الحدث

تزايد المؤشرات بقرب رحيل ولد عباس من العتيد !!

منذ فضائح التشريعيات الأخيرة أصبح خارج أجندات السلطة

يشعر مساعدو الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، جمال ولد عباس، أن مسألة رحيله من منصبه تعد مسألة وقت فقط، رغم إيحائه بأن عهدته ستكتمل في الآجال القانونية أي في 2019 موعد المؤتمر الحادي عشر.

ولمس الذين يشتغلون في الصفوف الأولى إلى جانب ولد عباس هوسه الشديد بإعلان الولاء وتجديده كل مرة، في بيان عن رغبته في تغيير مصيره المحتوم، فمارس ضغوطا على النواب وخصوصا رئيسي المجموعتين البرلمانيتين للحزب لدعم مخطط عمل الحكومة، ومع الإشادة بالأمين العام به شخصيا.

وأصدرت المجموعتان البرلمانيتان لحزب جبهة التحرير الوطني بالمجلس بغرفتي البرلماني بيانين منفصلين بمناسبة مناقشة مخطط عمل الحكومة، تمت الإشارة فيهما إلى ولد عباس، وتوجيهاته للنواب لدعم المخطط، وانتقاد الأصوات الرافضة للمخطط الحكومي، في إجراء لا قيمة له من الناحية السياسية لأن نواب الأفلان وممثليه بمجلس الأمة يدعمون الحكومة والمخطط دون شروط.

وقال عضو في مجلس الأمة: لم يكن إصدار البيان ضمن مخططات منتخبي الحزب، لأن كلمة الكتلة في ختام المناقشة زيادة عن تدخلات الأعضاء تفي بالحاجة، لكن بإلحاح من الأمين العام تمت صياغة البيان الضعيف فاقد الروح والذي تجاهلته الصحف، ونفي أعضاء آخرين في الكتلة علمهم بالبيان.

وسرع رحيل عبد المالك سلال من الحكومة وهو حليف لولد عباس، زيادة على سوابق الأمين العام في الانتخابات السابقة، وهرمه في السن، في المطالب بالإطاحة به من منصبه، ولا يبدو القائمون على القرار مبالين بالرسائل التي يطلقها أمين عام الحزب وآخرها الكشف عن وثائق جديدة تؤكد روايته بأنه من المحكوم عليهم بالإعدام، ومن الناحية السياسية لا تشكل تلك الوثائق فارقا، فالشرعية التاريخية لم تعد عنصرا في اختيار الرجال، زيادة على أن مصدرها الأرشيف الفرنسي وليس من عملوا مع ولد عباس في حرب التحرير.

وجاء إخراج تلك الأوراق كشكل من أشكال الاستغاثة، وكأنه يقول: ارفقوا بي لا تعدموني مجددا، أي عدم التعجيل بإقالته من منصبه قبل مرور سنة على توليه مقاليد الأفلان إثر عملية انقلاب داخلي دبر خارج الأسوار، أطيح فيه بعمار سعداني.

ولم يشفع لولد عباس كثرة الحديث عن عهدة خامسة وهجومه على المعارضة، الحصول على حماية، حيث يجري جمع التوقيعات للدعوة لاجتماع للجنة تحت أنظاره.

ومنذ فضائح الانتخابات، أصبح ولد عباس خارج أجندات السلطة، وتنحية سلال ووزير الصناعة القوي عبد السلام بوشوارب من الحكومة يؤشر لعملية تغييرات في إطار الذهاب للانتخابات الرئاسية بوجوه جديدة أقل تلوثا.

آدم شعبان

 

من نفس القسم الحدث