الوطن
برك الموت تحصد أرواح عشرات الأطفال والمراهقين !!
مصالح الحماية المدنية تحذر من حصيلة كارثية شهري جويلية وأوت
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 10 جولية 2017
• الرائد فاروق عاشور: البرك والسدود أماكن غير محروسة ويصعب السيطرة عليها
• البروفيسور خياطي: الغرق ليس الخطر الوحيد الذي يهدد الأطفال في البرك
ابتلعت السدود والأحواض المائية والوديان خلال الـ 48 ساعة الأخيرة أكثر من 6 وفيات معظمهم من الأطفال والمراهقون الذين أحرقتهم درجات الحرارة المرتفعة التي تشهدها الولايات الداخلية وزاد من معاناتهم نقص المرافق العامة وأماكن الترفيه والمسابح ليجدوا أنفسهم ضحايا غرق.
بسبب النقص الفادح في المسابح بالولايات الداخلية تحوّلت الأودية والسدود والبرك المائية إلى قبلة للشباب والأطفال للاستجمام، رغم ما ينجر عنها من عواقب وخمية. وحسب الإحصائيات المقدمة من طرف المديرية العامة للحماية المدنية، فقد تم تسجيل خلال الـ 48 ساعة الأخيرة 6 حالات غرق في الاحواض المائية والبرك والسدود في عدد من الولايات الداخلية أين تم تسجيل 3حالات في ولاية ميلة و3 حالات في ولاية الجلفة لترتفع بذلك حصيلة عدد الغرقى هذا الشهر ومنذ بداية موسم الاصطياف. وحذرت المديرية العامة للحماية المدنية، من ارتفاع عدد الضحايا في شهر جويلية الجاري وأوت الذي يتضاعف فيه عدد الوافدين على المناطق الممنوعة من السباحة، على غرار السدود والابار والمياه الراكدة وكذا الاحواض المائية، داعية لمنع لأطفال والمراهقون من السباحة في هذه الأماكن نظرا لخطورة ذلك مشيرة انه في حالة الغرق فانه يصعب على أعوان الحماية المدنية التدخل والوصول في الوقت المناسب عكس الشواطئ الي تكون محروسة وأضافت المديرية عبر موقعها الرسمي أن أعوان النجدة والاسعاف يجدون صعوبات كبيرة للوصول وإيجاد مكان الغرق بعد تلقي بلاغ النجدة ما يحول دون انقاذ الغريق مؤكدة أنه في كثير من الحالات وبدلا من إحصاء غريق واحد فإنه يتم إحصاء ثلاثة أو أربعة نتيجة محاولة رفقاء الغريق إنقاذه وعجزهم عن ذلك ويصبحون في عداد الموتى، ودعت المديرية أمس الاولياء لأخذ الحيطة والحذر داعية أيض الفلاحيين للتحلي بروح اليقظة وتسييح احواض السقي حتى لا تكون سببا في غرق أطفال ومراهقون انهكتهم الحرارة.
• الرائد فاروق عاشور: البرك والسدود أماكن غير محروسة ويصعب السيطرة عليها
وفي السياق ذاته أفاد أمس المكلف بالإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية الرائد فاروق عاشور في تصريح لـ"الرائد" أن هذه الأرقام أولية ومن المنتظر أن ترتفع الحصيلة شهري جويلية واوت مشيرا أن مصالح الحماية المدنية تحصي يوميا حالات غرق في الوديان والسدود في الولايات الداخلية والجنوبية حيث قال الرائد عاشور أن أغلب ضحايا السباحة في السدود هم شباب ومراهقون يقصدون هذه الأماكن للاستجمام في غياب مسابح بهذه الولايات وبالمقابل فان هذه الأخيرة شهدت تجسيد العديد من السدود تحولت لاماكن للاستجمام ودق الرائد عاشور ناقوس الخطر داعيا الاولياء لضرورة منع أبنائهم من الذهاب لمثل هذه الأماكن مشيرا أن هذه الأخيرة هي اماكن غير محروسة ويصعب على اجهزة الحماية المدنية السيطرة عليها والتدخل في الوقت المناسب وعن مدى إمكانية تجنيد أعوان حراسة من الحماية المدنية بهذه المناطق، أستبعد الرائد عاشور الفكرة معتبرا أنه من غير الممكن تخصيص فرق مراقبة في أماكن هي في الأصل غير مسموح فيها بالسباحة لما تشكّله من خطر، مضيفا ان مصالح الحماية المدنية تقوم في كل مرة بحملات تحسيسية من أجل المساهمة في تقليل الظاهرة في انتظار مساعي السلطات المحلية تخصيص أماكن للترفيه قد تكون البديل لهذه الأماكن الخطرة.
• البروفيسور خياطي: الغرق ليس الخطر الوحيد الذي يهدد الأطفال الذين يسبحون في البرك والأحواض المائية
من جهته أشار أمس رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث البروفيسور مصطفي خياطي أن ظاهرة السباحة في الوديان والبرك المائية باتت تشكل خطرا حقيقيا على الأطفال مشيرا أنه مئات حوادث الغرق في البرك المائية و الوديان و مجاري الأنهار تسجل سنويا وقال خياطي أن انعدام المرافق لا يبرر تعريض الأطفال أنفسهم للموت، بالسباحة في الأماكن الوعرة خاصة المناطق النائية، مشيرا أن خطر الغرق ليس الخطر الوحيد الذي يحدق بالأطفال فيهذه الأماكن غير المخصصة للسباحة من أساسه حيث قال خياطي أن مياه هذه الأودية والبرك المائية والمسابح الملوثة، والتي تنعدم فيها أدنى شروط النظافة وكذا انعدام الحراسة تسبب العديد من الامراض منها أمراض العيون والتهابات في الجهاز الهضمي، وإصابات في الأنف والأذن والحنجرة وتكون المياه القادمة من المصانع نحو البرك أو الشواطئ، سببا في أمراض تصيب الأمعاء وأحيانا المخ تصاب هذه الحيوانات ببكتيريا سامة، تتركها عندما تموت في المياه غير المراقبة، وتهدد صحة الإنسان أثناء السباحة. داعيا المواطنين إلى اختيار الشواطئ والمسابح النظيفة بهدف الحفاظ على صحة عيونهم التي تتميز بحساسية شديدة خاصة إذا تعلق الأمر بكبار السن.
س. زموش