•شنين: يجب إحداث القطيعة مع الفساد الاقتصادي والسياسي
خرجت معظم تدخلات نواب المجلس الشعبي الوطني في مناقشة مخطط عمل الحكومة عن إطارها المحدد موضوعا بـ"استعراض انشغالات ولاياتهم" والابتعاد عن مناقشة مخطط عمل الحكومة في حضور الوزير الأول، وتباينت تدخلات النواب بين تهنئة تبون على منصب وزير أول والتمني بالتوفيق لحكومته دون إبداء أي ملاحظات في صميم المشروع المعروض للنقاش والتعديل أمامهم، بينما حفظ بعض النواب "ماء الوجه" بتوجيه "رسائل وانتقادات واضحة لإحداث القطيعة مع السياسات السابقة للحكومة".
وانصبت معظم تدخلات نواب المجلس الشعبي الوطني على مواضيع التنمية المحلية للولايات وتبادل التهاني وإبراز تحمسهم لتنشيط العهدة التشريعية خصوصا النواب المنتمين للموالاة.
•شنين: يجب إحداث القطيعة مع الفساد الاقتصادي والسياسي
كشف النائب عن الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء، سليمان شنين، أن "جميع الجزائريين هم في انتظار النموذج الاقتصادي الجديد والإجراءات العملية التي يمكن أن تساعد فعليا على الانتقال من نظام الاستيراد والاعتماد على المحروقات إلى نظام يساهم في إيجاد صناعات حقيقية صانعة للثروة، ضامنة للتشغيل ومساهمة في الميزانية العامة للدولة". وعن مخطط عمل الحكومة، قال النائب: "المخطط للأسف الشديد جاء ليزيد من مخاوف الاعتماد على الزيادة في الوعاء الضريبي، وهو ما من شأنه إعاقة أي نوع من الاستثمار". واعتبر شنين أن "محاربة الفساد تقتضي ضرورة بلورة عقد وطني يعيد أصحاب المال إلى المربع الذي يجب أن يكونوا فيها، وينهي مرحلة التداخل بل الهيمنة التي كانت في الفترة السابقة"، مضيفا: "الفساد وما يتمتع به بعضهم من حصانة وصلاحيات تسببت في أزمات دبلوماسية، كما أدخلت ممارساتهم الرعب في الإدارة والإطارات نتيجة نفوذهم اللامتناهي".
وفي الشق السياسي، ذكر النائب شنين أن "على الحكومة فهم رسالة الملايين من المقاطعين للانتخابات الذين عبروا على أنهم جمهوريون وديمقراطيون يطالبون بتغيير السياسات المتبعة"، وأضاف أن "إفرازات الانتخابات الأخيرة ناقوس خطر آخر يجب أن يعمل جميع المخلصين على المسارعة في فهم رسائله، بعيدا عن منطق التضخيم والخوف من عدم المصداقية"، معتبرا أن "أولوية تحصين الجبهة الداخلية تكون من خلال تعميق إجراءات الثقة التي يطالب بها المواطن، ومخطط الحكومة يحتاج إلى تجسيد في أرض الواقع على غرار دولة القانون واستقلالية القضاء والتكفل بالحريات"، مختتما: "هل الفهم الحقيقي لنصوص الدستور الجديد هو إقصاء المعارضة من هياكل المجلس وعدم الانسجام العددي لحضور المرأة فيها، والادعاء بالأغلبية بنسبة لا تفوق 6 في المئة من أصوات الناخبين".
•نواب خارج موضوع الجلسة
اتجهت معظم تدخلات نواب المجلس الشعبي الوطني، أمس، خلال جلسة مناقشة مخطط عمل الحكومة، في "سياق رفع انشغالات الولايات التي انتخبوا فيها بعيدا عن مناقشة مخطط عمل الحكومة موضوع الجلسة"، وعرفت الجلسة "تململا" في تدخلات أكثر من 25 نائبا خصوصا تلك التي خرجت عن إطارها الموضوعي، كما ركز بعض النواب في تدخلاتهم على "الظهور" بتهنئة تبون بعد تعيينه وزيرا أول (18 ماي) وتهنئة السعيد بوحجة بعد انتخابه رئيسا للمجلس (23 ماي)، في حين غابت ملاحظاتهم واقتراحاتهم بخصوص مخطط عمل الحكومة، وينتمي غالبية هؤلاء النواب إلى أحزاب الأفلان والأرندي وتاج والأمبيا وآخرين من كتلة الأحرار، بينما كانت تدخلات بعض النواب الذين جددوا العهدة على غرار حزب العمال والاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء فقد ارتكزت على "إحداث القطيعة مع السياسات السابقة للحكومة والعمل على تجسيد المخطط في أرض الواقع خصوصا في بعض الجوانب الاجتماعية الضرورية".
•جلسة التصويت يوم الجمعة
قال وزير الصناعة والمناجم، المحجوب بدة، على هامش جلسة مناقشة مخطط عمل الحكومة بالمجلس الشعبي الوطني، يوم أمس، أن "التصريحات الصحفية مؤجلة إلى غاية الفراغ من مناقشة مخطط عمل الحكومة والتعديلات والتصويت عليه"، مضيفا: "يوم الجمعة ستكون جلسة التصويت في المجلس"، وجاء تصريح بدة الذي حضر رفقة الوزير الأول عبد المجيد تبون لجلسة المناقشة العامة بالبرلمان، وأفصح رئيس المجلس الشعبي الوطني، السعيد بوحجة، عن تسجيل قرابة 250 نائبا لطلب تدخل خلال جلسة مناقشة مخطط عمل الحكومة من مجموع 462 نائبا يشكلون الغرفة السفلى للبرلمان، وهو ما يعتبر سابقة أولى في المجلس، بالنظر إلى أنها الجلسة الأولى للنواب وكذا الجلسة الأخيرة قبل اختتام الدورة العادية الحالية في الثاني من شهر جويلية الداخل، وفق جدول أعمال المجلس، ومن جهة ثانية، علق بعض النواب، في تصريح لـ"الرائد"، على رفض الوزراء التصريحات الصحفية بأنها محاولة من "الحكومة الابتعاد عن الضغط الإعلامي قبل التصويت على مخطط عمل الحكومة".