الحدث

المحليات القادمة تعجل بانعقاد الجامعات الصيفية للأحزاب

بعد دخول التشكيلات السياسية في حالة سبات

العمال يكتفي باللقاءات الجهوية، الأفانا متردد وأحزاب التيار الإسلامي تتمسك بها كخيار استراتيجي !!

 

بعد سبات سياسي، خرجت العديد من التشكيلات السياسية للنشاط عبر بوابة "الجامعات الصيفية" التي تعتبرها محطة للتحضير للمواعيد السياسية القادمة والاستحقاقات المرتقبة مع بداية الدخول الاجتماعي القادم، حيث تفضل أغلب الأحزاب تنظيم هذه الأشغال بداية من شهر جويلية إلى غاية أواخر أوت من كل سنة، وتأتي هذه المرة ظروف انعقادها بالنسبة لغالبية الأحزاب بين موعدين سياسيين هامين، تمثل الأول في التشريعيات والثاني في المحليات، وبين هذين الاستحقاقين ضاعت فرصة تنظيم الموعد بالنسبة للأحزاب الموسمية أو تلك التي تعاني من هشاشة في القواعد، حيث فضلت العديدة من الأحزاب الاكتفاء بلقاءات جهوية لتعويض هذا الموعد الذي يعتبر فرصة للمناضل لإسماع صوته داخل أسوار حزبه وبين قياداته.

وسألت "الرائد" العديد من القوى السياسية عن أهمية هذه الجامعات الصيفية في التأطير الداخلي وإعادة هيكلة الأحزاب، وأكدوا من خلال ردودهم على أن الجامعة الصيفية فرصة لا يمكن الاستغناء عنها عند الإسلاميين، بل أن البعض يعتبرها خيارا استراتيجيا، في حين لا تجد الأحزاب الأخرى من حرج في التخلي عنها خاصة في ظل شحّ مداخيل الحزب وغياب المناضلين القادرين على الوفاء بمصاريف تنظيمها.

 

سليمان شنين: الجامعة الصيفية فرصة للإجابة عن كل التساؤلات الراهنة الضاغطة

 

أوضح رئيس المجلس السياسي لحركة البناء الوطني، سليمان شنين، أن الحركة قد انطلقت فعليا في تنظيم جامعتها الصيفية لهذا العام منذ الخميس الماضي، مؤكدا على أن مثل هذه اللقاءات تعتبر مواعيد قار لكونها تحوز على أهمية في منظومة الحركة، كما تعتبر إحدى الوسائل المهمة في الشق المتعلق بالتكوين، أضف إلى ذلك هي في الفلسفة التنظيمية للحركة تدخل ضمن حقوق المناضل.

سليمان شنين، وفي تصريح صحفي لـ"الرائد"، حول الموضوع، قال بأن قيادة حركة البناء الوطني ترى في تنظيم الجامعة الصيفية فرصة للإعداد وللإجابة عن كل التساؤلات الراهنة الضاغطة، وهذا ما يفرض على الحركة ومعدي محاورها الكبرى أن يقدموا محتوى يتماشى مع هذه الملفات.

وفي رده على سؤال حول ظروف انعقادها هذه المرة والتي تأتي في وقت تتشارك فيه حركة البناء الوطني سياسيا مع شركاء يمثلون قطب الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء، وتأثير الجامعة على هذه الشراكة، قال المتحدث أن ملف الشركاء السياسيين يعتبر أولوية في النقاشات والمحاور التي تنظم ضمن أشغال هذه الجامعة، فقناعتنا-يضيف النائب البرلماني عن الاتحاد-، أن إعداد أبناء الحركة وإطاراتها يساهم بشكل كبير في تأمين واستمرار مشروع الاتحاد"، وأضاف يقول: "إن مشاركتنا مع باقي مناضلي الاتحاد هي مطروحة وستكون في المرحلة القادمة وخاصة أن خارطة طريق تأسيس الاتحاد تسمح بأن ينظم كل حزب أنشطته بشكل منفرد ومؤسساته أيضا على أن تصب في اتجاه بناء الاتحاد".

