الوطن
الطلاق.. موضة جديدة في الأسرة الجزائرية !!
تنبئ بانهيار اجتماعي وشيك وتراجع لقدسية الزواج
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 08 جولية 2017
• كعكات أعياد ميلاد، شموع... موسيقى ورقص للاحتفال بالطلاق في الجزائر؟!
تشير أرقام الطلاق في الجزائر إلى مؤشرات لانهيار اجتماعي وشيك، حيث عرفت هذه الأخيرة تزايد مخيف السنوات الماضية قدرتها وزارة العدل بـ 60 ألف حالة سنويا بمعدل حوالي 6 حالات طلاق في الساعة وحالة لكل عشرة دقائق وهو ما يجعل الطلاق يتحول لموضة الجزائريين ما يتطلب حسب المختصين دراسة معمقة لمعرفة الأسباب ومحاولة استخلاص الحلول على الأقل لتقليل هذه النسب وحماية تمساك الأسرة في المجتمع.
بعدما كان بمثابة وصمة عار في جبين الزوجة قبل الزوج تحول الطلاق السنوات الأخيرة لموضة في أوساط الأزواج خاصة الجدد منهم لدرجة ان الطلاق أصبحت له مراسيم احتفال مثله مثل الزواج تماما وهو ما نراه يوما عبر شبكات مواقع التواصل الاجتماعي لزوجات وأزواج يحتفلن بطلاقهم عبر إقامة الحفلات وشراء حلوي أعياد الميلاد وإطفاء الشموع ليصبح الطلاق من مناسبة تعيسة تعصف وتنهي كيان الاسرة لمناسبة سعيدة أصبحت بمثابة إذعان لاستعادة الحرية سواء بالنسبة للرجل أو المرأة. وتكشف الإحصائيات والارقام عن تسجيل 60 ألف حالة طلاق في السنة بمعدل 166 حالة في اليوم و06 حالات في الساعة وحالة لكل عشرة دقائق، وكان تقرير صادر عن مراكز التعبئة والإحصاء العربية حول معدلات الطلاق في العالم العربي، قد صنف الجزائر في المرتبة الخامسة في عدد حالات الطلاق وهذا ما يجعل الطلاق يتحول إلى ظاهرة مخيفة تنجر عنها مشاكل اجتماعية خطيرة، وتستقبل المحاكم يوميا حالات عديدة لأزواج لم يمض على زواجهم سوى شهر واحد ووجدوا أنفسهم في المحاكم من أجل طلب الطلاق، ما يثبت أن الطلاق في الجزائر بات يحدث لأسباب تافهة تتعلق أغلبها بغياب روح المسؤولية وضعف الصراحة بين الزوجين قبل الزواج، و"الخيانة الزوجية، بالإضافة إلى الزواج في سن مبكر أو في مرحلة المراهقة، والتسرع والسطحية في الاختيار وعدم دراسة الشخصيات جيدا، وكذا الاعتقاد الخاطئ عن الزواج أنه مجرد علاقة عاطفية رومانسية، وعدم قدرة الزوجة أحيانا على تحمل المسؤولية وأعباء الحياة الزوجية، والزواج عن عدم اقتناع خوفا من الوصول إلى سن العنوسة بالنسبة للفتاة، وكذلك عدم مراعاة الفروق الاجتماعية والبيئية والثقافية لكلا الطرفين ما يؤدى إلى صعوبة الاستمرار، وأساب أخرى تتعلق أحيانا بالزوج أو الزوجة أو كلاهما معا وحسب المختصين فإن ظاهرة الطلاق أصبحت آفة اجتماعية تفشت في السنوات الأخيرة في مجتمعاتنا، بفعل تراكم المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي ساهمت بشكل كبير في التمهيد للظاهرة، كانتشار البطالة، أزمة السكن وانعدام الحوار داخل الأسر، كما كان للقانون الجديد المتعلق بالأسرة حسب ما يؤكده عدد من الحقوقيين دور في تزايد حالات الطلاق في المجتمع لأنه أعطى للمرأة أكثر حرية باللجوء إلى العدالة، وذلك بسن الخلع أيضا.
وهو ما يؤكده المحامون أيضا حيث يشير هؤلاء من خلال تجربتهم الميدانية عبر المحاكم، أن سبب انفجار قضايا الطلاق ذ قانوني بحت يرجع لتيسير إجراءات الطلاق حيث أصبح ممكن للزوجة أن تطلق زوجها نهائيا بمجرد تسجيلها لعريضة دعوى قضائية أمام المحكمة، ثم تحجز موعد جلسة للتوقيع على محضر صلح، ليصدر الحكم في أجل أقصاه ثلاثة أشهر، دون الحاجة لحضور الزوج أو الاستماع لتصريحاته، وبمجرد صدور حكم الطلاق يصبح غير قابل لأي طعن من طرف الزوج، ولو كان غائبا عن القضية، من جهتهم يري الخبراء في علم الاجتماع أن لارتفاع نسب الطلاق دوافع وجوانب اجتماعية تتعلق بغياب وتلاشي بعض الأطر والمفاهيم في المجتمع كانت تمثل لوقت قريب كابح لانفصال الزوج والزوجة غير أن تطور المجتمعات تكنولوجيا وما إلى ذلك ادي لتكسير هذه الكوابح وجعل الطلاق أمر عادي بل تحول إلى موضة في أوساط الجزائريين ومناسبة سعيدة يحتفل بها بالنسبة للكثيرين، في حين يري رجال الدين أن الطلاق يرجع في كثير من الأحيان لغياب الوازع الديني لدى الأزواج.
س. زموش