الوطن

القانون شجع بطريقة غير مباشرة على الطلاق وسهل إجراءاته !!

المحامي نور الدين جواني يعيب على المحاكم تخليها عن دورها في الصلح بين الزوجين ويؤكد:

ترتبط ظاهرة الطلاق في الجزائر وارتفاع نسب هذه الأخيرة بشكل مخيف بجوانب قانونية حيث أكد أمس المحامي نور الدين جواني أن تعديل قانون الأسرة وتسهيل إجراءات الطلاق والتطليق والخلع كان له أثر كبير في تزايد حالات الانفصال الأسري في الجزائر. 

وأضاف المحامي جواني أن أروقة المحاكم تستقبل يوميا مئات حالات الطلاق أحيانا لأتفه الأسباب مشيرا أن القانون شجع بطريقة غير مباشرة على الطلاق أو بالأحرى سهل هذا الأخير بشكل يجعل المرأة والرجل لا يفكران في صعوبة الإجراءات أو متاعب المحاكم حيث يمكن لزوجة ما أن تطلق زوجها نهائيا بمجرد تسجيلها لعريضة دعوى قضائية أمام المحكمة، ثم تحجز موعد جلسة للتوقيع على محضر صلح، ليصدر الحكم في أجل أقصاه ثلاثة أشهر، دون الحاجة لحضور الزوج أو الاستماع لتصريحاته، وبمجرد صدور حكم الطلاق يصبح غير قابل لأي طعن من طرف الزوج، ولو كان غائبا عن القضية، وقال ذات المتحدث أن أحيانا يكون الطلاق بدافع الامتيازات التي تحصل عليها المرأة المطلقة التي يكون معها أولاد حيث تستفيد هذه الأخيرة من نفقة شهرية وسكن خاص بها على عاتق الزوج وأعاب جواني  على المحاكم تخليها عن دورها في الصلح بين الزوج والزوجة في حال رغبتهم في الطلاق حيث قال ان جلسات الصلح تحولت لمجرد إجراء روتني أحيانا لا تدوم سوى عشرة دقائق يتأكد فيها القاضي من رغبة الطرفيين في الطلاق رغم انه من المفروض أن تكون هذه الجلسات خصيصا لمحاولة اقناع الزوجيين عن العدول عن قرارهما بشتى الطرق والوسائل غير ان تراكم مئات قضايا الطلاق يوميا جعل الامر غير ممكن من الناحية العملية.

وعن الأسباب قال المحامي أن ما مر عليه من أسباب للطلاق أحيانا محيرة وتافهة ما يؤكد أن الظاهرة تحولت لموضة وأصبحت أمرا عاديا مشيرا ان غياب الوساطة الأسرية في الإصلاح بين الزوجين جعل من الطلاق أمرا سهلا ومقبولا حيث لا تكلف الأسرة نفسها عناء الإصلاح بين الزوجة وزوجها بل بالعكس هناك حالات كثيرة كان سبب الطلاق فيها تدخل أهل الزوج في تسيير حياته الأسرية والضغط على الزوجة. وفي سياق متصل، كشف الأستاذ جواني بأن أكثر قضايا الطلاق تقع بين الشباب، أي الأزواج الجدد صغيري السن حيث تكشف جلسات محاكم شؤون الأسرة-يقول المحامي-على أن صغر سن الزوج أو الزوجة سبب رئيسي في عدم التفاهم بينهما، حيث لا يمكنهما تقدير العواقب أو فهم معنى رابطة الزواج والأسرة، وهذا ما يفسر ارتفاع نسبة الطلاق بين الأزواج الجدد، مقارنة بالآخرين.

س. ز

 

من نفس القسم الوطن