وبخصوص أبرز الملفات التي يتم طرحها للنقاش وكذا تكوين مناضلي الحزب، أشار شنين إلى أن ملف المحليات القادمة شكل محورا كبيرا لأشغال الجامعة الصيفية لهذه السنة، خاصة وأن بداية العدّ العكسي لتنظيم هذا الموعد الانتخابي الهام قد انطلق، حيث كانت الانتخابات المحلية محل مدارسة ونقاش مستفيض بين المشاركين.

أما فيما يخص قضية التمويل التي كانت عائقا أمام بعض الأحزاب التي تتجه للتخلي عن الجامعة الصيفية وأخرى تتجه لتعويضها بندوات جهوية، فقال المتحدث أن الحركة لم تعان من هذا الجانب خاصة، وهذا بالنظر للميزانية التي تصرف على الجامعة والمردود النفسي والتعبوي الذي يستفيد منه المناضلون لا يساوي شيئا، على حدّ قوله.

 

موسى تواتي: ضعف التمويل وغياب الاشتراكات يعطل مسعى الجامعة الصيفية للأفانا !! 

 

اعترف رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، موسى تواتي، صراحة بوجود صعوبة في عقد الجامعة الصيفية للحزب وإطاراته من منطلقات عديدة، أبرزها مسألة التمويل التي تبقى ضعيفة داخل الحزب ومن إطاراته وقيادييه، وهو ما يحول دون الفصل في مواعيد عقدها هذه السنة، بالرغم من أهميتها السياسية للحزب داخليا وخارجيا.

موسى تواتي، وفي تصريح صحفي أدلى به لـ"الرائد"، أمس، قال أن لقاء مرتقبا للمجلس الوطني للأفانا الجمعة القادم سيفصل بشكل نهائي في تاريخ عقد الجامعة الصيفية أو قرار التخلي عنها هذه السنة. وأوعز محدثنا سبب التخلي عنها لضعف التمويل الذي تحتاجه مثل هذه اللقاءات.

وقال المتحدث أن أهم ما يشكل عائقا لتنظيم مثل هذه اللقاءات هو غياب الدعم المادي، فلا السلطة ولا الإطارات والمناضلين ينخرطون في مسعى تنظيم هذه اللقاءات التي لها طابع هام.

وبخصوص جدول أعمال لقاء المجلس الوطني نهاية هذا الأسبوع، قال تواتي أنه سيكون فرصة للتطرق إلى إمكانية تنظيم الجامعة الصيفية من عدمها هذه السنة من جهة، ومن جهة ثانية سيكون فرصة للحديث عن مواضيع ذات صلة بالشأن النضالي وتوسع الحزب، إضافة إلى قضية الاشتراكات السنوية للمناضلين والإطارات والتي تأخذ طابعا مهما في اللقاء هذا.

وغير بعيد عن هذه الملفات، يأخذ ملف المحليات القادم حيزا كبيرا من اهتمامات قيادات الجبهة الوطنية الجزائرية، حسب تواتي، خاصة وأن بداية العد العكسي لها قد انطلق هذه المرة مبكرا ولا بد للحزب أن يرتب أوراقه تحضيرا لهذه المعركة.

 

لخضر بن خلاف: جامعتنا الصيفية أواخر أوت والمحليات أبرز رهاناتها !! 

 

كشف القيادي في جبهة العدالة والتنمية، لخضر بن خلاف، أن موعد انعقاد الجامعة الصيفية للحزب هذه السنة سيكون اعتبارا من 25 أوت القادم، ببلدية الشط بولاية الطارف، مشيرا إلى أن الحزب يحرص كل الحرص على تنظيم هذا اللقاء الذي يكون فرصة لإعادة شحن المواطنين والقيادات حول المشروع السياسي الذي تراهن عليه جبهة العدالة والتنمية.

لخضر بن خلاف وفي رده على سؤال "الرائد" حول ظروف انعقاد الجامعة الصيفية التي تعقدها العدالة والتنمية هذه المرّة، وهي منضوية ضمن إطار سياسي وحزبي يطلق عليه "الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء"، وتأثير هذا اللقاء على الشركاء السياسيين الآخرين، أوضح أن "الجامعات الصيفية هي خاصة بالأحزاب السياسية وشأن داخلي لا علاقة له بالشركاء السياسيين، وإن كانوا يشكلون قطبا سياسيا مع بعض". واستذكر الجامعة الصيفية لحركة البناء الوطني التي انطلقت أشغالها الخميس الماضي ولا تزال مستمرة لغاية الآن.

