الحدث

الرئيس يقدم حصيلة 18 سنة من حكمه ويدعو الجزائريين للتجند

ترحم على أرواح الشهداء بمقبرة العالية في الذكرى الـ 55 لعيد الاستقلال

تضمنت رسالة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بمناسبة ذكرى الاستقلال، ما يشبه حصيلة رسمية حول فترة حكمه منذ العام 1999 في عدة مجالات، كما حملت دعوة للشعب الجزائري من أجل التجند لمواصلة المسيرة. وفي الذكرى أوضح الرئيس أنه "من خلال استذكار الماضي وما تكبدناه فيه من مآس تحت وطأة الاحتلال الفرنسي، إنما نمارس حقنا في حفظ الذاكرة وفاء لأسلافنا الذين قاوموا"، مضيفا: "إننا نمارس حقنا في حفظ الذاكرة وفاء لشعبنا الذي ضحى بمليون ونصف مليون من أبنائه وبناته لكي يسترجع سيادته الوطنية واستقلاله". واعتبر الرئيس أنه "ليس في هذا التذكير بالماضي أية دعوة إلى البغضاء والكراهية، حتى وإن ظل شعبنا مصرا على مطالبة مستعمر الأمس بالاعتراف بما اقترفه في حقه من شر ونكال". وأضاف الرئيس في كلمته: "فرنسا التي باشرت معها الجزائر المستقلة بناء شراكة استثنائية يجب أن تكون نافعة لكلا الطرفين، شراكة لن يزيدها الاعتراف بحقائق التاريخ إلا صفاء وتوثبا". واعتبر رئيس الجمهورية أن "حفظ الذاكرة الوطنية هذا يعني أجيالنا الصاعدة هي الأخرى لأنه سيتيح لها على الدوام شحذ حسها الوطني وهي تواجه التحديات والصعاب ويكون مبعثا لاعتزازها الدائم بوطنها".

وجاء في الرسالة أنه "قبل ثمانية عشر عاما، كان لي الشرف، ويا له من شرف، أن صرت دليل خطواتكم مستمدا قوتي من ثقتكم، فأعدنا بناء ما دمر وشيدنا المزيد وجعلنا بلادنا تتقدم في شتى المجالات. وكلها، بني وطني الأعزاء، إنجازات حققناها معا، وأذكر بعضا منها باختصار مصداقا لما أقول".

وحسب رئيس الجمهورية الذي وصل سدة الحكم، فإنه تم خلال هذه الفترة تحقيق "تقدم اقتصادي ملموس انعكس من خلال ارتفاع الناتج الداخلي الخام بقدر خمس مرات (..) وإنشاء الملايين من مناصب العمل المختلفة فتراجعت نسبة البطالة التي بلغت 30 بالمائة في بداية القرن هذا إلى ثلثها"، وأضاف: "خلال تلك الفترة ذاتها استفادت الساكنة من أكثر من 3 ملايين و500 ألف وحدة سكنية، وهو ما لبى الطلب وزيادة، مع العلم أنه يجري حاليا إنجاز ما يقارب مليون وحدة سكنية أخرى".

وبالنسبة لقطاع التعليم، جاء في الرسالة أنه تم الوصول إلى رقم مليون طالب وارتفاع التمدرس في السنة السادسة بنسبة مائة بالمائة، أما الجامعة فإنها سجلت طفرة حقيقية إذ وسعت شبكة منشآتها القاعدية، بحيث شملت كافة الولايات فارتفع عدد الطلبة ليصل, عما قريب, إلى مليوني طالب.

وفي الشق السياسي، ذكرت الرسالة أن "السنة الجارية تميزت بانتخاب، قبل فترة من الزمن، مجلس شعبي وطني جديد سيتولى مع الحكومة الجديدة مواصلة تجسيد التحويرات الهامة الواردة في الدستور المعدل فيما يتعلق بالتعددية الديمقراطية وتعزيز دولة الحق والقانون ومواصلة ترقية حقوق الإنسان والحريات في كافة المجالات".

وأكد رئيس الجمهورية بالنسبة للجانب الأمني "فيما يخص الحفاظ على سلامة ترابنا وأمن مواطنينا وممتلكاتهم، دعوني أجزي، باسمكم جميعا، تحية الإكبار الواجبة للجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني على ما أبلاه ويبليه من بسالة واحترافية وروح التضحية، التي بفضلها وفق بالتنسيق مع مختلف المصالح الأمنية في التغلب الكاسح على آخر بقايا الفلول الإرهابية المنتشرة عبر بلادنا المترامية الأطراف".

وبالنسبة للمستقبل، يرى بوتفليقة أن "بلادنا تواجه في المجال الاقتصادي تراجعا كبيرا في مداخليها الخارجية واختلالا في ميزان مدفوعاتها الخارجية، مع أنها تحتفظ بسيادتها غير منقوصة في قرارها الاقتصادي والاجتماعي، بفضل ما جمعته من احتياطيات الصرف التي بدأت تتناقص". ودعا في هذا الإطار الجميع إلى التجند من أجل القيام بإصلاحات اقتصادية للخروج من هذا الوضع.

إلى ذلك استغل الرئيس المناسبة ليترحم بمربع الشهداء بمقبرة العالية (الجزائر العاصمة)، على أرواح شهداء ثورة الفاتح نوفمبر 1954، بمناسبة الذكرى الـ 55 للاستقلال، صبيحة أمس. وبعد أن استعرض تشكيلة من الحرس الجمهوري التي أدت له التحية الشرفية، وضع الرئيس بوتفليقة إكليلا من الزهور أمام النصب التذكاري وقرأ فاتحة الكتاب ترحما على أرواح شهداء ثورة التحرير المجيدة.

وقد حضر هذه المراسم رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح ورئيس المجلس الشعبي الوطني السعيد بوحجة والوزير الأول عبد المجيد تبون ورئيس المجلس الدستوري مراد مدلسي ووزير الدولة مدير الديوان برئاسة الجمهورية أحمد أويحيى ووزير الدولة المستشار الخاص لرئيس الجمهورية الطيب بلعيز ونائب وزير الدفاع الوطني قائد أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد ڤايد صالح وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل ووزير المجاهدين الطيب زيتوني والأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين السعيد عبادو، وكذا أعضاء من الحكومة.

إكرام. س

 

من نفس القسم الحدث