الكلمة الشيخ يوسف صوكو الذي تحدث عن أهمية نصرة الأقصى وعن واجب الأمة تجاهه، في حين تجمع مواطنون أمام مقر حركة مجتمع السلم حضره القيادي في حركة حماس سامي أبوزهري، إضافة إلى قيادات حركة حمس يتقدمهم مقري عبد الرزاق، الذي تأسف لصمت الحكومة الجزائرية حيال العدوان الذي يتعرض لهم المسجد الأقصى من قبل المحتل الصهيوني، وقال في كملته أمام مناضلي حزبه إنه يستغرب صمت الخارجية الجزائرية وتحديدا الوزير عبد القادر مساهل عما يحدث في الأقصى، ولم يكتف مقري بهذا فقد بل دعا هذا المسؤول الحكومي إلى توضيح موقفه من القضية بشكل علني قبل أن يتهمته ملمحا: "إذ كان لديك موقف شخصي لا يحق لك فرضه على الجزائريين الذين هم مع المسجد الأقصى ندعوك أن تنطق"، كما دعا الحكومة عموما لتبين موقفها من العدوان.

كما تجمع مواطنون من مدينة وهران من مسجد زين العابدين إلى وسط المدينة ومنعت الشرطة إقامة المسيرة، وخرج الشعانبة بمتليلي في ولاية غرداية في مسيرة ضخمة تضامنا مع المرابطين والمرابطات، وهي نفس الأجواء في عين تموشنت وأماكن أخرى، كلها مسيرات عفوية استجابة إلى طلب النصرة الذي صرخ به المرابطون والمرابطات بالمسجد الأقصى، خاصة بعد منع صلاة الجمعة فيه وللمرة الثانية.

كما عرفت وسائل التواصل الاجتماعي حملات كبيرة وواسعة حيث تجاوب الجزائريون مع وسم "#جمعة_الأقصى"، كما طالبوا بأهمية أن ينظم الجزائريون تجمعات وتظاهرات نصرة للأقصى، وانتقد آخرون الأئمة الذين لم يدرجوا في خطبهم ما يحدث في القدس.

خالد. ش

 

من نفس القسم الحدث