الوطن

"بارونات" قوارب الموت يرّوجون للحرقة عبر "الفايسبوك" !!

ناشطون شباب يتداولون فيديوهات تكشف عن تنامي الظاهرة منذ بداية الصيف

تتداول العديد من الصفحات عبر بمواقع التواصل الاجتماعي هذه الأيام عشرات الفيديوهات لشباب اختاروا طريق الحرقة في تصاعد واضح للظاهرة يتزامن وفصل الصيف وهو ما دفع بالمختصين أمس للمطالبة بتضييق الخناق عبر الحدود البحرية وتشديد الرقابة داعيين قبل ذلك لضرورة معالجة أسباب الهجرة غير الشرعية.

يبدو أن بارونات الحرقة كثفوا من نشاطهم هذه الأيام حيث تنتشر بمواقع التواصل الاجتماعي عشرات الفيديوهات توثق انطلاق او وصول قوارب الموت محملين بعشرات الشباب والنساء وأحيانا عائلات بأكملها، وعادة ما تتزايد محاولات الهجرة غير الشرعية في فصل الصيف بسبب الأحوال الجوية المساعدة على ذلك وقد سجلت خفر السواحل طيلة الأشهر الماضية مئات المحاولات للهجرة غير الشرعية كان أخرها عملية أمس الأول اين تمكن أفراد الوحدات البحرية التابعة للمجموعة الإقليمية لحرس الشواطئ بعنابة، من إفشال محاولة للهجرة غير الشرعية نحو جزيرة سردينيا الإيطالية، لثمانية شباب كانوا على متن قارب من صنع تقليدي.

ورغم ان الأرقام والإحصائيات عادة لا تعكس حجم الظاهرة ألا ان أخر الأرقام المقدمة عن الهجرة غير الشرعية تشير لنحو 17 ألفا و272 حراق جزائري موقوف طيلة 2016 حسب تقرير لمصالح وكالة فرونتكس واللافت في التقرير هو أن قرابة 10 آلاف من الحراقة الجزائريين صدرت بحقهم قرارات طرد وإبعاد من القارة الأوربية، وتحديدا 9494 جزائري معني بهذه القرارات، بزيادة تقدر بـ 36 بالمائة مقارنة بعام 2015، أين كان العدد في حدود 6832 قرار بالطرد لتبقي  غياب منظومة إحصائية وطنية تحول دون استنتاج الأرقام الحقيقية لهذا النوع من الهجرة خارج البيانات الأمنية.

ويرى فاعلون وناشطون ومتابعون لظاهرة الحرقة، أن المعاناة والظروف القاسية التي يعيشها الكثير من الشباب جعلت حدّة الهجرة غير الشرعية في تنام رهيب في الأشهر الأخيرة، كما أنّ تراجع القدرة الشرائية، وارتفاع أسعار مختلف المواد الغذائية والخدماتية في مقابل انخفاض قيمة الدينار، جعل من بعض المنح والأجور التي تتقاضاها بعض الفئات من المجتمع غير كافية لقضاء أسبوع واحد في الشهر، ولا يمكن لها بأي حال من الأحوال أن تضمن العيش الكريم للعائلة الجزائرية.

في حين ترجع أسباب ظاهرة الحرقة أيضا  لعوامل اجتماعية تتعلق أساسا في فشل المنظومة الاجتماعية في احتواء شريحة يائسة من الشباب  بالإضافة إلى عدم جدية القوانين المعمول بها فيما يخصّ ظاهرة الهجرة غير الشرعية، وكذا الانتشار والترويج للظاهرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي حيث اصبح وصول قارب حراقة لوجهته بمثابة مفخرة لكل الشباب حتى الشباب الذي لا يحمل فكرة الحرقة  ما جعل المختصون يؤكدون أن الحكومة الجزائرية مدعوة إلى ضرورة معالجة أسباب الهجرة غير الشرعية عبر البحر الأبيض المتوسط وأجراء دراسة حول الدوافع الاجتماعية والنفسية وراء اليأس الذي يجعل الشباب يختارون الموت على القاء في بلدهم الاصلية.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن