الوطن

مبتول: البيروقراطية تشجع على التعامل مع السوق السوداء ويوسع الأموال المتداولة فيها

أكد أن هذه المنحة لا تزال من بين النقاط السوداء في المنظومة المالية الجزائرية

أكد أمس الخبير الاقتصادي عبد الرحمن مبتول ان ما تمارسه بعض البنوك من بيروقراطية في سيبل منع منحة السفر عن بعض المواطنين أمر غير مقبول مشيرا ان هذه الممارسات تدفع المواطنين للسوق السوداء للعملة الصعبة وهو ما يوسع من هامش الأموال المتداولة خارج الأطر الرسمية.

وقال مبتول في اتصال هاتفي مع "الرائد" أن أي مبررات تستعملها البنوك من اجل إبقاء العملة الصعبة لديها وعدم إخراجها تعد مبررات واهية وغير منطقية مشيرا ان هذه الإجراءات البيروقراطية التي تفرضها على طالبي منحة السفر تسي للمؤسسات المالية وتدفع هؤلاء نحو الأسواق الموازية وأشار مبتول أن قضية منحة السفر لا تزال من بين النقاط السوداء في المنظومة المالية الجزائرية معتبرا ان الحكومة مدعوة لتطوير البنوك والتعامل مع قضية العملة الصعبة بجدية وقال مبتول أن المبررات التي سبق وأعطاها محافظ بنك الجزائر بخصوص تأخر السلطات العمومية في تحسين منحة السفر تحمل جانب من الواقعية غير أنه إذا ربطناها بعوامل أخرى فإنها تصبح غير مؤسسة.

هذا وكان محافظ بنك الجزائر محمد لوكال، قد سبق وأكد أن رفع منحة السفر سيؤدي إلى نزيف في العملة الصعبة في الظروف الحالية الصعبة التي تمر بها البلاد، حيث سيلجأ حسبه العديد من المواطنين إلى الحصول عليها لتحويلها مباشرة إلى السوق السوداء بعد الخروج إلى تونس لمجرد التأشير على جواز السفر والعودة مباشرة وليس من أجل السياحة. وبالإضافة إلى تهريب العملة، برر لوكال أن هناك مؤشر أكثر خطورة وهو أن الجزائر تعاني من عجز مزمن في مجال السياحة الوافدة، حيث أن مداخيل الجزائر في مجال السياحة لا تكفي لتغطية الطلب السنوي على العملة الصعبة من الجزائريين الذين يريدون التوجه إلى الخارج لقضاء عطلتهم، وبالتالي فهي تغطي هذا العجز مباشرة من مداخيل النفط، وفي حال تم رفع المنحة ستتأثر عائدات صادرات المحروقات مباشرة، وهي المبررات التي أقتنع بعض الأطراف غير أن الخبراء ردوا على لوكان معتبرين أن مبرراته غير مقنعة باعتبار أن هذه المنحة لم تعرف أي تحسين حتي في عهد البحبوحة المالية.

ويعتبر هؤلاء أن التهريب الذي يستهدف الأموال الصعبة عن طريق تعاملات بنكية يتم باسم التصدير والاستيراد لمنتجات متعددة، وذلك عن طريق فوترة مزيفة لهذه الأخيرة، زيادة لأن القيمة الزهيدة للمنحة السياحية التي يمنحها البنك المركزي للمسافر الجزائري مرة في السنة، والتي لا تغطي حتى مصاريف يوم واحد في الخارج، تشجع بشكل علني ومباشر تداول صرف العملة الصعبة في الساحات العمومية، وفي أسواق السكوار والفضاءات الموازية المعروفة وهو ما يوسع الأموال المتداولة خارج البنوك التي تحاول الحكومة حاليا تأطيرها.

س. ز

 

من نفس القسم الوطن