وبخصوص المحاور الكبرى للجامعة، قال المتحدث أن البرنامج النهائي لم يضبط بعد، حيث تم تحديد تاريخ انعقادها فقط، مشيرا: "الأكيد أن موعدها يتزامن مع استدعاء الهيئة الناخبة لمحليات 2017 وهو توقيت مناسب لنا لعقد هذا اللقاء، والأكيد أيضا هو أن الموضوع الذي سيطغى على الجامعة الصيفية هو موضوع الانتخابات".

وكشف بالمقابل ذات المسؤول الحزبي أن متصدري القوائم أو الأطراف التي ستتصدر قوائم المحليات القادمة، سواء للمجالس الشعبية البلدية أو الولائية، ستكون حاضرة في أشغال هذه الجامعة، وإضافة إلى ملف الانتخابات المحلية ستكون هناك ملفات سياسية وأخرى اجتماعية واقتصادية ضمن أجندة النشاطات، خاصة وأن هذه الملفات تأخذ طابع الأهمية بالنسبة لعموم الجزائريين.

وأضاف يقول: "الكثير من الأحزاب تخلت عن فكرة تنظيم الجامعة الصيفية، في حين تصر جبهة العدالة والتنمية على تنظيم هذا اللقاء، لأن الجامعة الصيفية نعتبرها في الحزب فرصة لتوحيد الرؤية السياسية بين الإطارات والمناضلين والرؤية الفكرية لتحقيق الوحدة التنظيمية وحتى الروحية بين الناس، ونحن في الحزب حريصون كل الحرص على عقد مثل هذه اللقاءات على الأقل في السنوات الخمس الأخيرة حيث كانت أشغال الجامعة الصيفية تعقد بشكل متواصل ومستمر، ومن ثمة لا يمكن التخلي عنها خاصة هذه السنة في ظل وجود تحديات سياسية ستقبل عليها البلاد في المستقبل القريب".

وفي رده على سؤال حول إن كان الحزب وقيادته قد ضبطوا مسألة القوائم التي ستخوض الاستحقاق الانتخابي القادم، وإن كان ترتيب هذه الخطوة قد تم بالنسبة للحزب مع شركائه السياسيين أم لا، خاصة وأنه أشار إلى مشاركة هؤلاء في أشغال الجامعة، قال بن خلاف: "لا.. حاليا لا، ولكن حتى ذلك الوقت بالتأكيد سنكون قد قطعنا شوطا كبيرا في المحليات سواء داخليا أو مع شركائنا السياسيين"، يقصد حركة البناء الوطني وحركة النهضة الذين يشكلون ما يعرف بـ"الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء".

وأضاف: "نحن كعدالة وتنمية ملتزمون بالوثيقة التي أمضيناها معهم في موضوع المحليات، إننا ندخلها مع بعضنا البعض وملتزمون أيضا بأهم شيء وهو موضوع المؤتمر الجامع الذي من المفروض أن يعقد في سبتمبر القادم، ولكن التحضير له من المفروض أن يبدأ من الآن ولو أننا متأخرون تأخرا كبيرا، ولكن حتى ذلك الوقت سنكون قد فصلنا في هذا الملف وتكون الرؤية واضحة للجميع".

 

جلول جودي: "سنعوض الجامعة الصيفية بلقاءات جهوية لاختصار الوقت وحشد أكبر للمناضلين !! " 

 

كشف القيادي في حزب العمال، جلول جودي، أن الحزب سيتخلى هذه الصائفة عن تنظيم الجامعة الصيفية التي يحرص كل سنة على تنظيمها، بالمقابل ستعوض هذه الجامعة بلقاءات جهوية تنظم على فترات في كل من الشرق، الغرب، الوسط وجنوب البلاد لإعادة تأطير المناضلين وإطارات الحزب بما يتماشى وأجندة المرحلة القادمة التي تأخذ فيها المحليات المقبلة طابع الأهمية والحيز الأكبر من اهتمامات الحزب.

