الحدث

دربال: التقرير الذي نشرته بعثة الاتحاد الأوروبي "غير أخلاقي"

أكد أنه تضمن ما نسبته 1 بالمائة من الحياد

أكد رئيس الهيئة المستقلة العليا لمراقبة الانتخابات، عبد الوهاب دربال، أن "التقرير الذي نشرته بعثة الاتحاد الأوروبي المكلفة بمراقبة الانتخابات عبر وسائل إعلام وطنية غير أخلاقي"، مؤكدا أن "العمل دبلوماسي في مثل هذه القضايا يقتضي وجود تنسيق بين البعثة والهيئة".

أوضح عبد الوهاب دربال، أمس، في تصريح له على هامش ورشة العمل الدولية حول "دور المصالحة الوطنية في الوقاية من التطرف العنيف والإرهاب ومكافحتها" بنادي الصنوبر بالعاصمة، أن "ما قامت به بعثة الاتحاد الأوروبي المكلفة بمراقبة الانتخابات التشريعية الماضية، من خلال نشرها التقرير الذي تداولته عديد المؤسسات الإعلامية الوطنية، غير أخلاقي"، مضيفا أن "هيئته تتقبل أي انتقاد أو ملاحظة أو كل خطأ ينبهنا بخصوص أي شيء نسيناه يفيد الجزائر، إلا أن ما قامت به البعثة من خلال نشره بهذه الصورة كان مخالفا للأعراف الدبلوماسية حيث كان يتعين عليها تسليم التقرير إلى الهيئة المستقلة لمراقبة الانتخابات".

وتابع أن: "عمل الهيئة يقوم على فكرة مراقبة الانتخابات وتمت "دسترة" الهيئة، فهي تتميز بالاستمرارية والديمومة.. ومكلفة بفرض شفافية الانتخابات والتدريب حول هذا الموضوع وتحسين النصوص القانونية المتعلقة أيضا بكل النظام الانتخابي، وتم إعطاؤها الصلاحية للإشراف على كل عملية انتخابية سواء كانت رئاسية أو تشريعية أو محلية أو حتى الاستفتاءات وهي مستمرة لمدة خمسة أعوام تجدد بعدها".

وأضاف دربال: "نحن نعرف أن الدخول في هذا التطور والنظام الجديد لن يتم إلا بشكل متدرج، لأننا نصطحب التراث معنا منذ استقلال الجزائر، وهذا التراث يجب أن يتعدل ويتحسن باستمرار ولن يتحسن بجرة قلم هذا من الناحية القانونية.

أما من ناحية الممارسات والقناعات فالذين مارسوا العملية الانتخابية لمدة أربعين عاما لا يمكن أن تتغير قناعاتهم بجرة قلم أيضا، إذ لابد لهم من تدريب مستمر". واستطرد: "ولهذا تندرج الانتخابات التشريعية التي جرت في ماي الماضي ضمن هذا المنظور.. فقد راجعنا "الوعاء الانتخابي" مراجعة جيدة وجادة.. ما زال "الوعاء الانتخابي" لدينا في الجزائر يحتاج إلى كثير من المراجعات لأنه يرتكز على الحالة المدنية للشعب الجزائري، تلك الحالة التي كانت محط اعتداء استعماري، وتصحيحها وتقويمها ومراجعتها يحتاج إلى كثير من الجهد والعمل الذي سيفضي بالضرورة إلى "وعاء انتخابي" أكثر شفافية". 

 واعتبر أن "البعثة الأوروبية لم تكن لديها المعلومات الكافية كما أنها لم تكن على دراية بالثقافة الجزائرية وتقاليدها"، موضحا أن "أعضاء البعثة ليسوا على اطلاع بكل ما يخص المجتمع الجزائري ويجهلون كل ما يتعلق بالنخبة ورجال القانون فيها وكيفية أداء مهامهم".

وأفاد أن "التقرير تضمن حقيقة بعض الانتقادات والملاحظات المدرجة في إطار الأخطاء التي بإمكانها أن تحدث والتي يتعين علينا تقبلها"، قائلا أن "التقرير جاء منهجيا من حيث الشكل، كما أن الجزائر يمكنها الاستفادة من بعض الملاحظات التي جاء بها"، داعيا الطبقة السياسية إلى "ضرورة التغلب على "فوبيا" النقد الهادف"، قائلا: "ليس عيبا النقد وليس خصومة كما يعتقده البعض لأن الرأي المخالف هو الأفضل الذي وجب تقبله".

وأشار دربال أن "الجزائر لا تتلقى دروسا من أحد بخصوص ممارساتها الديمقراطية والتي هي ثقافة قبل أن تكون ممارسة، لأن مقارنة ديمقراطية ناشئة مع الديمقراطيات المتجذرة في الدول الأوروبية تقييم غير دقيق".

وذكر رئيس الهيئة المستقلة العليا لمراقبة الانتخابات أنه "اطلع على التقرير الأوروبي الذي كان عاديا وبدون مبالغة، ولم يكن بالصورة التي تناولته من خلالها مختلف وسائل الإعلام"، قائلا أنه "تضمن ما نسبته 1 بالمائة من الحياد وبعده عن الحقيقة المقدمة، رغم أننا استقبلنا أعضاءها وأعطيناهم كافة المعلومات اللازمة عن سير الانتخابات ووفرنا لهم كل الإمكانيات للتنقل ومتابعة سيرها عبر مختلف ولايات الوطن".

آدم شعبان

 

من نفس القسم الحدث