تتولى لجنة وزراية مشتركة بين قطاعي الشؤون الدينية والتربية الوطنية وضع منهاج دراسي جديد للتربية الإسلامية خاص بتلاميذ التعليم الثانوية، حسبما كشف عنه وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، وستتولى هذه اللجنة، حسب ممثل الحكومة، مراجعة الكتب المدرسية الخاصة بمادة التربية الإسلامية وإعادة طباعة نصوصها بالشكل الصحيح، والعملية تكملة لعملية انطلقت من كتب الأقسام الابتدائية لتشمل في مرحلتها الأخيرة كتب الطور الثانوي، وبرر الوزير هذه الخطوة بكون الكتب المدرسية تروج للفكر الوهابي، وتنخرط هذه الخطوة في إطار إجراءات قررتها الحكومة ومست تشديد قواعد استيراد الكتاب الديني ووضع الكتاب شبه المدرسي وطباعة القرآن.
كشف محمد عيسى، خلال إشرافه على ندوة حول الوسطية، التطرف، والحوار مع الآخر، بمجلس الأمة، أمس، أن خطة العمل الخاصة بالحكومة تبنت خطة قطاعه لإنشاء مرجعية دينية خاصة بالجزائر، تستند إلى الموروث الفقهي والوسطية والاعتدال. وأشار إلى أن تعيين مفت للجمهورية لا يثير حماسته فهو يفضل تأسيس مجلس للفتوى يتكون من خبراء ولا يخضع لسلطة شخص واحد أي مفتي الجمهورية، مقترحا إنشاء هيئة الإفتاء بالشراكة بين وزارة الشؤون الدينية والأوقاف والمجلس الإسلامي الأعلى، ورافع لإنشاء إطار مؤسس تشرف عليه الدولة من أجل بقاء الجزائر في قيادة وريادة الوسطية التي يفتخر الجزائريون بها، والتي كانت على مر السنوات صمام أمان لهم حالت بينهم وبين التشدد والتطرف، مؤكدا في الوقت ذاته أن الجزائر تعتبر مدرسة للوسطية واجتثاث التشدد، وأكبر دليل على ذلك بحث الخبراء من كل أنحاء العالم لاسيما العربي منه في التجربة الجزائرية التي جعلت الجزائر تخرج من حالة العنف والتطرف خلال سنوات التسعينيات.
وجدد ذات المسؤول الحكومي التأكيد على أن الجزائر لا تضطهد أتباع الطائفة الاحمدية، وأن الملاحقات الأمنية والقضائية التي تمت في حقهم تعود أساسا لمخالفتهم للتشريع الخاص بجمع الأموال من المساجد دون رخصة، مبررا عدم الترخيص لهم إنشاء جمعية بغياب إطار قانوني خاص بالجمعيات الدينية في الجزائر.
وانتقد الفتاوى التي تمنع صرف الزكاة نقدا، معتبرا أن من يسوق لهذا هو صاحب الأفكار الدخيلة، وصرح أن فتوى إخراج الزكاة نقدا موجودة في الحديث والدين.
من جهة أخرى، هنأ الوزير الأئمة الذين قال عنهم أنهم أدوا حطابا دينيا وسطيا معتدلا في رمضان وأثبتوا قدرتهم على أداء هذه المهمة. وأضاف: "لم نسجل أي خلل أو تجاوز في صفوفهم، بل لمسنا فيهم تمسكهم بثقافتنا الوطنية كما حدث مع إمام أدى الأذان بنغمة ترڤية، واخر ارتدى زيا تقليديا وسمعنا تراتيل من صميم ثقافتنا، شعروا وأشعرونا بحلاوة ذلك".
وفي رده على سؤال حول اعتماد الجمعيات والاستجابة لمطلب أصحاب الطائفة الاحمدية في لم شملهم ضمن جمعية، وفق ما جاء به الدستور الجزائري من احترام لحرية المعتقد، قال الوزير أنه ولحد الأن لم يتم اعتماد جمعيات جديدة، واقتصر الأمر على تمديد رخصة الاعتماد للجمعيات القديمة، وأنه في حال فتح المجال مجددا فإنه سيحرص على اعتماد عدد من الجمعيات الدينية التي لم تحظ بعد بالفرصة وأنها تترقب منذ زمن.