الحدث

النهضة أمام اختبار التمسك بالشرعية أو الانشقاق !!

قيادات معارضة للأمين العام حددت تاريخ دورة مجلس الشورى بعيدا عنه

في وقت يؤكد الأمين العام لحركة النهضة، محمد ذويبي، تمسكه بضرورة تحديد موعد الدورة العادية لمجلس الشورى الوطني للحركة خلال الأيام المقبلة، بناء على قوانين الحزب، لمناقشة كل الملفات التي تشغل أعضاء مجلس الشورى، نقلت مصادر عن قيادات في النهضة بأن "تاريخ عقد الدورة العادية لمجلس الشورى مقرر يوم السبت المقبل".

وفجر هذا التناقض الدائر داخل بيت النهضة العديد من الخلافات المتراكمة قبيل تشريعيات ماي الفارط، وكذا تأثيراته على سير التحضير لمختلف مراحل الاتحاد الاندماجي للأحزاب الثلاثة (حركة النهضة، جبهة العدالة والتنمية، حركة البناء الوطني). وبين المشاكل الداخلية للحركة ومواعيد الاستحقاقات القادمة، يرتقب أن تفصل قيادات الأحزاب الثلاثة في شكل خوض المحليات قبل استدعاء الهيئة الناخبة المرتقب نهاية شهر أوت أو بداية شهر سبتمبر القادم.

وكشفت مصادر أن "مجلس شورى حركة النهضة سيعقد دورة استثنائية يوم السبت للفصل في موضوع الخلاف الدائر حول قيادة الحزب"، في حين لا يزال الخلاف الدائر منذ أشهر بين الأمين العام الحالي للنهضة، محمد ذويبي، الذي يحظى بتأييد من الولايات الأساسية التي تنشط بها حركة النهضة، وبين بعض قيادات المكتب الوطني حول قيادة الحزب، وهو ما انعكس على سير إجراءات التحالف الاستراتيجي الاندماجي بين أقطاب الاتحاد الثلاثة. وكشفت مصادر قيادية في الاتحاد، ليومية "الرائد"، على هامش اختتام الدورة العادية للبرلمان، الأحد الفارط، أن "من بين العراقيل التي تقف أمام السير العادي لأجندة تحقيق الاتحاد في مؤتمر اندماجي هي الخلافات الدائرة في بيت النهضة"، وأضافت: "قيادة النهضة لا تزال لم تحدد أجندة زمنية واضحة لعودة الهيئة المديرة للاتحاد لعملها، خصوصا أن المهلة المحددة قبل شهر رمضان انقضت منذ شهر تقريبا". وذكرت المصادر أن "العقبة الموجودة في النهضة هي بين بعض قيادات المكتب الوطني وبين الأمين العام، وكان مقررا عقد دورة مجلس الشورى لحسم الأمور الداخلية، لكن لا يزال هناك تعطيل وتأخر كبير وفق أجندة الاتحاد في وثيقة الاندماج".

على صعيد آخر، قال الأمين العام للنهضة، محمد ذويبي، أن "الخلافات الداخلية في الحركة لم تؤثر على سير إجراءات المؤتمر الاندماجي، والهيئة المديرة تقوم بعملها ولا موعد بخصوص مجلس الشورى للحركة"، في حين امتنعت قيادات معارضة لذويبي عن الرد على اتصالات "الرائد" بخصوص دورة مجلس الشورى والخلافات داخل الحزب، بينما تؤكد الأطراف ذاتها أن "موعد عقد مجلس الشورى الاستثنائي سيكون هذا السبت وفق جدول أعمال محدد يتمثل في الفصل في قيادة الحزب". وتحاول هذه القيادات تسويق مبرر أن جناح ذويبي رغم قوته يقف ضدّ مشروع الاتحاد، وهو ما كذبته بعض المصادر النيابية التي أكدت لـ"الرائد" أن ذويبي كان أكثر عناصر النهضة تحركا في الحملة الانتخابية وحماسة للاتحاد، في الوقت الذي لم تتحرك العناصر التي ترغب في سحب البساط منه.

وفي السياق ذاته، ردّ ذويبي أن "الدورة العادية لمجلس الشورى في آجالها القانونية ويتم تحديد موعدها وجدول أعمالها باتفاق بين الأمين العام ورئيس مجلس الشورى".

أما قيادي جبهة العدالة والتنمية، لخضر بن خلاف، فأوضح أن "الوثيقة التي أمضاها قادة الاتحاد تحدد شهر سبتمبر القادم موعدا لعقد المؤتمر الاندماجي ونحن نحاول الالتزام بالمواعيد قدر ما نستطيع"، مضيفا: "صحيح الأمور متأخرة حسب الأجندة التي حددناها سابقا، لكن سنحاول التأقلم مع الوقت والظروف الحالية من أجل تجسيد الاتفاق المشترك بين قادة الاتحاد". ورجح بن خلاف إمكانية تأجيل المؤتمر الاندماجي حسب "المستجدات التي تطرأ على الاتحاد أو خارجه"، في إشارة إلى الظروف التي تمر بها حركة النهضة داخليا. وأضاف المتحدث في اتصال هاتفي مع "الرائد"، أمس، أن "أطراف الاتحاد متمسكة بعقد المؤتمر الاندماجي وتجسيد الوحدة واقعيا، وهذا ليس إلزام قادة الاتحاد فقط بل حتى إطارات الأحزاب الثلاثة ومناضليها وفئات واسعة من الشعب"، مختتما: "قريبا ستعود الهيئة المديرة لعملها وفق ما تم الاتفاق عليه قبل شهر رمضان لتحضير المؤتمر الاندماجي".

على صعيد آخر، كشف مصدر من داخل الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء أن "مصير الاتحاد سيبقى عالقا إلى غاية تسوية الأمور الداخلية لحركة النهضة، وفي حالة عدم تسويتها وتعقدها سيكون إجراء آخر بعقد اتحاد 3 ناقص واحد (3-1)"، في إشارة إلى بقاء أقطاب الاتحاد الثلاثة ضمن أجندة العمل مع تأخر النهضة. وأضاف المصدر "الظروف السياسية والاستحقاقات المقبلة تفرض على قادة الاتحاد اتخاذ قرارات ظرفية ومواجهة الموقف"، مضيفا: "الاتحاد مستعد للمضي قدما في إطار الاندماج والوحدة لأنه صار أمل الجميع وهو منفتح على كل الأحزاب التي تتقاطع فكريا وسياسيا".

يونس بن شلابي

 

من نفس القسم الحدث