الوطن

نقص الخدمات... غياب الأمن وانتشار الأوساخ ثالوث يهدد موسم الاصطياف بالفشل!

الشواطئ تعرف وضعا كارثيا مع الانطلاق الفعلي للموسم

 

 
تعرف العديد من الشواطئ عبر الوطن مع الانطلاق الفعلي لموسم الاصطياف بعد انقضاء شهر رمضان وضعية كارثية حيث طبع هذه الشواطئ نقص كبير في الخدمات وغياب للأمن وانتشار مريع للفضلات والأوساخ وهو الثالوث الذي يهدد مرة أخرى موسم الاصياف هذه السنة.
 
بمجرد انتهاء شهر رمضان بدأت العديد من العائلات تقصد شواطئ البحر تزامنا مع الارتفاع المحسوس لدرجات الحرارة هذه الأيام وهو ما يعد الافتتاح الفعلي لموسم الاصطياف والذي كشف مع بدايته عن واقع مزري تعيشه عدد من الأماكن السياحة والشواطئ عبر الوطن حيث تناقلت امس عدد من صفحات الفايسبوك منها الصفحة الرسمية للمنظمة الجزائرية لحماية المستهلك صورا كارثية لعدد من الشواطئ بالعاصمة وتيبازة وهران ومستغانم وتلمسان تظهر تدهور كبير هناك وانتشار واسع للفضلات والأوساخ وغياب للهياكل والخدمات وحتي الأمن في هذه الأخيرة وقد تحولت بعض الشواطئ في ولاية وهران وفي تلمسان حسب الصور التي اطلعت عليها "الرائد" لمصب لقنوات الصرف الصحي الذي يقذف مباشرة الفضلات والمياه القذرة في البحر، ما يعتبر اغتصابا بحق البيئة والمواطن الذي يقصد هذه الشواطئ للسباحة، في حين تعاني شواطئ أخرى على غرار الشواطئ بولاية تيبازة انتشار رهيب للقاذورات والاكياس والقارورات البلاستيكية التي تحولت لديكور هذه الشواطئ مشوهة المنظر الجمالي للمنطقة ومشكلة خطرا حقيقا على من يسبح في مياهها من المصطافين.  من جهة أخرى طرحت هذه السنة أيضا إشكالية التجاوزات غير القانونية من طرف بعض الانتهازيين، والمتعلقة بتأجير الشمسيات والكراسي، وفرض مبالغ خيالية لكراء مساحة على الشاطئ أو لركن السيارة فمع توافد أولى المصطافين عل الشواطئ انتعشت تجارة الباركينغ وكراء الشمسيات رغم ان تعليمة مجانية الشواطئ لا تزال سارية المفعول وهو ما جعل الوضع مشحون بين المصطافين وبعض من مافيا الشواطئ من الشباب الذين أصبحوا يفرضون منطقهم بالقوة من جانب أخر عبّر المصطافون عن استيائهم من تدني الخدمات بالرغم من الإمكانيات الضخمة التي تم تسخيرها، حيث تعاني أغلب المناطق الساحلية والشواطئ من وضع تعسفي وفوضوي، بسبب التجاوزات الخطيرة من طرف بعض الأطراف على مستوى المناطق السياحية، قصد استغلال الفترة الصيفية لتحويل المكان إلى علامة تجارية للتسويق  و هو الأمر الذي جعل الفوضى والتجارة الموازية تغزوان المناطق السياحية، أين تتحول بعض الشواطئ من قبلة سياحية يلجأ إليها الملايين من المصطافين إلى قبلة للفوضى العارمة والتجارة العشوائية، ناهيك عن موقف السيارات الذي استولى على أغلبية المساحة المخصصة للمواطنين، وفضلا عن ذلك، فإن غياب الحس المدني والحضري لدى المصطافين هو ما يجعل ظاهرة القاذورات والرمي العشوائي تتراكم، وتزيد عن حدها بكل موسم اصطياف، وهذا بالرغم من الحملات التحسيسية العديدة التي تسبق هذه الفترة الصيفية، حيث يعمد بعض المصطافين إلى القيام ببعض السلوكيات غير الأخلاقية، بحيث يلجا البعض إلى ترك نفاياتهم في المكان، هذا بغض النظر عن رمي المأكولات والقارورات البلاستيكية داخل البحر، مما يجعلها تتراكم مشوهة المنظر الحضري للشواطئ، كما أن بقايا المأكولات تضاعف من الروائح الكريهة، وشروط النظافة الضرورية تغيب تماما عن هذه الأمكنة وحتى داخل بعض المطاعم، وأماكن البيع العشوائي.  ليبقى السؤال الذي يطرح نفسه، أين هو التحضير لموسم الاصطياف الذي تخصص له سنويا مبالغ ضخمة؟.
 
 
س. زموش

من نفس القسم الوطن