جلول جودي، وفي تصريح صحفي لـ"الرائد"، أمس، حول الجامعة الصيفية لحزب العمال، قال أن قيادة الحزب قد قررت تعويضها بلقاءات جهوية بالشرق، الغرب، الجنوب ووسط البلاد، وذلك نظرا لإعادة هيكلة الحزب التي انطلقت منذ فترة، وثانيا للتحضير للانتخابات المحلية، حيث ستكون هذه اللقاءات بمثابة دورة تكوينية للمناضلات والمناضلين في الشأن السياسي بالدرجة الأولى.

وأوضح ذات المسؤول الحزبي أن فكرة التخلي عن الجامعة الصيفية التي دأب عليها الحزب، راجعة في الأساس إلى مشكل التمويل لمثل هذا الحدث، حيث أن غالبية الأحزاب السياسية بعد أن خرجت من معركة التشريعيات تعاني من شح في المداخيل وأيضا صعوبة في تحصيل اشتراكات جديدة من المناضلين والإطارات.

على صعيد آخر، يرجح أن تكون لهذه اللقاءات الجهوية والندوات أهمية أكبر من الجامعة الصيفية، خاصة وأنها تسبق مرحلة التحضير للمحليات القادمة من جهة، ومن جهة ثانية الاطلاع على مسألة إعادة هيكلة الحزب التي شرعت فيها القيادة في المرحلة السابقة. وقال جودي في هذا الشأن: "ستمكن هذه اللقاءات الجهوية من مشاركة أوسع للمناضلين والإطارات مقارنة بتنظيم جامعة صيفية في مكان واحد، حيث يكون العدد محددا ومحصورا بممثلين عن هذه الولايات فقط".

وفي رده على سؤال حول أهمية مثل هذه اللقاءات لإطارات الحزب ومناضليه وكذا حرص قيادة العمال على تنظيم أشغاله بالرغم من غياب التمويل والدعم المادي والتقشف، أوضح المتحدث أن حزب العمال حريص على تنظيم جامعته الصيفية كل سنة، مؤكدا أهمية هذه الجامعات في أجندة قيادته، مضيفا: "في الحقيقة نحن نعتبرها دورات تكوينية وتأطيرية أكثر منها شيئا آخر، وتهدف إلى خلق تجانس سياسي، حيث نكون جميعا على نفس المستوى من الفهم والوعي والقراءة للوضع السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي لما تمر به البلاد"، مشيرا إلى أن مثل هذه اللقاءات تسمح بتكوين إطارات الحزب ومناضليه في هذه الملفات.

أما بخصوص المحاور الكبرى للجامعة الصيفية لهذه السنة، قال جودي بأنها لم توضع لحدّ الآن، ولكن الأمر الذي نعمل عليه، يضيف المتحدث، هو أن تكون المحليات في صلب النقاشات إضافة إلى كل الملفات التي تشغل الرأي العام الآن.

 

فيلالي غويني: متمسكون بتنظيم الجامعة الصيفية وملف المحليات أبرز ما ستناقشه !! 

 

أوضح رئيس حركة الإصلاح الوطني، فيلالي غويني، أن الجامعة الصيفية للحزب قد شرع يوم أمس في تنظيم فعالياتها وتستمر إلى غاية يوم غد، حيث ستركز على ملفات عديدة أبرزها المحليات القادمة التي ستخوضها هذه التشكيلة الحزبية أواخر السنة الجارية.

وبخصوص أهمية الجامعة الصيفية بالنسبة لحركة الإصلاح الوطني، أشار فيلالي غويني، في تصريح صحفي لـ"الرائد"، إلى أن تشكيلته السياسية تحرص على تنظيم هذا اللقاء كل سنة وذلك للأهمية السياسية التي يحوز عليها وأيضا داخليا، حيث تكون فرصة لتكوين المناضلين والإطارات والاحتكاك بين القيادة والقاعدة وتبادل الرؤية فيما بينهم حول ملفات الوضع الراهن سياسيا، اقتصاديا واجتماعيا وحتى دوليا.

 

حياة سرتاح 
 

من نفس القسم الحدث